مختارات ممّا كتب الدكتور بهجت سليمان
كتب د . بهجت سليمان * ( سورية ) – الجمعة 3/4/2020 م …
* السفير السوري السابق في الأردن
[ السطو والنهب الأمريكي المتوحش و المزمن ]
1▪︎ إذا لم يجر وضع حد للتغول المالي الأمريكي على العالم ، فسوف تنتقل جميع دول العالم ، بين آونة وأخرى ، من أزمة إلى أخرى ، أسوأ من سابقاتها .
ناهيك عن التغول الأمريكي ، العسكري والأمني والاقتصادي.
2▪︎ خاصة و أنّ واشنطن تستطيع طباعة الكمية التي تريدها من الدولارات ، وتأخذ من العالم ، بدلاً منها، بضائعَ وسلعاً وخدمات .؟
3▪︎ و كُلّ ” 2000 ” دولار ، تُكَلِّفُ طباعَتُها دولاراً واحداً ، لأنّ كلفة طباعة ال 100 دولار ، هي 5 سنتات فقط .
4▪︎ حتى أنّ ” ديغول ” وصف هذه العملية التي تقوم بها واشنطن ، لجهة طباعة ما تريد من الدولارات ، بدون أي تغطية ، وسَمّاها ” سرقة مكشوفة ” .
5▪︎ و بناءً على عملية النهب والسلب المفضوحة هذه ، بلغ حجم الناتج الوطني الإجمالي في الولايات المتحدة الأمريكية ، بلغ العام الناضي : ” 21 ” تريليون دولار ..
وبلغ حجم مديونيتها : ” 22 ” تريليون دولار ..
6▪︎ و أما حجمَ ما يُسَمّى في علم الاقتصاد بِـ ” الموجودات السّامّة ” الموجودة في الاقتصاد الأمريكي ، فقد بلغت رقما فلكيا يزيد عن ( كواديريليون $ )
《 الكوادريليون : عدد يساوي مليون مليار . و يكتب الكوادريليون كما يلي: 000 000 000 000 000 1 ( واحد عن يمينه خمسة عشر صفرا .).》 .
7▪︎ وهذا ما يُعادل خوالي ” 13 ” ثلاثة عشر ضعف حجم النّاتج الإجمالي العالمي البالغ ” 80 ” تريليون $ ..
وما يُعادل ” 50 ” خمسين ضعف حجم الناتج الإجمالي الأمريكي …
ولذلك ، فَالانهيار الاقتصادي الأمريكي والعالمي ، قادِمٌ حُكْماً ..
8▪︎ و تحمي ” واشنطن عملية السطو والنهب والاحتيال والتزوير المهولة هذه :
○ ب القوة العسكرية ،
○ وب ” 17 ” جهاز أمني ،
○ وب التكنولوجيا المتطورة ،
○ وب ” الميديا ” الحديثة ،
○ و ب المؤسسات الدولية، المالية والاقتصادية والسياسية .
9▪︎ ورغم ذلك ، لا يعرف أحد ، متى ستنفجر هذه ” الفقاعة ” بالاقتصاد الأمريكي ، ومن ثم بالاقتصاد العالمي .. والتي سيكون مفعول انفجارها أقوى من مفعول انفجار القنبلة الهيدروجينية ، بما يودي بقلعة الرأسمالية المتوحشة التي لا تعرف حدودا للشراهة المادية والشبق المالي .▪︎
10▪︎ وهنا نتذكر المؤرخ البربطاني العالمي الراحل ( رنولد توينبي ) الذي تحدث عن مظاهر الانهيار الحضاري الثلاثة وهي :
○ تخلخل وحدة المجتمع الداخلية و
○ تراجع الطاقة الإبداعية و
○ انهيار ثقة أغلبية المجتمع بالأوليغاشية المالية الحاكمة..
● وهذه العوامل الثلاثة ، تنطبق على بلاد العم سام حاليا .
– 2 –
[ الديمقراطية المزيّفة.. والشّعْوذة الديمقراطيّة ]
▪︎ يحلو لبعض المثقّفين العرب أو ” المتثاقفين ” أو ” العَلَّاكين ” أو ” المُتْرَفِين ” أن يُنَظِّروا في الديمقراطية ، وكأنّ الديمقراطية ترفٌ فكري أو ثقافي أو ” مثقّفاتي ” تتحقق بمجرّد أن ” يُعَلِّك ” أحدهم وهو يحتسي الكاس والطّاس ، ويهيم في عالم الأوهام والأحلام ..
وخاصّةً أولئك القابعون منهم في أحضان نواطير الغاز والكاز ، أو في مواخير المخابرات الأطلسية ، وبشكل خاصّ ” الشيوعيّون السابقون ” الذين ” تلَبْرَلُوا ” لاحقاً ، والتحقوا بمحور أعداء العرب وأذنابِهِم البترو-دولاريين.
▪︎ الديمقراطية ، يا ” سادة ” ، كالبيت الذي يُبْنَى ، فإذا بُنِيَ بدون أساس ، في الهواء أو على الأرض ، سَتَذْرُوهُ الرياح، عند أوّل هبّة ، إذا لم تتوافر له ، موادّ بناء الأساس….
▪︎ وأسُس الديمقراطية متعدّدة ، وأهمّها :
○ إصلاح ديني حقيقي ، شبيه بالإصلاح الذي حدث في أوربا ، عَبْرَ القرون الماضية ، وأدّى إلى الفَصْل بين الدين والدولة ، وليس الفَصْل بين الدين والشعب.
○ بنية اقتصادية إنتاجية متطوّرة ، قادرة على إفراز بنية سياسية متطوّرة.
○ أرضيّة ثقافية وتربوية وتعليمية ، عصرية حضارية متينة ، تنقل أفراد المجتمع من الانتماءات دون الوطنية إلى الانتماءات الوطنية وما فوق الوطنية.
○ وفي حال عدم توافر هذه المقوّمات الثلاثة ، فإنّ أيّ تطبيق للديمقراطية ، سوف يكون شَكْلانياً وواجِهياً واستعراضياً ، بل ومُزَيَّفاً ، لا بل ليس إلّا شَعْوذة ديمقراطية..
▪︎ ولا يعني – في مثل هذه الحالة – إلّا تحقيق حرية الاستغلال والتحكّم لشريحة محدودة من مواطني الدولة ، يدّعون تمثيل المجتمع ، وهم لا يمثّلون إلّا أنفسهم والمستفيدين منهم ، مع نسبة تمثيل عالية لمصالح القوى الخارجية على حساب الداخل .
▪︎ ومَنْ يريدون الديمقراطية حقيقةً ، عليهم أن يَنْذُروا أنفسهم لبناء وتأمين البُنى الأساسية المذكورة ، تمهيداً لإقامة الديمقراطية المنشودة.
▪︎ وماعدا ذلك ، فهو دجل ونفاق ومزايدة وانتهازية ومراهنة وارتهان وشعوذة ” ديمقراطية .. وضحك على اللحى .
– 3 –
《 ما دامت الشمس تشرق كل صباح ، سنكمل المسيرة 》
○ منذ ثلاثين عاما .. سأل ﺻﺤﻔﻲ ﺭﻭﺳﻲ , ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪ ﺣﺎﻓﻆ ﺍﻻﺳﺪ :
▪︎ ما ﻫﻮ ﺃﻗﻮﻯ ﻋﻨﺼﺮ ﻳﻤﻴﺰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻔﻮﻻﺫﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻨﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺳﻮﺭية ﻋﻦ ﻛﻞ أﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ؟
○ فأﺟﺎب ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪ :
《 ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺳﻮﺭية ، ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻄﻮﻻﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻟﺠﻨﻮﺩ ﻣﺠﻬﻮﻟﻴﻦ ﻣﻮﺯﻋﻴﻦ ﻓﻲ كل مكان من الربوع السورية . 》
○ فسأله اﻟﺼﺤﻔﻲ :
▪︎ ﻭ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺜﻖ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺳﻴﻜﻤﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺭﺣﻴﻠﻚ ؟
○ فابتسم ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪ ﻭ أجاب :
《 ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺸﺮﻕ ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ ، ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺛﻖ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺳﻴﻜﻤﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ . 》
– 4 –
● وأمّا أسد بلاد الشام : الرئيس بشّار الأسد، فلسوف يفرد له تاريخ العرب والإسلام ، مكاناً في تاريخ هذا العالم ، لم يسبقه إليه أحد ..
لأنّه كان أسطورة الصمود وأيقونة الشجاعة ورمز التحدي وقاسيون التصدي ومنبع الحكمة وخزان الحنكة .
و أسَدُ بلادِ الشّام : الرّئيس بشّار الأسد ، لم يعد رئيساً
للجمهورية العربية السورية فقط .. بل بات فوقَ ذلك ، قائداً عربياً تاريخياً ، وبطلاً عالمياً أسطورياً .
– 5 –
▪︎ خرج آل ” بوربون ” من الحكم في فرنسا ، إثر ” الثورة الفرنسية عام “1789”..
ولكن وزير خارجيتهم الشهير ” تاليران ” لم يخرج معهم ، بل وضع نفسه بخدمة القادمين الجدد ..
وعندما هزم نابليون في ” واترلو ” ، وعاد ” آل بوربون ” إلى الحكم ، في عام “1815”، عاد ” تاليران ” إليهم ، وقال فيهم قولته الشهيرة ) :
( عاد آل بوربون إلى الحكم، ولكنهم خلال ربع قرن، لم ينسوا شيئاً، ولم يتعلموا شيئاً. )
– 6 –
○ الصهاينة يُفُكّرون
○ والأمريكان يَصيغون
○ والأوربّيون يُنفّذون
○ والأعراب يُمَوّلون
○ والعرب يدفعون الثمنَ غالياً ..
○ وأمّا العثمانية الإخونجية الجديدة ، فهي إحدى أدوات الصهيونية .
– 7 –
▪︎ ليس فقط تجار الأزمات وسماسرة الحروب ؛ هم مَن منحوا أنفسهم حق إصدار وتوزيع شهادات الوطنية ..
تماماً كالحق الذي منحه التكفيريون لأنفسهم ؛ بتحديد من هو المؤمن ومن هو الكافر ، وحق إقامة الحد…
بل كذلك المهرجون والندماء ” والفسافيس ” ولاعقو الأحذية والقوادون والدواويث؛ منحوا أنفسهم حق تحديد من هو الوطني ومن هو غير الوطني ؛ سواء داخل الوطن أو خارجه !!! .
– 8 –
● السبب الأساسي لاستمرار الحرب الإرهابية والاقتصادية والمالية .. الصهيو/ أطلسية / الأعرابية على سورية، هو :
○ إصرار واشنطن على وضع اليد على سورية ، وتحويل الشعب السوري والجيش السوري والدولة السورية ، إلى جرم يدور في فلك ” إسرائيل ” ويعمل في خدمتها ..
○ إصرار واشنطن على الانفراد بالقطبية الأحادية في هذا العالم ..
○ والباقي تفاصيل .
– 9 –
● كل الحقائق الكبرى تبدأ بحلم بعيد المنال ، ويقترب الحلم شيئاً فشيئاً ، حتى يصبح حقيقة..
● بشرط أن تكون هناك إرادة الرجال وعقولهم وسواعدهم واستعدادهم للتضحية في سبيل تحقيق الحلم .
– 10 –
[ لا تسأل : ماذا قدم لي الوطن؟ .. بل إسأل نفسك : ماذا قدمت للوطن؟ وما الذي يجب علي أن أقدمه ، لكي أكون جديرا بهذا الوطن ؟ ]
التعليقات مغلقة.