سوريا خالية من الارهاب خلال اشهر / كمال ذبيان

 

كمال ذبيان ( السبت ) 10/10/2015 م …

كانت نتائج الضربات الجوية للطيران الحربي الروسي، على مواقع المسلحين من تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» سريعة، وفق تقويم روسي وسوري اولي لها، اذ تكشف مصادر ديبلوماسية روسية عن ان الخسائر التي تكبدها الارهابيون كبيرة، وهي اصابت مراكز القيادة والتحكم، اضافة الى تجمعاتهم العسكرية، ومراكز التدريب، ومخازن السلاح، وهذا ما ادى الى تشقق قواهم، وفقدانهم السيطرة على مواقعهم، التي اخلوا العشرات منها.

وهذه الانجازات العسكرية الروسية التي يواكبها الجيش السوري، تحققت لان قرار القيادة الروسية جدي في محاربة الارهاب واجتثاثه، بعكس القرار الاميركي الذي لم يثبت في التحالف الدولي الذي تقوده الادارة الاميركية، انه حاسم في انهاء الارهاب، كما تقول المصادر، وهو لم يحقق اي انتصار، لا بل اظهر اخفاقاً في عملياته العسكرية اذ بلغت طلعاته الجوية نحو عشرة آلاف طلعة خلال عام واكثر، دون ان يتأثر تنظيم «داعش» عسكرياً او يتراجع عن مناطق، او يترك عناصره المعركة ويفرون منها، كما حصل مع الغارات الروسية وتقدم الجيش السوري برياً.

فمعركة تحرير الشمال السوري انطلقت، وان الطيران السوري يركز ضرباته على ريف حماه وريف حمص وصولاً الى ادلب وريفها، وسهل الغاب، لتتوسع الضربات من الشمال الى الشرق، على طول الحدود مع تركيا، وصولاً الى الرقة على الحدود مع العراق، اذ تكشف المصادر عن ان المعركة التي سيتقدم فيها الجيش السوري هي لاسترداد هذه المناطق، والامساك بالحدود السورية ـ التركية، لمنع تدفق المسلحين من الجانب التركي الذي يحاول التمويل، واستغلال خرق مقاتلة روسية للاجواء التركية، لوقف حركة الطيران تحت مسمى «المنطقة الأمنية» او العازلة التي كان النظام التركي يسعى الى اقامتها، وقد رُفضت اميركيا واوروبيا، وهي ممنوعة روسياً، تضيف المصادر، التي تؤكد ان انهاء وجود الجماعات الارهابية، هو بوقف انتقالها الى سوريا، التي كانت تركيا اول من سهّلت دخولها، في العام 2011، ومع بدء اندلاع الازمة السورية، وهي التي اسهمت في معركة جسر الشغور الذي سيطر عليه المسلحون، وسقطت بعده المناطق المتاخمة للحدود، من اعزاز الى جبل الزاوية وجبل التركمان وغيرها.

والعملية الجوية التي انطلق بها الطيران الحربي الروسي، فان غرفة العمليات المشتركة بين الضباط السوريين والروس حركت القوات البرية التي من دون توغلها في الاراض السورية التي احتلتها الجماعات الارهابية فان كل ما يستهدفه الطيران يذهب مع الريح وهو ما رفض التحالف الدولي بقيادة اميركا ان يفعله في محاربته «لداعش» وجاء الروس لتطهير سوريا من الارهاب ومن البوابة الاخطر التي يدخلون منها وهي تركيا التي رفضت الدخول في معركة ضد الارهاب من ضمن التحالف الدولي وحاولت استلحاق دورها بعد ان ضرب الارهاب داخل تركيا فقرر رئىسها رجب طيب اردوغان الدخول في المعركة لكنه يتطلع الى استهداف الاكراد وليس «داعش» وهذا ما افشل معركة التحالف الدولي مع «داعش».

وتبدي القيادة الروسية برئاسة فلاديمير بوتين ارتياحها الى سير الاعمال الحربية التي تنقل المصادر عنها، ان الفترة الزمنية الموضوعة للعملية العسكرية والانتهاء منها لن تتأخر عن مطلع العام المقبل، والتي ستكون متزامنة ايضاً مع تحرك عسكري عراقي، الذي كان بدأ قبل عام لتطهير الاراضي التي سيطر عليها تنظيم «داعش» في الموصل والانبار، وربطها بمنطقة الرقة في سوريا، ومن العراق يتسلل المسلحون الى شرق وشمال سوريا، وان تقدم الجيش العراقي مع «الحشد الشعبي» باتجاه الحدود العراقية – السورية، سيحاصر «داعش» ويقضى عليها، حيث تعتبر المصادر، ان الحرب في سوريا تتوقف مع السيطرة على الحدود، وهو ما حصل مع لبنان، الذي ضُبطت حدوده من تسلل المسلحين منه الى سوريا وبالعكس، بعد معركة القصير ثم القلمون والزبداني، ولم يبق من المسلحين الا القابعون منهم في جرود عرسال عند السلسلة الشرقية، وان توقيت انهاء وجودهم فيها، يتعلق بهم عندما يطلبون الاستسلام.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.