سياسيو الخط الثاني وتداعيات العملية السياسية في العراق / د. نداء الكعبي

الاستمارة الحزبية ومتغيرات الواقع العراقي بقلم: د. نداء الكعبي ...
د. نداء الكعبي  ( العراق ) – الثلاثاء 7/4/2020 م …
منذ عام ٢٠٠٣ والعملية السياسية تتبلور وتقوم على أساس المحاصصة السياسية بين الكتل التي شاركت في مجرياتها منذ تلك الفترة، وباتت جزء من العملية السياسية العراقية، واصبحت هي المتصدية للحكم في العراق، وهي من يتولى السلطتين التنفيذية التشريعية، فالبرلمان اعضاؤه من الكتل السياسية وهكذا هو الامر بالنسبة للحكومة بحقيبتها الوزارية ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية وباقي الشعب بمكوناته هو متلقي لإرادة هذه الكتل سواء توافقت ام اختلفت، وكعادتها المواطن هو المغيب، او الطرف المنسي في توافقاتها اوصراعاتها على المناصب والسلطة لتحقيق مصالحها الضيقة في اغلب الاوقات .




ونحن في ظل وضع سياسي مربك كهذا وفي اعقاب تشكيل حكومة انتقالية لتنقل البلاد الى مرحلة سياسية جديدة وتهيء لإنتخابات مبكرة، بتنا نسمع عن سياسيي الجيل الثاني او الخط الثاني من السياسيين وكأنهم ينسلخون عن كتلهم التي انتموا اليها منذ ٢٠٠٣ وتولوا مناصب تشريعية او تنفيذية في ظل تلك الكتل .
الان عندما وجدوا ساحات التحرير والتظاهر ترفع اصواتها مدوية (نريد وطن ) لانريد مسؤولين تولوا مناصب او ينتمون الى احزاب نريد مستقلين وهذه المطالب وقفت معها المرجعية الرشيدة وكررت في خطبها عدة مرات “المجرب لا يجرب” وغيرها من التوصيات التي اوصت بها للحفاظ على مصلحة البلد والشعب .
وهنا ونحن عل اعتاب ترشيح رئيس للوزراء نجد اصوات ترتفع بحديث جديد على الشارع العراقي لم نسمعه من قبل افسحوا المجال لسياسين الخط الثاني او الجيل الثاني، والسؤال الذي يتبادر الى الذهن: هل ان سياسيي الخط الثاني هم اناس مستقلون ولم يتولوا مناصب سابقة كنواب او اعضاء مجالس محافظات؟ واين كانوا في ظل فساد الحكومات السابقة؟ هل استقالوا وزهدوا في المناصب ام تولوا المنصب تلو الاخر، والان يتنصلون من مسؤولياتهم الادبية تجاه كتلهم؛ ولا ادافع عن الكتل السياسية، بقدر ما استغرب من سذاجة مثل هؤلاء الشخوص الذين يحاولون الضحك على ذقون الشعب، و تناسوا أو يتناسون ان المواطن المغيب في مصالحهم لم يعد يصدق هذه الازدواجية، لانه عرف قواعد اللعبة جيدا وادرك هو الجانب المنسي في طموحاتهم وتحركاتهم .
والسؤال الذي يفرض نفسه: الى متى تستمر بعض الشخصيات بالتلاعب بالكلمات والعزف على اوتار المشاعر؟ وينسون انه ؛ سيأتي يوم يحتاج الناس الى افعال الاشخاص وليس الى اقوالهم التي لا تتعدى ان تكون حبرا على ورق ..
فهل يظهر لنا خط اوجيل ايا كان رقمه يكون قولا وفعلا ومصلحة الوطن والمواطن هي الحاضرة في مخيلته وضميره ..نترقب وننتظر .ولنتذكر دوما الشعوب ولودة وهي من تعمر الاوطان .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.