حرامية السلطة والعملاء في العراق، ما عادوا يخجلون / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الخميس 19/3/2020 م …
من يعتقد بان اختيار الزرفي لرئاسة الحكومة بالعراق جاء عفويا فهو واهم بل ان سبب الاختيار من قبل رئيس الجمهورية جاء مرتبا ومخططا له لان الزرفي كما هو معروف تم تعيينه محافظا في النجف بامر من سيئ الصيت بريمر الذي حكم العراق بعد الغزو والاحتلال وان اختياره لرئاسة حكومة العراق من قبل ” كاكه برهم” لم يكن عفويا” فاما الزرفي واما الكاظمي” هذه خيارات امريكية وتتحمل المسؤولية الاطراف المتمسكة بالسلطة رغم فشلها في تقديم اي انجاز للشعب العراقي طيلة قرابة عقدين من السنين وفشلها ايضا في اختيار شخصية عراقية وطنية لرئاسة الحكومة بعيدة عن الصراع الداخلي و عن المحاصصات الطائفية والقومية تتحمل ايضا
مسؤولية اختيار عناصر وعينات يغص سجلها بالفساد المالي والاداري كونها كانت في السلطة ولم تات من خارجها وان هناك ملفات تدينها لكن لم يعد يخجل احد من تلك الملفات السوداء والتاريخ الملطخ بالعمالة للاجنبي.
كنا في السابق عندما تقول ل” فلان” من الناس انت “حرامي” تقوم الدنيا ولن تقعد وقد تتسبب تلك الكلمة ووصف ” حرامي” بقتال وبسيل من الدماء اما اليوم فقد باتت كلمة حرامي تمر مر الكرام بل ان البعض استسهلها و يفتخر بانه حرامي ايمانا بنظرية ” السبع اللي ايعبي بالسلة ركي” .
اسالوا مشعان الجبوري الذي لم يكف عن وصف نفسه بانه حرامي ويؤكد امام شاشات الفضائيات ” كلنا حرامية” ويقصد من موجود في السلطة وقد كرر ذلك عشرات المرات.
الزرفي استبق الاحداث حتى قبل ان ينال ثقة اي تاييد من اطراف مهمة باستثناء ” قادة الكرد” وطرف اخر” له مصلحة في مجيئ مثل هؤلاء لرئاسة الحكومة لان مجيئهم يخدم مصالحهم حتى لو يفجر الوضع في البلاد وهو ما تسعى له واشنطن وتدفع به من خلال هؤلاء.
استبق الزرفي الاحداث في مقابلة تلفزيونية وتحدث عن موضوع حساس بدا به حديثه علما ان هناك قضايا مهمة جدا كان من الاجدى به ان يقدمها على غيرها من الموضوعات التي سقط الشهداء من اجل تحقيقها في تظاهرات استمرت شهورا في مقدمتها القضاء على ” الفساد المالي والاداري “” ومحاسبة الفاسدين” واستغلال السلطة” ونهب ثروات البلد ” والبطالة ” في صفوف الخريجين ” هذه المعضلات لم يتطرق لها الزرفي .
السبب معروف لان سجله هو الاخر الموجود في ” لجنة النزاهه” مليئ ” بالفساد المالي والاداري” والاستحواذ على الممتلكات العامة وسرقة المال منذ كان محافظا للنجف بل اراد ان يدغدغ مشاعر اسياده فقط الذين رافقهم عند غزو العراق واحتلاله عام 2003 قادما من الولايات المتحدة عندما تحدث عن ضرورة ان يكون السلاح تحت سيطرة الدولة وكان هذا الموضوع وحده الذي يحول دون تقدم العراق اما الموضوعات الاخرى التي اوصلت البلاد الى ما نراه اليوم واما المطالب الشعبية واما مطالب المتظاهرين فلم يشر لها بالمقابلة لا من بعيد ولا من قريب وربما كان من سبقه” علاوي” اكثر حكمة وعقلانية ولم يتحدث ب” عنجهية وغطرسة” كما كان يتحدث الزرفي بل تحدث علنا عن ذلك بشفافية ووضوح وانسحب من ترشيحه كرئيس للحكومة مؤكدا وجود عقبات تحول دون تحقيق المهام المطلوبة محملا جماعات في السلطة المسؤولية.
الزرفي استبق الاحداث وجلس امام المحاور في الفضائية ” وكانه تسلم الامر واصبح كل شيئ بيده” كان يتحدث بطريقة تنم عن ” غطرسة” و ” حماقة” متحدثا عن امجاد بالية دون ان يلتفت الى الوراء قليلا ليجد نفسه انه ا امام وضع شائك ومعقد عمل الاحتلال على ايجاده وتفصيله للبلاد منذ احتلالها بمقاسات هو يريدها تجعل من العراق اشبة ب” الريشة” تتجاذبها رياح متباينة وتتحكم بتحريكها ايادي من واشنطن من خلال عملائها المنتشرين في السلطة وفي مواقع مهمة امثال الزرفي والكاظمي وغيرهم الكثير من احزاب كردية وغير كردية وطوائف مثلما هناك من يوالي دول الجوار مثل تركيا وايران والسعودية وحتى تلك الدول الخليجية البعيدة عن العراق,
ان التطرق الى موضوع واحد دون سواه لحلحلة الازمة في العراق من قبل الزرفي فضح هويته الحقيقية وجعل منه مجرد اداة لتنفيذ ماترغب به الولايات المتحدة.
اما مطالب الشعب المحقة والمشروعة فلم يعر لها اي اهتمام في تلك المقابلة التلفزيونية مماجعل رفضه شعبيا من اولويات المتظاهرين المطالبين بحقوق قبل غيرهم من الموجودين في السلطة من الذين يتحملون كل ما يمر به العراق من ازمات وفي مقدمتها الازمة السياسية الحالية التي تحولت الى حالة مستعصية جراء الاصرار والتمسك بالمناصب والامتيازات في اطار المحاصصة المقيتة التي جلبت الويلات للعراقيين وادخلت البلاد في نفق مظلم .
التعليقات مغلقة.