بعض تداعيات الإسهام الروسي في الحرب على الإرهاب / حميدي العبدالله

 

حميدي العبدالله ( الثلاثاء ) 13/10/2015 م …

ثمّة تداعيات كثيرة لخروج الجيش الروسي للمرة الأولى في التاريخ للقتال في شرق البحر الأبيض المتوسط وللمرة الثانية بعد التدخل السوفياتي في أفغانستان.

بديهي أنّ مساهمة روسيا في الحرب على الإرهاب بما تمتلكه من قدرات عسكرية، تبدأ بالسلاح النووي وتنتهي بالأسلحة التقليدية المتطورة التي تضاهي ما في حوزة الغرب وحلفائه من طائرات ودبابات وصواريخ ومدفعية وغرف تحكّم وقيادة، وبما لها من قدرات اقتصادية، ولا سيما على مستوى الاحتياط النقدي، وما تمتلكه من مكانة دولية لكونها عضواً دائماً في مجلس الأمن وتقود مجموعة الدول المستقلة، ودول مجموعة بريكس ومنظمة شانغهاي. إسهام روسيا في ضوء كلّ ذلك ستكون له تداعيات غير محصورة بالوضع الميداني في سورية، وتوازن القوى مع الجماعات الإرهابية ومن يقف وراءها ويدعمها.

ومن أبرز هذه التداعيات:

ـــــ خلق شروط وتوازن قوى يتيح فرصة جدية لتسريع الحسم العسكري ضدّ أقوى حلقات الحرب الإرهابية والتدخل الخارجي في سورية، ولا سيما في أرياف حلب وإدلب واللاذقية، الأمكنة التي استقطبت الغارات الكثيفة التي شنّها الطيران الروسي بالتعاون مع سلاح الجو السوري.

ـــــ إحباط وتثبيط همم الدول والجماعات الإرهابية المسلّحة، بعد اليأس من إمكانية تحقيق التقدّم أو حتى الاحتفاظ بالمواقع التي كانت تسيطر عليها، وما يترتب على ذلك من تزايد أعداد المسلحين السوريين الذين بادروا ما جرى في درعا أو سيبادرون إلى إلقاء السلاح وتسوية أوضاعهم.

ـــــ تبديد أيّ أحلام بإقامة مناطق آمنة أو مناطق حظر جوي، وهذا ما شدّد عليه نائب وزير الخارجية الروسية، إذ إنّ هذه الفكرة لا تزال تدغدغ مخيّلة الدول الأكثر اندفاعاً في الحرب على سورية، وهي فرنسا وتركيا، حيث أعاد الرئيسان التركي والفرنسي المطالبة بإقامة مناطق حظر جوي حتى بعد الإسهام الروسي في الحرب على الإرهاب في سورية.

ـــــ الحدّ، وحتى إلغاء أيّ تهديد يقوم به العدو الصهيوني باستهداف مواقع حيوية للجيش السوري، تحت أيّ ذريعة أو مسمّى، وبديهي أنّ جميع التدخلات العسكرية الصهيونية في السنوات الأربع الماضية كانت تحدث عندما ينجح الجيش السوري في توجيه ضربات قاتلة للمجموعات المسلحة، في محاولة منها للتأثير على التوازن الميداني لمصلحة الجماعات الإرهابية المسلحة.

ـــــ تغيير جذري في العلاقات الدولية والإقليمية، وخلق اصطفافات دولية وإقليمية غير تلك التي سادت بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفياتي، وسيكون لهذه الاصطفافات تأثير جذري على العلاقات الدولية، وعلى طموح دول كثيرة تسعى إلى استقلال قرارها السيادي وإخراجه من تحت الوصاية الغربية.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.