فلسطين المحتلة … الرُعب سيّد الموقف
الأردن العربي – من زهير أندراوس ( السبت ) 10/10/2015 م …
*يعالون يدعو الإسرائيليين إلى استخدام أسلحتهم الشخصيّة ورسائل إلى عبّاس وحماس من نتنياهو بأنّ بلاده ليست معنيّةً ومُحادثات مكثفّة بين عمّان وتل أبيب
بالتصعيد موجة الإرهاب، وفق توصيف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تحولت أمس إلى تسونامي. فالميدان وتطوراته المتلاحقة سبقا محاولات إسرائيل المتناقضة للحل، بين إرادة التهدئة بمعنى خضوع الفلسطينيين وعودتهم إلى المربع الأول، والتطلع إلى صورة الانتصار، أو بالنقاط، للإجراءات العقابية الإسرائيلية بحقهم.
وللتدليل على حالة الدولة العبريّة، فإنّ إخفاق إسرائيل في منع الاحتجاجات الفلسطينية، أثّر سلبًا في شعور الإسرائيليين بالأمن الشخصي. وأفادت صحيفة “إسرائيل اليوم” بأنّ الشرطة تلقت في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، أكثر من 25 ألف اتصال هاتفي من إسرائيليين يبلغون عن شخص مشبوه أو حقيبة مشبوهة. ومع ذلك، الارتباك، البلبلة، الهستريا لدى صنّاع القرار في تل أبيب، كانوا في مُقدّمة الأجندة.
وزير الأمن الإسرائيليّ، موشيه يعالون، أدلى بلقاء خاصٍ للقناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيليّ، وناشد جميع المُواطنين باستخدام السلاح الحيّ ضدّ مَنْ أسماهم بالإرهابيين الفلسطينيين، وهكذا عمليًا اكتملت الدائرة: لأوّل مرّةٍ في تاريخ الدولة العبريّة، يقوم وزير الأمن بتوجيه دعوةٍ صريحةٍ وواضحةٍ إلى الجمهور بالإقدام على الإعدام الميدانيّ للآخر، الفلسطينيّ، الذي يتظاهر متسلحًا بصدره العاري وبإيمانه بعدالة قضيته، وهكذا ينضّم المواطنون في إسرائيل إلى قوّات الأمن للمُشاركة في الحرب على الإرهاب.
جديرٌ بالذكر، أنّ نائب يعلون إيلي بن دهّان، كان قد وجّه نفس الدعوة لمواطني الدولة العبريّة قبل عدّة أيّام. واللافت، بحسب الإعلام العبريّ، أنّ الهبّة الشعبيّة الفلسطينيّة، تجتاح الضفّة الغربيّة المُحتلّة، وقطاع غزّة والداخل الفلسطينيّ، علمًا أنّه لا توجد لها قيادة، الأمر الذي يقطع الشكّ باليقين بأنّ الشعب العربيّ الفلسطينيّ وصل إلى طريقٍ مسدودٍ، أو إلى نقطة اللا عودة. وبحسب موقع (WALLA) الإخباريّ-الإسرائيليّ، فإنّ الهجمات التي وقعت، يوم أمس، هي إشارة على فقدان السيطرة على القدرة على احتواء موجة الإرهاب الحالية، لافتًا إلى أنّه في المؤسسة الأمنيّة لا يعتقدون أنّه يجب التصرف بطريقة متهاونة والامتناع عن العقاب الجماعي، بل أنّه يجب اتخاذ إجراءات جديّة تهدف لاستعادة الردع، على حدّ تعبيره.
لذلك، شدّدّ الموقع، أمر مسؤولون في جهاز الأمن بتوسيع الاعتقال ضد الـ”محرضين” و”المتظاهرين” خلال أعمال الشغب في أنحاء الضفة الغربية، وإقامة حواجز حسب الحاجة وبدون أخذ إذن من القيادة السياسية، وتعزيز القوات في المناطق بشكل يردع من أيّ هجمات فردية، وتعزيز أمر هدم بيوت المنفذين، إذا اتضح أنها مجدية، كما قالت المصادر الأمنيّة في تل أبيب للموقع. علاوة على ذلك، زادت المصادر، أنّه تقرر استثمار البنى التحتية في المناطق، مثل وضع كاميرات في الطرق، والاهتمام بأساسيات الأمن في المستوطنات التي تم توسيعها في السنوات الأخيرة ولم تحصل على رد أمني مناسب، بالإضافة لسلسلة أنشطة تهدف للتخفيف عن السكان الفلسطينيين التي كان من المفترض أن يبدأ العمل بها قبيل عيد الأضحى وتم إلغاؤها بسبب تفاقم العنف. بالإضافة لكل ذلك، فإنّهم يعلمون في جهاز الأمن، أردفت المصادر، أنّ الجانب اليهودي له علاقة بتدهور الأوضاع، بسبب الاعتداءات المتكررة للمستوطنين ضد الفلسطينيين، وفي أعقاب ذلك، أمرت القوات العمل بقوة وبحزم واعتقال اليهود المشتبه بهم بمهاجمة جنود الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين في الأسبوع الماضي. من جهة أخرى، لفتت المصادر عينها إلى أنّ المجلس الوزاريّ الأمنيّ-السياسيّ المُصغّر قرر تشديد الضغط على قيادة السلطة الفلسطينية بهدف العمل لمنع أيّ أعمال إرهابية. ونقل عن مسؤولين كبار في جيش الاحتلال قولهم إنّه في حال استمرّ تدهور الأوضاع فإنه سيتم دراسة خيار تعزيز مناطق الضفة الغربية بمزيد من القوات، بالرغم من أن هذه الخطوة ستضر بتدريبات القوات وبالأمن في مناطق أخرى، على حدّ تعبيرها.
وفي السياق عينه، القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ تحدثت أمس عن أنّ نتنياهو، بعد تقدير خاص للأوضاع في كل المناطق، قرر التوجه إلى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مع رسالة سياسية لتخفيف حدّة التوتر في الميدان، في موازاة رسالة مقابلة أيضًا إلى غزة، وتحديداً كما أشار الإعلام العبري إلى حركة حماس، عبر طرف ثالث، ومفادها أنّ إسرائيل غير معنية بتصعيد أمني مع القطاع. على خط آخر، كشفت مصادر سياسية إسرائيلية للإذاعة العبرية، أنّ تل أبيب وعمّان تتبادلان الرسائل وتعربان عن رغبة في التهدئة إزاء القدس، وأنّ إسرائيل والأردن يرغبان في إنهاء الوضع المتأزم في المدينة، مشيرةً إلى أنّ الجانب الإسرائيلي أبلغ الأردنيين حقيقة ما حدث في المسجد الأقصى.
وقالت المصادر: القوات الأمنية الإسرائيلية اضطرت إلى التدخل بعدما لم تتمكن الأوقاف الإسلامية من التصدي للعناصر الفلسطينيين الذين تحصنوا داخل الأقصى وبحوزتهم متفجرات، مشيرة إلى أن جهات متطرفة والحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح، هي التي تقف خلف هذه النشاطات والتحريض على إسرائيل. في السياق عينه، هاجم المُحلل السياسيّ المُخضرم، بن كاسبيت في “معاريف” نتنياهو، واتهمه بتحريف الحقائق وصبّ الزيت على النار.
وتحت عنوان “سيد أمن”، لفت إلى أنّ اللهيب يزداد اشتعالاً، وعلينا أن نصبّ الماء البارد عليه فوراً، وبدلاً من الكذب والاختباء وراء هذا وذاك، يجب على نتنياهو أن يقول الحقيقة، وأن يتخذ القرارات الصحيحة. ربحنا كراهية الفلسطينيين بصدق، ليس لديهم أي سبب ليحبونا، ولأننا لن نحبهم أيضًا، فعلينا أن نختار: الاستمرار بالعيش معهم مع استمرار الاحتكاك بهم، أو الانفصال عنهم، جزم كاسبيت.
التعليقات مغلقة.