نيزافيسيمايا غازيتا: واشنطن تدخل في نزاع اقليمي مع بكين
الأردن العربي ( السبت ) 10/10/2015 م …
تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الى استعدادات الولايات المتحدة لإرسال سفن حربية الى ارخبيل سبارتلي في بحر الصين الجنوبي مهددة بذلك بكين التي أعلنت سيادتها على مياهه الاقليمية.
جاء في مقال الصحيفة:
تنوي وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” ارسال سفن حربية الى ارخبيل سبارتلي في بحر الصين الجنوبي، موجهة بذلك تهديدا مباشرا لبكين التي تدعي احقيتها بالسيادة على مياهه الاقليمية. وقد اقامت الصين منشآت من الخرسانة المسلحة على الشعَب المرجانية، كما انتهت من بناء مطار فيها. وتبرر الولايات المتحدة هذا التهديد العسكري بأنه لحماية الملاحة البحرية في المنطقة.
التوتر في المنطقة يزداد، والبيت الأبيض قرر تصعيد المواجهة بعد ان لم يتوصل الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال زيارته الأخيرة لواشنطن الى حل وسطي مع باراك أوباما.
وتشير صحيفة “فايننشال تايمز″ الى ان الولايات المتحدة تنوي بهذا اعلان رفضها محاولة الصين فرض سيطرتها على بحر الصين الجنوبي، ولكن إذا سمينا الأشياء بأسمائها فإن المقصود هنا ليس فقط اعلان الرفض، بل هو حملة حربية بحرية حقيقية، حيث ستدخل السفن الحربية الأمريكية منطقة الـ 12 ميل التي انشأتها الصين حول بعض الجزر، اذ تعتبر هذه المنطقة من ضمن مياهها الاقليمية. ومع ذلك اعلن مسؤول امريكي ان استعراض القوة يجب ان يتم خلال أسبوعين.
وكان وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر قد سعى خلال عدة أشهر للحصول على اذن من الادارة الأمريكية باتخاذ اجراءات وقائية في منطقة بحر الصين الجنوبي، ولكن الادارة لم تكن لتعطيه الضوء الأخضر، إلا أنها أخيرا رضخت لمطالبه.
وبحسب معطيات وزارة الدفاع الأمريكية وسعت الصين خلال السنتين الماضيتين مساحة الجزر المتنازع عليها بـ 3000 دونم بحيث اصبحت تصلح لهبوط الطائرات كما يمكن استخدامها للأغراض العسكرية. كذلك تزعم الولايات المتحدة ان الصين بهذا تعمل على تعزيز وجودها في منطقة المحيط الهادئ. وان هدف الصين البعيد بناء اسطول “المياه الزرقاء”. أي انشاء قوة بحرية يمكنها تركيز قوتها خارج ما يسمى السلسلة الأولى من جزر بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي والبحر الأصفر التي تحيط بالصين.
حجة الولايات المتحدة، هي حماية حرية الملاحة في هذه البحار، حيث يقول كارتر: “الولايات ستطير وتعوم وتعمل في جميع انحاء العالم ضمن إطار القانون الدولي”. واستنادا الى هذا المنطق فإن بحر الصين الجنوبي مهم جدا لأن نسبة 30 بالمائة من التجارة العالمية تتم عبر هذا البحر.
أما الصين فتؤكد انها هي ذات السيادة على منطقة الـ 12 ميل حول الجزر الاصطناعية التي انشأتها. ولكن حسب مجلة “Foreign Policy” ترفض الولايات المتحدة والدول المجاورة للصين هذه المقاربة.
كيف تعاملت الصين مع التحرك العسكري الأمريكي؟ يقول نائب مدير المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية قسطنطين كوكاريف: “كلاميا سيكون رد الصين شديدا وقاسيا. وسوف تصر على سيادتها على هذه الجزر منذ زمن بعيد. ولكن الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال زيارته الولايات المتحدة، اتفق مع الرئيس أوباما على تحويل نقاط الخلاف الى نقاط تعاون. وتقيم الصحافة الصينية عاليا نتائج هذه الزيارة. كما تأمل بكين تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. ويتم التركيز بصورة خاصة على توقيع اتفاقية حول الاستثمارات من شأنها أن تحفز نمو اقتصاد البلدين”.
ويضيف قائلا: استنادا الى هذا، يمكن القول ان التحرك العسكري الأمريكي، هو تطمين حلفاء أميركا في المنطقة بأنها لن تتركهم وحدهم في مواجهة الصين.
ولكن من جانب آخر افادت وسائل الاعلام بأن واشنطن وبكين لم تتوصلا الى تسوية للخلافات بشأن سرقة المعلومات التجارية من قبل الهاكرز. كما كانت محكمة امريكية قد اتهمت السنة الماضية خمسة من الضباط الصينيين بالتجسس الصناعي.
التعليقات مغلقة.