كورونا أبلغ نذير ( شعر ) / عبد الله ضراب الجزائري
عبد الله ضراب الجزائري ( الجزائر ) – السبت 21/3/2020 م …
الكوارث والمصائب نُذُرٌ تُحفِّزُ أهل النهى للاتعاظ والاعتبار ثم الإنابة والإخبات لله عز وجل ، أما الطغاة العتاة الذين ماتت قلوبهم وذهبت أنوار عقولهم فهم دائما كحمرٍ مُستنفرة فرت من قسورة .
***
الموتُ يحصدُ آلافاً من البشرِ … فالأرضُ في هَرَج ٍمن وطْأةِ الخَطَرِ
خوفُ المنيَّةِ هزَّ النَّاسَ أسكرهمْ … ذاقوا التَّعاسةَ في ريفٍ وفي حَضَرِ
عاشوا الشَّقاء وماتوا قبلَ ساعتهمْ … من شدَّة الرُّعبِ والأوهامِ والحَذَرِ
أما أحسُّوا بِبَلْوَى القتلِ في بلدي ؟ … فالشَّعبُ يُذبحُ كالجاموسِ والبَقرِ
في الشَّام في يَمَنِ الأحرار تَطعنُناَ … مُدْيُ البُغاةِ رؤوسِ الغدرِ والبَطَرِ
كم مِنْ مُصابٍ بداءِ الحِقدِ يَدفَعُهُ … قلبٌ سقيمٌ إلى الإجرامِ والضَّررِ
كم من طريحٍ يُعاني من تخاذُلِناَ … فاسألْ ضحايا طباعِ الشرِّ في البَشَرِ
كم من مريضٍ خواءُ البطنِ عِلَّتُه ُ… والمُتْرفُونَ عَتَوْا بالخوضِ في الوَطَرِ
أين المساواة أين العدل في زمنٍ … فيه القلوب غدتْ أقسى من الحَجَرِ؟
تأتي الكوارثُ أستاذا ينبِّهنا … إذا ابتعدنا عن التّفكيرِ والنَّظرِ
تأتي الكوارثُ آياتٍ تُحفِّزُنا … نحو الإنابةِ والإخباتِ والعِبَرِ
إنَّ الوباءَ الذي أضحى يُطاردنا … وخْزٌ يُفَطِّنُ صَرْعَى البَطْرِ في القَدَرِ
لعلَّ أفئدة الظُّلَّامِ ينفعُها … شيءٌ من الخوفِ والآلامِ والكَدَرِ
لكنَّ غائلةَ الأيام يفهمُها … ذَوُو النَّباهةِ أهلُ الفكرِ والبَصَرِ
أمّا الطُّغاة الأُلَى ماتتْ مَشاعِرهم ْ… فَيُصْرَفونَ من الأرزاء كالحُمُرِ
أو يُبعثونَ إلى نارٍ تُحطِّمُهمْ … يوم َالحقيقة ِيومَ الدِّينِ في سَقَرِ
إنَّ الوباءَ الذي بثَّ المآتم في … كلِّ الشعوبِ نذيرٌ أبلغُ النُّذُرِ
التعليقات مغلقة.