الفلسطيني العنيد … المسنّ زياد أبو هليّل … سنديانة الصمود

 

الأردن العربي ( الأحد ) 11/10/2015 م …

لابد وقد سمعت أو شاهدت صورة للشيخ زياد أبو هليل ، أحد كبار رجالات العشائر في محافظة الخليل، هو الحاضر الدائم في الفعاليات ضد الاحتلال واستيطانه، والمناضل العنيد الذي لا يهدأ، رغم محاولات اعتقاله والتي تجاوزت الثمانية مرات، و تعرضه الدائم للضرب والقمع والإصابات وتلقيه الكثير من قنابل الغاز السامة إلا وتكاد لا تخلو فعالية فلسطينية من حضوره وبصمته المميزة.

لقد رأيناه جميعا بالأمس وهو يتحدى جنود الاحتلال بصدره العاري، خلال المواجهات المندلعة في منطقة باب الزاوية بمدينة الخليل، صارخاً عليهم باللغة العبرية ” أنتم جبناء، أنتم خنازير، لماذا تقومون بإطلاق النار على شبان عزل، هذه الأرض لنا”.

انتشر فيدو الشيخ أبو هليل بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقى الكثير من التفاعل والإعجاب لما يملك من جرأة وشجاعة مقطوعة النظير.

أوضح المسن أبو هليل لدنيا الوطن أن سبب سقوطه على الأرض في نهاية الفيديو هو تلقيه رصاصتين مطاطيتين، أحدهم في أسفل البطن والأخرى في الفخذ، وهذا ما أثر عليه ودفعه للسقوط أرضاً و تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وأشار إلى أنه كان متضامناً داخل المسجد الأقصى منذ عدة أيام ، وفي الأمس شارك في تشيع جثمان الطفل إبراهيم عوض، وما أن انتهوا من تشيع جثمانه حتى هجم قطعان المستوطنين عليهم وبدأ الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على الشباب مما دفع الحاج زياد إلى الوقوف في وجههم ومنعهم من إطلاق النار على حد وصفه.

وأكمل حديثه قائلاً أن الأمر لديه لم يقتصر على الأمس فقط، فهو يشارك في هذه الفعاليات منذ أكثر من سبعة سنوات، ويشارك في المسيرات ويرابط في المسجد الأقصى ويعتصم في الخيام مساندة للأسرى.

وعن الخوف الذي قد ينتاب أي شخص في سنه وأمام هذا العدد من الجنود المسلحين رد الشيخ هليل قائلاً ” أنا لا أخافهم أبداً، أنا أملك إرادة الله وهم يملكون الحديد ” يقصد سلاحهم”، فكيف يخاف من يملك الله!، كما أن روحي ترخص لأجل فلسطين، إن ضحى الشباب بعمرهم سأعزها أنا”.

الأمر لم يقف لدى المسن زياد أبو هليل عند الممارسات والفعاليات على أرض الواقع، بل تعدى ذلك إلى العالم الافتراضي، فهو يملك حساب نشط وفعال على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، ولديه أكثر من 3708 متابع و5000 صديق، يشاركهم بشكل يومي منشورات حول القضية الفلسطينية والقضاء الشرعي بالإضافة إلى مواضيع حول حقوق المرأة وصوره الشخصية خلال الفعاليات.

وعندما وجهت دنيا الوطن سؤال له حول إتقانه للغة العبرية وحصوله على هذه الثقافة العالية والتي تظهر من خلال حديثه ومنشوراته المتعددة أجابنا بثقة عالية وواضحة” لقد تعلمت العبرية والانجليزية من الحياة ومتابعتي للإعلام العبري، وأكسبتني الحياة ثقافتي هذه فأنا رجل ذكي وما إن أضع في رأسي أمر إلا ووصلت إليه، رغم سني الكبير فانا اتقن العبرية والإنجليزية واستعمال مواقع التواصل الاجتماعي”.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.