الكورونا وكبسة الزر الأمريكية / ابراهيم ابو عتيلة
طالعتنا الأخبار صبيحة هذا اليوم بقول ترامب بأن أمريكا ستنهي ” الكورونا ” قبل عيد الفصح المجيد وتحديداً قبل العاشر من نيسان / ابريل من هذا العام وذلك على الرغم من الزيادة الكبيرة في عدد المصابين والموتى بسبب هذا الفايروس في كافة أنحاء العالم والولايات المتحدة الأمريكية وعى رأسها ولاية نيويورك ، فهل سينصاع الفايروس لإرهاب ” ترامبو ” ؟ وعلى ماذا ارتكز هذا القول ؟؟ في الوقت التي عجزت فيه كل مختبرات العالم في ايجاد علاج أو لقاح ضد هذا الفيروس فيما تعتبر المختبرات الأمريكية الأقل بحثاً وسعياً في هذا الشأن الأمر الذي يفسر محاولة ترامب سرقة المختبرات الألمانية ليحقق السبق واحتكار اللقاح ليتحكم بالعالم أجمع بواسطته …
اتهامات كثيرة ومتبادلة سمعناها بين معسكر أمريكا ومعسكر الصين ، فأمريكا تتهم الصين بكون الفيروس قد خرج عن السيطرة من مختبراتها بل وقام ترامب بإطلاق اسم ” الفايروس الصيني ” على فايروس الكورونا الرهيب ، فيما رد عليه المعسكر الصيني بالقول بأنه قد تم تحضير هذا الفايروس في المختبرات الأمريكية وقام فريق من الرياضيين الأمريكيين بقذفه في ” أوهان” الصينية خلال شهر تشرين الأول / أكتوبر من عام 2019 بهدف كسر التقدم الصيني ومنع الصين واقتصادها من أن يصبح الإقتصاد الأول في العالم ، مقولة الصين هذه تلقفتها ايران ومعسكرها أيضاً بالتأكيد على أن الفايروس الأمريكي هو نوع من أنواع الحرب البيولوجية والذي يرقى استخامه إلى مستوى الجريمة ضد الإنسانية …
اتهامات بخلفية سياسية محضة يعوزها الدقة والمصداقة والإثبات خاصة مع هذا الانتشار الرهيب للفيروس الذي تعدى كل الحدود ووصل إلى غالبية دول العالم بغض النظر عن المعسكر التي تتبع له تلك الدول .
أصابات رهيبة وحالات موت كثيرة ولعل أكثرها في الوقت الحالي هو ما يحدث في ايطاليا واسبانيا عدا عن الزيادة الرهيبة في كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة من جانب وايران من جانب آخر .. وربما كان ذلك كافياً ليفند كل الاتهامات حتى الآن … وقبل تصريح ترامب الرهيب …
إن ما يحدث في العالم ما هو إلا حرب كونية بين بني البشر وبين ذلك الفايروس الذي لا يفرق بين صيني وأوروبي وأمريكي ، فالكل في نفس الخندق ، ومن هنا قامت دول العالم كافة بمحاولة ايجاد الوسائل الفعالة للتخفيف من حدة هجوم هذا الفايروس بل ومكافحته والوقاية منه ، ليثبت القول بأن العالم لا يعددو كونه قرية صغيرة واحدة ، فبني البشر كافة أعدا لهذا الفايروس وبقاء البشرية مرتبط فعلا بالتلاحم بين البشر لمواجهة كل الشرور وليس هذا الفايروس فقط .
إن الحقيقة الناصعة تستدعي القول بأن الفايروسات التي تواجهالعالم أنواع كثيرة ، فمنها الإرهاب والحصار والتجويع والاحتلال والتهديد النووي والمحاولات المستمرة لإخضاع الدول واعتبار الدولة التي لا تخضع للتهديد دولة مارقة ن ولعل أي نوع من تلك الفايروسات أكثر خطراً على البشر من فايروس كورونا على قاعدة ن الكورونا ستنتهي سواء استعمل ترامب سوته وضغط على زر إنهائه أم لا … نعم ، ففايروسات أمريكا هي الأكثر خطراً من الكورونا فلو قيل ذلك لوافقنا عليه دون تردد ..
الكل يعرف بأن أمريكا ضالعة في الإرهاب وصنعه والتهديد به واتخاذه ذريعة لمحاربة شعوب العالم بل وتدمير دول كثيرة من أجل إخضاعها للنفوذ الأمريكي ، كما حدث في عالمنا العربي كما في العراق وسوريا واليمن وليبيا عدا عما تمارسه صانعة تلك الفايروسات من حصار ورعاية للحصار على الشعوب الحية كما في كوبا وايران وغزة وفنزويلا وغيرها بالإضافة للسماح لربيبتها ” إسرائيل ” بالبطش والتنكيل بالشعب الفلسطيني وضرب سوريا تارة والعراق تارة أخرى وتهديد ايران تارة ثالثة ..
إن الحرب على فايروس ” كورونا ” ضرورة قصوى ولعل ذلك يستدعي وقوف بني البشر ضد كل أنواع الفايروسات الأمريكية من إرهاب وحصار وتجويع وتهديد … وعلى الرغم من عدم ثبوت نظرية انتاج ونشر الكورونا من أمريكا … فإن قول ترامب بأن أمريكا ستقضي على الفايروس قبل العاشر من نيسان / ابريل من هذا العام يرجح تلك القول ومن خلال المبدأ القائل ” بأن من يصنع السم يصنع ترياقه ” .
التعليقات مغلقة.