سلاح المياه… لعبة أردوغان الأخيرة لتركيع الأكراد / د. خيام الزعبي




ادلب.. هل يستطيع أردوغان تنفيذ مخططه؟ لست متأكداً بقلم:د. خيام ...

د. خيام الزعبي ( سورية ) – السبت 11/4/2020 م …

يعد موضوع المياه واحداً من أهم مرتكزات الأمن القومي والوطني في أي بلد من بلدان العالم، وتكمن الخطورة عندما تكون المياه تلك من خارج الحدود الدولية كما هو الحال بالنسبة لسورية، ذلك لإمكانية استخدامها اقتصاديا وتنمويا وسياسيا لتحقيق أهداف إستراتيجية  كالهيمنة والسيطرة  أو للضغط لتحقيق مكاسب وأطماع محددة كما تفعل الآن تركيا لتقوية سلطتها في شمال سورية ومحاربة الأكراد هناك .

 

انشغال العالم بـ “فيروس كورونا” المستجد كان سبباً في طغيان هذا الملف على الكثير من الملفات الأخرى، لكن تركيا استغلت انشغال العالم بهذا الفيروس وقامت بقصف محطة آبار علوك في مدينة رأس العين  ما أدى لتعطل محطات الضخ التي تغذي مدينة الحسكة السورية والتجمعات التابعة لها  بمياه الشرب، كما منعت المجموعات المتحالفة مع تركيا الفرق المختصة من الوصول إلى المحطة للقيام بصيانة وإصلاح الأعطال وهذا مما شكل تهديد حياة أكثر من مليون نسمة،  وبهذه السياسة تنتهك تركيا القانون الدولي الإنساني.

 

في هذا السياق،  في ظل عدم وجود دواء لفيروس كورونا حتى الآن، يُجمع الأطباء والخبراء حول العالم على أن تكرار غسل اليدين يعتبر من الإجراءات الوقائية الهامة لمنع الإصابة بالفيروس القاتل الذي بات يجتاح العالم، لكن انقطاع المياه هناك ، يُجبر المواطنين على عدم التقيد بالشروط الصحية بعد أن أوقف الجيش التركي محطة علوك لضخ المياه مما يشكل خطورة بالغة على حياة المواطنين خصوصاً في غياب مياه الشرب النقية كما يهدد البيئة عموماً.

على خط مواز، تهدف تركيا من القطع المتكرر للمياه في الحسكة، إلى إيقاف الحياة عن العمل بشكل كامل لأنه بدون المياه ستتوقف المصانع والقطاع الخاص عن العمل، حتى القطاع الزراعي نفسه سيتضرر كثيراً من هذا الانقطاع، وسوف تقل إنتاجيته الموسمية، كما تقل إنتاجية الشركات والأفراد، ما سوف يعود بالسلب على حياة المواطنين، ما قد يدفع المواطنين المحليين في المدينة للتمرد على وحدات حماية الشعب، بسبب عجز الأخيرة على توفير احتياجاتهم المائية.

مجملاً… إن حرب المياه تكتيك تركي حاولت تركيا دائما استخدامها كورقة ضغط على دمشق، لذلك تحاول تركيا باستمرار معاقبة سكان شرق الفرات، خاصة إنهم صمدوا إبّان الهجوم التركي في أكتوبر الماضي، ورفضوا  أي احتلال تركي لأراضيهم من بوابة المسلحين، بالتالي إن سياسة الابتزاز التي تمارسها أنقرة ضد السكان السوريين أثارت تنديدا دولياً باعتبارها أعمالاً غير إنسانية ومنافية لمبادئ حقوق الإنسان.

وأختم بالقول، إن استمرار الاحتلال التركي والإبقاء على حالة النهب والسرقة للنفط السوري، هو الماكينة التي ستسرع في تشكل وتكوين المقاومة الشعبية السورية الوطنية، ليجد التركي نفسه أمام حرب عصابات يعجز أمامها عن تحقيق أهدافه الاحتلالية، وبذلك لن يكون هناك موطئ قدم للاحتلال ومتطرفيه مهما بلغت غطرستهم وعربدتهم من خلال صمود أبناء الشعب السوري ومعهم جنود الجيش العربي السوري في الميدان الذين يرابطون للدفاع عن بلدهم بصدورهم العارية. ……هذه هي سورية وهذه هي ثقافة شعبها.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.