الأوبئة / أسعد العزوني

أخطر الأوبئة حول العالم في القرن الحادي والعشرين

أسعد العزوني ( الأردن ) – الجمعة 27/3/2020 م …




  • رغم هلع الناس منه وسرعة إنتشاره في العالم

* كورنا ليس الأشد خطرا في قائمة الأوبئة التي إجتاحت العالم عبر التاريخ

  • الطاعون الذي اجتاح الإمبراطورية الرومانية في وفاة بين 30 و50 مليون شخص * في القرن السادس الميلادين

عام 1820 فتكت الكوليرا بالكثيرين في جنوب شرق آسيا وبلغ عدد الضحايا أكثر من 100 ألف شخص

يجتاح  العالم هذه الأيام وباء شديد يطلق عليه “كورونا”،وبدأ إنتشاره في مدينة “ووهان “الصينية “خلال عملية نقله من مختبر أمريكي في أفغانستان إلى تلك المدينة الصينية التي كانت تنتظر مناورة عسكرية ،شارك فيها حسب ما تدوول 67 جنديا أمريكا ،وعندما إنكشف أمر إصابتهم أعيدوا إلى أمريكا ،وعم الوباء أمريكا ،وحسب المعلن فإن الحكومة الصينية سيطرت على الوباء ،فيما يتخبط العالم بأسره في مواجهة هذه الجائحة ،بدون إستعدادات كافية ،الأمر الذي جعل بعض الدول مثل الأردن تفرض حظر التجول على مواكنيها منذ ما يزيد عن أسبوع ،تحت شعار خليك في البيت.

ما يحيّر العلماء والمختصين والمسؤولين في الكرة الأرضية ،ان هذا الوباء مجهول ،ولذلك لا احد يعرف حتى اليوم مدى إنتشاره ومدة بقائه وكم سيبلغ عدد ضحاياه،خاصة في ظل الشائعات التي تتناقلها وسائل التواصل الإجتماعي”الإعلام البديل”حول هويته ونشأته وأنه غاز السارين مخلوط بمواد أخرى.

وفي رواية متداولة أن العالم الأمريكي دمتري مارتيوس  هو الذي إخترع فايروس كورونا كسلاح جرثومي لتدمير الشعوب المناهضة لأمريكا وخاصة الصين وإياطاليا وإيران،لكن السحر إنقلب على الساحر،بسبب خطأ إرتكبه ذلك العالم عندما خرج من المختبر بدون إستحمام أو تبديل ملابس المختبر،تلبية لنداء إبنته التي أخبرته أنها تعاني من وعكة صحية ، وقام دون أن يدري بنقل الفايروس لأسرته اولا وللعديديد من سكان كاليفورنيا حيث يقيم،وفارق هو وأفراد عائلته الحياة،وتفشى الفايروس في كاليفورنا وامريكا بشكل عام.

وفي خلال أكثر من 3 أشهر، ضرب الفيروس نحو 100 دولة حول العالم، وأصاب أكثر 110 ألف شخص، كما تسبب في وفاة 3825 شخص، وتوقف الحركة خوفاً من تفشي المرض، وألغيت مئات الأحداث الرياضية والثقافية وكذلك الرحلات الجوية ،ما سبب خساء باهظة لشركات  الطيران العالميةخوفاً من تفشي الفيروس، كما شهد القطاع الاقتصادي تراجعاً كبيراً وخسائر بمليارات الدولارات في الأسواق المالية، كما تم إغلاق الكثير من دور العبادة.

ظهر الفيروس الذي ينتشر حاليا في العالم بنسخة الأولية عام 2012، وصار يعرف باسم “متلازمة الشرق الأوسط التنفسية” أو “متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد”، واعتبارا من يوليو 2015، أبلغ عن حالات الإصابة بفيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في أكثر من 21 دولة.
وبحسب آخر إحصائية نشرتها منظمة الصحة العالمية، في 24 أبريل 2014، تم تشخيص 254 حالة مؤكدة في العالم توفي منهم 93.

وفي أواخر كانون الثاني/ ديسمبر الماضي، تم الإبلاغ عن أول حالة مشتبه بها لمنظمة الصحة العالمية، بوصفها فيروس كورونا الجديد أو فيروس كورونا المستجد، أطلقت منظمة الصحة العالمية على الفيروس الأخير اسم كوفيد-19 مشيرةً إلى الفيروس التاجي الذي يسببه، الذي بات تفشيه الواسع والسريع منذراً بما هو أسوأ من الأرقام والإحصائيات التي تم نشرها مؤخراً وفي الواقع أن فيروس كورونا هو الحلقة الأخيرة في سلسلة من الأوبئة التي ضربت العالم وذهب ضحيتها الملايين من البشر وفيما يلي أبرزها:

وباء الطاعون

ففي القرن السادس الميلادي، تسبب الطاعون الذي اجتاح الإمبراطورية الرومانية في وفاة بين 30 و50 مليون شخص في القرن السادس الميلادين، بما يعادل نصف سكان العالم في ذلك الوقت.

وأدى الموت الأسود (الطاعون الأسود) في القرن الرابع عشر إلى وفاة ما يصل إلى 200 مليون شخص في شمال أفريقيا وآسيا وأوروبا، فحوالي 30 إلى 60 في المئة من سكان أوروبا لقوا حتفهم،وفي نهاية القرن السادس عشر وأوائل السابع عشر، قتل الاستعمار الأوروبي الملايين، للحد من انتشار الأوبئة التي لا يوجد لها علاج،وأخر هذه الأوبئة المروعة وأكثرها خطورة في العصر الحديث، وباء الإنفلونزا أو ما عرف بـ “الأنفلونزا الإسبانية” الذي ضرب العالم في عام 1918، وأودى بحياة حوالي 50 مليون شخصاً في مختلف أنحاء العالم.

وفي عام 165ميلادية تم تسجيل الطاعون الأنطوني، وقال المؤرخ الروماني كاسيوس ديو إن هذا الوباء تسبب في وفاة ما لا يقل عن ألفي شخص يوميا حينئذ، وذكرت بعض الدراسات الحديثة أن الطاعون الأنطوني لم يكن سوى مرض الجدري وقد جاء تحديد هذا المرض بناء على وصف أعراضه التي دونها المؤرخ كاسيوس ديو. واستمر هذا الوباء في الانتشار 15 عاما وأودى بحياة الكثيرين .

طاعون جستنيان

انتشر في كافة أنحاء الإمبراطورية البيزنطية في آسيا وأفريقيا وأوروبا بين عامي 541 و  542 م،  وتشير الوثائق إلى أن هذا الوباء ظهر أولا في مصر وانتقل إلى القسطنطينية حيث كانت الإمبراطورية البيزنطية تحصل على احتياجاتها من الحبوب من مصر، وقد أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا ، وذلك بحسب منظمة الصحة العالمية،

الطاعون الأسود

شهدت أوروبا عامي 1348 و 1349 ما عرف باسم الطاعون الأسود الذي أسفر عن مقتل نحو 20 مليون شخص، وذكرت دراسة صدرت عام  2018  أن  البشر كانوا المسؤولين عن العدوى في ذلك الوقت وليس الفئران.

طاعون لندن العظيم

شهدت العاصمة البريطانية عامي 1665 و 1666 ما عرف باسم طاعون لندن العظيم ،الذي وصلها قادما من هولندا وتجاوز عدد ضحاياه الـ 100 ألف شخص وهو ربع عدد سكان المدينة حينئذ،  ،  وفي عام 2011 تمكن علماء من معرفة جينات جرثومة مرض “الموت الأسود” أو الطاعون من خلال استخراج أجزاء دقيقة من الحامض النووي للبكتيريا من أسنان جثث من العصور الوسطى عثر عليها في لندن، وقالوا إن هذه الجرثومة هي أصل كل البكتيريا المسببة للطاعون حديثا.

الحمى الصفراء

انتشر وباء الحمى الصفراء بمنطقة فيلادلفيا الأمريكية عام 1793 وتسبب في مقتل حوالي 45 ألف شخص. الطاعون العظيم بمدينة مارسيليا الفرنسية،وفي عام 1720 ضرب مدينة مارسيليا الفرنسية الطاعون العظيم الذي قتل في أيام 100 ألف شخص أيضا.

الكوليرا

في عام 1820 فتكت الكوليرا بالكثيرين في جنوب شرق آسيا وبلغ عدد الضحايا أكثر من 100 ألف شخص، وقد ظهرت في مدينة كالكوتا في الهند ومنها انتشرت في جنوب آسيا والشرق الأوسط وساحل البحر الأبيض المتوسط وقد وصل هذا الوباء إلى الصين.

طاعون منشوريا

انتشر بين سنة 1910 وسنة 1911 في منطقة منشوريا في الصين وقتل حوالي 60 ألف شخص.

الأنفلونزا الإسبانية

في عام 1918اجتاح وباء الإنفلونزا الإسبانية العالم، وأودى بحياة ما يتراوح بين 40 و 50 مليون شخص، ووفقا لدراسة نشرتها بي بي سي عام 2018 كان عدد الضحايا كبيرا لأنه في عام 1918، كانت الفيروسات لا تزال حديثة الاكتشاف، وتقول ويندي باركلاي من جامعة إمبريال كوليدج بلندن: “لم يدرك الأطباء حينها بالطبع أن الفيروسات هي التي تسبب هذه الأمراض”، وكان الطريق أمامهم لا يزال طويلا لاكتشاف الأدوية المضادة للفيروسات واللقاحات التي تساعد الآن في كبح تفشي المرض وتسريع التعافي منه.

الأنفلونزا الآسيوية

ظهر الوباء في الصين بين عامي 1957و 1958 وانتشر في سنغافورة وهونغ كونغ ثم الولايات المتحدة وكان عدد الضحايا كبيرا.

الإيدز

في عام 1976 ظهر في الكونغو وانتشر في مختلف أنحاء العالم، بلغ عدد المصابين حوالي 36 مليونا، وفي عام 2014 توصل علماء إلى أن منشأ وباء الإيدز يعود إلى العشرينيات من القرن الماضي في مدينة كينشاسا الموجودة حاليا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقالوا إن “مزيجا من الأحداث” شمل النمو السكاني وتجارة الجنس وحركة السكك الحديدية سمح بانتشار فيروس “اتش اي في” المسبب للإيدز، وأضاف العلماء في دورية “ساينس” العلمية قائلين إنهم لجأوا إلى دراسة تاريخ الفيروس للتعرف على أصل الوباء.

انفلونزا الخنازير

انتشر وباء إنفلونزا الخنازير في عام 2009، وتم إكتشافه أولا في المكسيك في أبريل/نيسان من ذلك العام، قبل أن ينتشر في العديد من دول العالم، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن إنفلونزا الخنازير من أكثر الفيروسات خطورة حيث يتمتع بقدرة تغير سريعة، هربا من تكوين مضادات له في الأجسام التي يستهدفها، وأعلنت منظمة الصحة العالمية عام 2010 عن وفاة 18 ألف شخص جراء الوباء.

أيبولا

في ديسمبر/كانون أول 2013، ظهر هذا الوباء في غينيا وانتشر إلى ليبيريا وسيراليون المجاورتين، ليعرف بعدها باسم “فيروس إيبولا في غرب أفريقيا”، الأمر الذي كاد يتسبب بانهيار اقتصادات البلدان الثلاث ، وخلال ذلك العام، توفي حوالي 6 آلاف شخص بسببه، وفي عام 2018، ضرب إيبولا مجددا في جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث فقد أكثر من 2200 شخص حياتهم

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.