تغريدات للكاتبة الأردنية ديانا فاخوري في زمن ” الكورونا ” و ” تغوّل رأس المال “
ديانا فاخوري ( الأردن ) – الجمعة 20/3/2020 م …
تحيا فلسطين والاشتراكية، ولتسقط الرأسمالية الآن (في زمن تحالف فايروسي الكورونا والرأسمالية) وكل أوانٍ وعلى الدوام وإلى دهر الداهرين – آمين!
كنت قد نشرت، مطلع هذا الشهر، مجموعة من التغريدات:
“من الكورونا الى النفط؛ حروب كونية تستهدف اعادة صياغة الجغرافيا السياسية والإقتصادية من الصين الى روسيا وإيران.. وماذا عن سلسلة وحلقات متصلة من ردود الافعال المنتظرة في البورصات والأسواق المالية العالمية، مثلاً؟”
“من شي جين بينغ الى دونالد ترامب وصحبه في محور الشر الصهيواعروبيكي: طرنيب، وباصرة – حظاً أوفر في اللعبة القادمة!
هل فعلها الصينيون!؟ هل قاموا حقاً بشراء الأسهم الاميركية والأوروبية عند انهيار أسعار الأسهم اثر تحالف النفط والكورونا!؟ هل حصدوا بذلك مليارات الدولارات في اليوم الواحد!؟ وهل أدى ذلك لمساعدة البنك المركزي الصيني في إنقاذ العملة الوطنية!؟”
“قلتها سابقا وأكرر ان التاريخ لا يتقن النسيان:
بعيدا عن نظرية “المؤامرة” او قريبا منها وربما في صلبها:
– من نشر مرض الطاعون لإبادة عشرات الملايين من الهنود الحمر بنفس الطريقة التي ينتشر بها فايروس الكورونا؟
– من استخدم القنابل النووية في اليابان؟
– من فبرك أُكذوبة أسلحة الدّمار الشّامل في العِراق؟
– وماذا عن مُختبر “فورت ويتريك” لأبحاث الجراثيم والفيروسات التّابع للقيادة الطبيّة للجيش الأمريكي بولاية ميريلاند والذي جرى إغلاقه أواخِر العام الماضي؟
– وماذا عن المحاولات الاميركية الوقحة لإعلان تحالف فايروس الكورونا وفايروس الرأسمالية باختطاف “اللّقاح” الألماني فاحتكاره بعد اعتماد نجاحه؟”
وقلت، في تغريدة سابقة:
“التقاه في حضرة كاترين بعد انهيار الضباط والجنود الأتراك في حضرة الجيش العربي السوري ومحور المقاومة!
التقى بوتين اردوغان في حضرة تمثال الملكة كاترين الثانية .. يا لروعة الرمزية! انها الملكة التي استطاعت أن تقهر جيوش العثمانيين، وتوقف توسعاتهم نهاية القرن الثامن عشر .. ألحقت العديد من الهزائم بالدولة العثمانية، وأطاحت الوجود العثماني في تلك المناطق الشاسعة شمال البحر الأسود وبحر آزوف في سلسلة من المعارك! وأي صدمة في تركيا .. من كان ليتخيل هكذا أداء من الجيش الثاني، بعد الجيش الأميركي، في حلف الأطلسي!؟ كيف تبددت معنويات الضباط والجنود الاتراك وانهارت في حضرة الجيش العربي السوري منذ المواجهة الميدانية الأولى!؟”
واليوم أعود الى نعومي كلاين ف”كورونا” هو الكارثة المثلى لـ”رأسمالية الكوارث” حيث تفسح “صدمة” فيروس “كورونا” المجال لسلسلة الأحداث التي سبق أن تناولتها في كتابها “عقيدة الصدمة” الصادر منذ نيف و10 سنوات ..فحلول الأزمات التي يفرضها منطق العولمة النيوليبرالية والسوق المتحرر من أية قيود تستغل وتعمق الفوارق الاجتماعية الموجودة. و”عقيدة الصدمة” ان هي الا الاستراتيجية السياسية التي توظف الأزمات الواسعة النطاق لفرض سياسات تعمق الفوارق الاجتماعية وتزيد من ثراء النخب وتفقر جميع الآخرين الذين ينصرفون، في لحظات الأزمات، الى التركيز على الأولويات المرتبطة بضمان شروط البقاء مستسلمين لاهل السلطة واضعين بهم جل ثقتهم! وتأتي هذه الاستراتيجية منسجمة مع حالة الأزمة الأمنية الدائمة التي اعلنتهاادارة بوش الابن، بعد عمليات 11 أيلول 2001، معتمدة الخصخصة على المستويين الداخلي والخارجي .. فاقامت دولة أمن قومي خاصة داخليا، وعملت على خصخصة غزو واحتلال العراق وأفغانستان خارجيا.
ومن نافل القول ان “عقيدة الصدمة” هذه انما جاءت ردا على سياسة الـ”نيو ديل – الصفقة الجديدة” الأصلية التي اعتمدها الرئيس فرانكلين روزفيلت ليعارضها الاقتصادي ميلتون فرديمان بدعوى انها علة جميع الشرور لأنها دفعت الحكومة الأميركية الى اتباع سياسة تدخلية لحل الأزمة الاقتصادية عبر خلق وظائف حكومية وتقديم الاغاثة المباشرة في مواجهة الكساد الكبير.
“إنَّ البَعوضَةَ تُدمي مُقلةَ الأسدِ”، فما بالكم بفيروسة اصغر من ان تُرى بالعين المجردة وقد استحالت جائحة تهدد الانسانية جمعاء وتضع ملايين، بل مليارات، الناس قيد الإقامة المنزلية الجبرية، وتُغَيّر وجه الدنيا وأولويات الدول والإدارات والشعوب!؟
وباء عابر للحدود والقوميات والأعراق والأثنيات والأديان والطوائف لم يتمكن، رغم ذلك، من وقف هجمة العولمة النيوليبرالية ورأسمالية الكوارث التي تعمل على توظيف الأزمة خدمة للمحور الصّهيواعروبيكي في محاولة بائسة “لإعادة صياغة الجغرافيا السياسية والإقتصادية من الصين الى روسيا وإيران .. ولكن ماذا عن سلسلة وحلقات متصلة من ردود الافعال المنتظرة في البورصات والأسواق المالية العالمية، مثلاً” كما بينت في التغريدات المعاد نشرها أعلاه. شيطنوا الصين .. رفضوا رفع الحصار عن المستلزمات الطبية التي تحتاجها ايران رغم نداءات الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية .. كما تخلوا عن الحليفة إيطاليا، العضو في حلف الناتو .. استخفوا بالمرض وفضّلوا السعي الى تحقيق مصالحهم السياسية الضيقة حتى لو أدّى ذلك الى التسبب بانتشار الوباء وإلحاق الضرر الكبير بصحة وأرواح الفرنسيين كما كشفت الانتخابات الفرنسية الاخيرة ضاربين عرض الحائط بالاعتراضات الشعبية، وضعف المشاركة .. أقاموا مصانع للجراثيم والفيروسات وحاولوا، بكل وقاحة وصلف، اختطاف “اللّقاح” الألماني المضاد لاحتكاره بعد اعتماد نجاحه!
بالمقابل نجحت الصين بتقديم نموذج إنساني لكيفية التعامل مع انتشار كورونا، والسيطرة على الفيروس بعد محاصرته واحتوائه بشكل مذهل حيث باتت تسجّل أدنى نسبة إصابات بهذا المرض في اليوم خلال أقلّ من شهرين .. وبالمطلق والمحصلة، تجاوزت مساء الأمس أعداد الوفيات في إيطاليا تلك المسجلة في الصين .. هذا وقد سارعت الحكومة الصينية إلى إرسال بعثة من أطبائها، الذين أسهموافي سرعة مكافحة الوباء، الى إيطاليا لمساندتها في احتواء المرض .. كما أرسلت مساعدات طبية عاجلة إلى إيران واتصل الرئيس الصيني بنظيره الإيراني مؤكداً وقوف الصين إلى جانب إيران في هذه المحنة!
هذا الموقف الصيني الإنساني الأممي اسقط ورقة التوت وعرى النظام الرأسمالي الغربي ودول محور الشر الصهيواعروبيكي (النظامين الأميركي والفرنسي، بشكل خاص) وأثبت للعالم انّ الدولة الصينية أكثر أخلاقا وإنسانية وحرصاً على التعاون والتكافل الأممي لمجابهة تحالف فايروس الكورونا وفايروس الرأسمالية – الخطر الذي يهدد شعوب العالم بكل مقومات التوحش والتغول الرأسمالي !
اما إيران الثورة فتمثل نموذجاً في شفافية التعامل مع الوباء، وتسعى مراكز الابحاث الطبية لديها، على نحو حثيث، لإيجاد اللقاح المناسب .. كما اظهرت القيادة والإدارة وكافة المؤسسات مسؤولية عالية في العمل على مكافحة الوباء، ومساعدة الفئات الشعبية المتضرّرة.
اما عن روسيا، فاكتفي بالإشارة لتغريدتي (المعاد نشرها أعلاه) يوم التقى بوتين اردوغان في حضرة تمثال الملكة كاترين الثانية بعد انهيار الضباط والجنود الأتراك في حضرة الجيش العربي السوري ومحور المقاومة – وفلسطين في القلب!
التعليقات مغلقة.