كوبا والكورونا والنظام الصحي المتقدم.. شهادة الدكتور جورج حبش / بسام ابو شريف




بسام ابو شريف * ( فلسطين ) – الجمعة 27/3/2020 م …

* عضو سابق في المكتب السياسي  للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، ومستشار للرئيس عرفات

قد يستغرب الكثيرون المبادرة الطبية الكوبية لمساعدة ايطاليا على مواجهة تفشي الكورونا  وما سببه هذا التفشي من موت وانهيار وخلخلة اقتصادية واجتماعية في ايطاليا ، لكن هذا الاستغراب ناتج عن عدم معرفة بالنظام الصحي والطبي المتقدم في كوبا .

بالواقع نظام كوبا الصحي الطبي متفوق على النظام الصحي الاميركي رغم الفارق في الثروة والقدرات ، في أواخر السبعينيات رافقت الدكتور جورج حبش الى كوبا ، فقد وجه الرئيس البطل فيدل كاسترو دعوة لوفد من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لزيارة كوبا واجراء مباحثات حول دعم النضال الفلسطيني ، وكنت عضوا في الوفد كما كان أبو أحمد فؤاد وتيسير قبعة عضوين في الوفد .

وكان الحكيم قد خرج من المستشفى في بيروت بعد اصابته بجلطة قلبية كادت أن تودي بحياته فكان لزاما أخذ الحيطة والحذر لمراعاة وضعه الصحي ، فوجئنا بعد وصولنا لمقر الاقامة بدقائق بمجموعة من المسؤولين ومعهم بروفيسور في جراحة القلب يصلون ليأخذونا الى مستشفى لاجراء فحوصات ، وكان التركيز بطبيعة الحال على قلب الدكتور جورج حبش .

تخرج الدكتور جورج حبش طبيبا من الجامعة الاميركية ، لكنه بقي على صلة مع زملائه الذين تابعوا عملهم كأطباء متخصصين ويدركون آخر ماتوصل اليه الاميركيون في هذا المجال ، وذلك في مستشفى الجامعة الاميركية ببيروت حيث عولج الحكيم ( ومنهم يرحمهم الله د. نجيب أبو حيدر ود. شماعة وغيرهم من الأطباء المتخصصين ) ، وكنت أيضا على صلة بكثير من الأطباء زملائي في الدراسة في نفس الجامعة ، ودعوني أكثر من مرة للاطلاع على أجهزة جديدة تم استيرادها من الولايات المتحدة لمستشفى الجامعة الاميركية في بيروت .

ذهل الدكتور جورج حبش وذهلنا مما شاهدنا .. الجو الصحي والنظافة المطلقة والأجهزة الحديثة وبعضها من تركيب الكوبيين واختراعهم ، وأجريت الفحوصات بنظام وتتابع ودقة وعدنا لمقرنا ، وفي الصالة جرى حديث مع راؤول كاسترو حول ما أدهشنا فابتسم وقال : “كان هذا أول قرار لفيديل ” ، كان شعبنا يعيش بلا رعاية صحية والأمراض متفشية ، ولم يكن بمقدور الفقراء أن يتلقوا العلاج ولم تكن هنالك مستشفيات للشعب ، فكان قراره صحة الكوبيين وحقهم في الرعاية الصحية والعلاج والدواء أولوية ، خططنا لذلك بتوجيه آلاف الشباب الكوبي لدراسة الطب ، والاتحاد السوفييتي والصين أتاحا لنا هذه الفرصة فأرسلنا الألاف في منح دراسية للتعلم والتخصص ، وخلال عشر سنوات كان لدينا جيش من العلماء الأطباء ، خلالها كنا نبني المستوصفات والمستشفيات والمراكز الطبية والبحثية ، ونمول بتواضع مراكز أبحاث ومختبرات للتعامل مع البيئة الكوبية وافرازاتها الضارة صحيا  فأصبح موقع مؤسساتنا الطبية موقعا متميزا أثار اعجاب الذين ساعدونا …. كوبا تتمتع الآن بأرقى نظام صحي في ذلك الجانب من العالم والذهاب للعلاج في كوبا لم يكن من باب قرب كوبا فقد كان بامكانه أن ينتقل الى روسيا أو الصين لكن رقي النظام العلاجي في كوبا جعل الاختيار كوبا .

شافيز مات بالسم تماما كما مات جمال عبدالناصر ، وهواري بومدين ، وياسر عرفات ، ووديع حداد ، والسم الذي استخدم هو نفس السم ( أومشتق من مشتقاته ) ، الذي استخدمته اسرائيل في محاولة اغتيال خالد مشعل ، ولولا الترياق الذي أجبر ننياهو على تقديمه للملك حسين مقابل ثلاثة ضباط موساد ألقي القبض عليهم في المحاولة لما عاش خالد مشعل  والسؤال الذي يطرح دائما هو :

لقد حذرت من خطة لتسميم الرئيس ياسر عرفات ، حذرت علنا وبرسائل داخلية وبحديث مع الرئيس ابو عمار نفسه لماذا لم يتخدم الترياق الذي زودت به الاردن لمعالجة خالد مشعل من السم ؟

كان كثيرون في القيادة (!!) ، يرفضون التقرير الذي كتبته للرئيس ياسر عرفات أحذره فيه من خطة لدس السم له ، وكان هؤلاء يستخفون بما أقول وظلوا على نفيهم للسم حتى قرروا نبش القبر بعد سبع سنوات للبحث عن سم تبخر !!! ، والغريب والمثير للسؤال هو لماذا لم يسمح للدكتور البطل ” الكردي ” ، من التوجه معه لباريس ومات الكردي فجأة ، هل شرح جثمان الكردي ؟! …. المؤامرة كبيرة ويحاولون (التريقة ) على كل من يتحدث عن ” المؤامرة ” للتشكيك في أي ” شك ” ، بالمؤامرة وذلك لتمر دون ملاحظة أو اهتمام .

عندما أبلغنا وزير الأمن في المانيا الديموقراطية أن ” الدكتور وديع حداد قتل بسم غريب ولم يعرفوه من قبل ” ، كان الرجل جادا وحدد أن السم يدخل من خلال مسام التذوق في الفم واللسان واللثة لاتقعوا فريسة ” التريقة ” ، على ” المؤامرة ” ، لأنهم يتآمرون ويقتلون بوسائل كثيرة .

يقتلون بالقصف

يقتلون بالطائرات المسيرة

يقتلون بالسم

ويقتلون بالفايروس

وعلينا الهجوم عليهم لأن هذا هو الدفاع أما أن ننتظر حتى يظهر الفايروس فهذا غير مقبول !

وهذا يعبر عن عدم ثقة بالنفس وبقوة الحق الذي نقاتل بسيفه ، ونحاول أن نجعله حقيقة واقعة من خلف كمامة الكورونا قد يأتي جاسوس أو عميل أو ضابط عدو ليفجر قائدا من قادتنا في المقاومة ….. ماذا ننتظر ؟ …… علينا قتل من أرسله .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.