ماهية العالم الجديد القادم / العميد ناجي الزعبي
العميد ناجي الزعبي* ( الأردن ) – الإثنين 6/4/2020 م …
* خبير عسكري ومحلل استراتيجي / رئيس تجمع ” إعلاميون ومثقفون أردنيون من أجل سورية المقاومة- إسناد ” …
عالم جديد اخذ بالتشكل على انقاض تحالفات وعالم ما بعد مؤتمر بريتون وودز الذي أرسى قواعد دولية اقتصادية ومالية جديدة على انقاض القواعد والتحالفات البائدة والذي تكرس بموجبه الدولار كعملة دولية استراتيجية وانفرد بها على عرش العملات لكنه الان يتأهب للتخلي عن عرشه اًو الإقصاء عنه بفعل انحسار مقومات بقاءه :
كالقوة الاميركية الاقتصادية
والتفوق العسكري
والسويفت
واشتراط مقايضة النفط به الذي تراجع سعره باملاء اميركي لمستويات دنيا وبسب قرارات منظمة شنغهاي والبريكس بالتبادل التجاري بالعملات المحلية والسعي لإيجاد بديل له .
سيحل عالم جديد وان لم تتضح ملامحه بعد محل عالم ما بعد الحرب (الوطنية العظمى التسمية السوفيتية والحقيقية للحرب – العالمية الثانية – ) ، وبعد كورونا .
ان الفشل الاميركي والأوروبي الفاضح ازاء مجابهة الوباء الاممي الفتاك ، وتقدم الصين لتملأ الفراغ بأسطول الطائرات والطرق البرية – طريق واحد حزام واحد- التي تحمل الدعم الطبي لدول العالم بما فيها اميركا في الوقت الذي يلوح ترامب به بجهاز طبي تمت صناعته حديثاً ويتحدث عن الارباح المتوقعة من بيعه ، زعزع اركان وقواعد العالم الرأسمالي المالي الآفل ، فالعرش الاميركي الأطلسي يتهاوى امام ضربات مجهرية لفايروس كورونا ويخلي الطريق وليس فقط يتهاوى بل ينهش جسد بعضه البعض خلافاً (لخطط استنزاف ثروات العالم النقدية واحتياطياته ومدخراته المالية) لاعادةالعالم لمربع الاقتراض والارتهان لصندوق النهب والبنك الاميركيين – صندوق النقد والبنك الدولي-لرتق معضلة العجز الهائلة والمديونية الاميركية غير القابلة للرتق والعصية على الإصلاح نظراً لضخامة الازمة وشهية وجشع الرأسماليين الضواري الهائلة لحشو محافظ وأرصدة الأثرياء الذي امتصوا ثروات العالم وموارده وأرصدته وسيولته المالية .
يتسابق حلفاء الامس على دوس رقاب بعضهم البعض والسطو في مظهر بلطجة معيب فاضح لزيف هذا التحالف القائم على قاعدة تحقيق الكسب المالي وسيادة الأقوى وليس على قواعد تبادل المنفعة والتكامل الاقتصادي والازدهار والسلم الدوليين على سرقة الكمامات والأجهزة والمعدات الطبية التي تنقلها الطائرات الصينية كمعونات ودعم لوجستي طبي من الصين لهذه الدول.
ويشهد العالم كيف يتخلص حلفاء الامس الذين تحالفوا لبسط الهيمنة المطلقة على شعوب الارض ونهب وتقاسم خيراتها من تركة الماضي وقيمه وايدولوجياته وهياكله وبناه وادواته ، ويظهر عجز هذا العالم ازاء الحرب البيولوجية التي تعتبر بمثابة ( وجه العصر للحرب العالمية الثالثة) ، التي سيسفر غبار معركتها عن قصور كل هذه التحالفات والهياكل الناجم عن تكريس كل الجهود للمؤسسات والشركات وأسواق البورصة والمال والأعمال والبزنس وجني الارباح وتكديس الثروات لصالح مجتمع ال ١٪ وأئتلاف المال البنكي والصناعي ( الرأسمال المالي ) وكارتيلات الغاز والنفط والسلاح ، لا على تكريسها لبناء مجتمعات العدل والمساواة واستهدافها بالنمو والنهوض والتنمية والغذاء والتقنية والعلم والصحة والتعليم والسكن .
وكأن الفايروس مجهول الاصل والنسب والمصنع ثمرة للخطئة الرأسمالية وللسعار والصراع الدؤوب على التسابق للنهب ومص الدماء والقتل وتمزيق الجسد البشري لصالح طبقة الواحد بالمائة التي تستأثر بالموارد والخيرات ، كان بمثابة سيف الحق الذي سيعيد العالم لمربع معركة البناء ومجابهة الحقيقة واستهداف الانسانية ، وانتصار القوى الجديدة التي تعتبر الصين وروسيا طليعتها ومركزها
التعليقات مغلقة.