لماذا التاسع من” ابريل” ” نيسان” يا حكام العراق ؟ / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – السبت 11/4/2020 م …
هناك مقولة شائعة يعرفها معظم العرب والعراقيين ليس استثناء مفادها ان من حقك ان ” تكذب” في الاول من شهر نيسان لانها كذبة بيضاء وان الكذب في هذا الشهر مباحا كما ان في نيسان هذا الشهر ايضا عام 2003 جرى اسقاط نظام صدام بعد غزو عسكري مدمر امريكيا وبريطانيا لازال العراق وشعبه يعاني من تداعياته حتى الان رغم مرور سبع عشرة سنة وتخفى الغزاة والمحتلون وراء كذبة ايضا هي وجود ” اسلحة الدمار الشامل” .
كما ان ميزانية الدولة البريطانية السنوية تبدا هي الاخرى في الاول من شهر ” ابريل” نيسان ايضا لا ندري ماهو السر في ذلك .
التاسع من نيسان تم اعتباره تاريخ سقوط نظام صدام حسين بالرغم من ان الحملة العسكرية العدوانية على العراق بدات قبل ذلك لكن اسقاط تمثال لصدام وسط بغداد من قبل الغزاة الامريكيين اعتبروه سقوط النظام الحاكم.
في التاسع من نيسان ايضا من هذا الشهر اعلن عن اختيار رئيس للحكومة في العراق بعد مناكفات ومد وجزر تواصلت لاشهر اي في ذات اليوم الذي اعتبره المحتل الامريكي يوم سقوط نظام صدام فهل جاء التوقيت مصادفة ام ان هناك من يحسب هذا الامر وفق حساباته سواء كان اجنبيا يتحكم باوضاع العراق ويعبث بالشان العراقي او محسوبا على العراقيين بالاسم فقط وموجود في السلطة الحاكمة” سلطة الفساد” التي اعقبت الغزو والاحتلال ؟؟.
بعد اشهرمن المطالبات الشعبية والتظاهرات التي قدم خلالها المتظاهرون مئات الشهداء للتخلص من سلطة ارتكبت اقسى وافضع الممارسات من فساد مالي واداري” و نهب للمال العام وتحويل العراق الذي كان يعتد به عالميا واقليميا الى ” مسخرة للتندر” ياتي خبر الاتفاق على ” رئيس حكومة” لا يحمل ذات المواصفات التي يطالب بها المتظاهرون وكل الشعب العراقي لكنه يحمل مواصفات اخرى طالما كان في السلطة الحاكمة وفي موقع هام لسنوات وهو صامت على كل الذي جرى ويجري دون ان نسمع انه اعترض ولو مرة واحدة على هذه الممارسة او تلك او رفع اصبعه محتجا مما يعني انه هو الاخر كان ضمن ” جوقة المتسلطين المنتفعين ” ولم يكن موظفا بسيطا في السلطة او في وزارة مغمورة انه كان يراس جهازا مخابراتيا.
قيل انه اعلاميا وشارك في دورات نظمتها اجهزة معروفة في دولة الاحتلال الامريكي قبل الغزو لكننا نعرف امكاناته وقدراته الاعلامية لان كاتب هذه السطور يعرف قدرات رئيس الحكومة المعين فكان يستعين به اعلاميا قبل العام 2003 دون ان يعلم الى اية جهة او طرف ينتمي وما طبيعة اتصالاته مع الدول الاجنبية و كنا نقدم له المساعدة والمشورة الاعلامية باعتباره معارضا للنظام السابق فقط وان امكاناته وقدراته الاعلامية كانت متدنية جدا ليختف منذ عام 2003 ونسمع بعدها انه اصبح رئيسا لجهاز المخابرات في العراق ثم تم اختياره رئيسا للحكومة في العراق باجماع المستفيدين من وجودهم في الحكم .
قيل انه لعب دورا في عملية اغتيال ” تمت قرب مطار بغداد الدوليط نفذتها طائرة امريكية استهدفت ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني قبل فترة والتهمة جاءت على لسان اكثر من مسؤول في سلطة ما بعد الاحتلال واذا به يرشح لرئاسة الحكومة العراقية من قبل حتى اولئك الذين اتهموه وكان اول تصريح له انه “لايقبل باية اهانة توجه للعراقيين” لكنه عندما كان في “موقعه المخابراتي” كان يرى تلك الاهانات والدماء البريئة تهدر بعينه ويسكت كما كان يرى التفجيرات ويسمع بالمفخخات والضحايا من العراقيين دون ان نسمع منه شيئا او ان الجهاز المخابراتي الذي كان يراسه كشف عن الجهة او الجهات المسؤولة عن تلك الجرائم التي كانت تنفذ لياتينا بتصريح عدم السماح باهانة العراقي وان جميع من في السلطة الحاكمة اوصلوا العراق باجمعه الى حالة لايمكن السكوت عليها من انتهاكات للسيادة العراقية واهانات واستخفاف بكل المسؤولين الذين اتى بهم المحتل بعد عام 2003.
الشيئ الذي يجلب الانتباه هو ان الجميع ب” السلطة” شيعة وسنة وكرد” اجمعوا على اختيار هذه الشخصية لكنهم اختلفوا على شخصيات قبلها ولابد ان يكون وراء هذا الاجماع سرا خاصة وان الجميع دون ان استثني احدا منهم يخشى المساءلة القانونية والمالية والادارية جراء ملفاتهم التي تؤكد ايغالهم بالفساد المالي والاداري واستخفافهم بالشعب الذي يعاني جراء تناوبهم على السلطة لاكثر من عقد ونصف من السنين دون ان يقدموا شيئا للمواطن وتحول العراق الى بلد معطل اقتصاديا حيث تفشي الفقروالبطالة في صفوف الخريجين وايصال البلاد الى حافة الافلاس جراء الاختلاسات وتهريب الاموال الى الخارج.
في الخارج هل يستطيع رئيس الحكومة الجديد ان يغامر ويلاحق الحيتان والسراق من عرب وكرد وغيرهم في عواصم مثل لندن وواشنطن وباريس ومينيسك وتبليسي وحتى بعض من عواصم دول الخليج حيث العقارات والبيوت الفارهة والارصدة وهي اموال العراقيين المنهوبة .
اما في الداخل فهل يستطيع ان يشير باصبعه الى” اللصوص” من الذين اختاروه وهم يستحوذون على ممتلكات حكومية سابقة بعد ان قسموابغداد الى مقاطعات وضيعات لهم مثلما هو حال المحافظات الاخرى في الشمال والجنوب والوسط .؟؟
لااظن ذلك وان الاشهر القادمة ستكشف مدى هزال هذا الخيار ” المثير للشبهات” من وسط ” العينات التي تحكم ” ليقود سفينة اوشكت على الغرق تتلاقفها الامواج التي رمت به الى هذا المقعد ليقودها وهي في مرحلة الغرق التام.
التعليقات مغلقة.