2020 .. حين يصرع الأردن فايروس كورونا / فلحة بريزات
مع إقصاءِ خيبات الأمل من سجل الرسمي ووضعها مكانا قصياً لأن أداءه العام في مواجهة ( جائحة كورونا ) أستحق الرضا الشعبي، وقد تموضع جُله في دائرة الحفاظ على حق الحياة المقدس للمواطنين والمد في إجراءات الردع التي فرضتها اسخفافات بعضنا من مآلات هذا المستجد الهجين .
يتابع الأردنيون بعين الوعي ورضا النفس التدابيرالوقائية والجراحية التي تفرضها الدولة بكل مكوناتها، وإن احتفينا بدور – الجيش – أكثر من غيره فهذا فعل تلقائي أصيل له مبرراته في الثقافة الوطنية التي تنحاز دوما -للعسكر- بلا شروط باعتبارهم الحزام الواقي الذي نلفه على الخاصرة عندما تداهمنا الكوارث والمحن ايَا كان مصدرها ومبعثها .
نشارك العالم مأساته، لكننا لن نفزع كثيرا جراء تزايد الأعداد إلا بالقدر الذي يحرك الفعل اللازم لصده؛ لأن باب الأمل مفتوح على مصراعيه بأن الوطن لن تطاله لحظة عجز أمام تباينات هذه الجائحة، وسيمدنا بمساحات مشرقة من الخيارات والبدائل التي ستوقف زحف سيد (كورونا) من اقتحام عفة بيوتنا بعد أن دشنه العالم المتطور بانه خارج السيطرة ويصعب ترويضه.
سنعمل متسلحين بوعينا وإرادتنا على إخضاعه لخيارتنا لا لنزعته اللاإنسانية ولمتطلباته اللاهثة وراء صحتنا والارتهان لشهوته المتنامية التي تسعى الى ضعضعة حقوقنا الإنسانية واستقرار مجتمعنا، وسنثبت بأن بوصلة طريق الخير لن تضل طريقها ما دام وجهتها الوطن ودوام طمأنينته وسلامته.
سيرقى وعينا الى حالة من الحضور الفاعل باعتباره أحد أهم نقاط قوتنا الوطنية في هذه المرحلة الحرجة، وسيرحل هذا الوباء مرغما مهما كانت مدة مكوثه، مسجلا مرحلة مضيئة رغم قتامة فعله، مرحلة عنوانها تكافلنا الحقيقي لا الاستعراضي … فلتكن النفس مطمئنة لأن الأبواب لن تغلق، وستبقى الامدادات في اطارها الآمن .
سيكبرالأمل إذا أوجد هذا المتربص حلفا جديدا بين حساب الأغنياء المتخمة -اللهم لا حسد – وبين الحساب المفقود للمعوزين، وأن تكون فرصة على -سوءتها يمكن استغلالها لأنسنة الثراء ومحو أمية جشع بعضنا قبل أن يدونها التاريخ في بابين متضادين، إذا انحاز فيها الأغنياء الى أرقام حساباتهم الصماء.
سيرحل هذا الزائر الثقيل وعندها سنصافح الحكومة بكل الوسائل والأدوات وسنستمر في كتم الأنفاس إذا حافظت على هذا الالتفاف الشعبي وعمدت إدارتها لمستقبل الوطن على ديمقراطية تثريه وتغنيه بعيداَ عن المناكفات الضيقة، وأن تحضر النزاهة والعدالة على طاولتها حتى في حالات التباين في وجهات النظر، وفي إطار وطني جامع لا يحتكر الحقائق، لا يقصي المختلف، لا يتشبث بالنظرة والموقف الأحادي، ولا يعرف الكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بوطن لا يقبل القسمة…هي فرصة تاريخية وعلىينا جميعا حسن إدارتها واستثمارها.
التعليقات مغلقة.