ردود فلسطينية ولبنانية غاضبة على كاريكاتور “الجمهورية” التي تمثل قو اليمين اللبناني المرتبط عضويا بالمشروع الصهيوني




لم يمر كاريكاتور جريدة “الجمهورية” اللبنانية، والذي شبه “الكوفية” واللاجئ الفلسطيني في لبنان بوباء “كورونا”، في ذكرى اندلاع الحرب الأهلية، مرور الكرام في لبنان، إذ لاقى صدًا كبيرًا، حيث كانت بمجملها ضاغطة ومستنكرة، ليس على الصعيد الشعبي فحسب بل السياسي والإعلامي كذلك، الأمر الذي دفع بالمدير العام للأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، إلى التدخل والطلب من الجريدة الاعتذار عن عملها، يوم أمس الثلاثاء، وفق مصادر إعلامية.

توضيح من قبل الصحيفة

الجمهورية” وفي عددها الصادر اليوم الأربعاء، لم تعتذر ولكنها اكتفت بالتوضيح، أن ما قامت به “لا ينطلق من أي أبعاد ولا من خلفية نكئ جراح الماضي، أو استهداف العلاقة اللبنانية الفلسطينية أو الإساءة إليها“.

وتابعت الصحيفة: “الكاريكاتور المذكور لا يعبّر من قريب أو بعيد عن توجه الجمهورية، الحريصة على أفضل العلاقات وعلى استقرار لبنان والنأي به عن كل ما يؤدي إلى إعادة تكرار كل الصور السوداء التي شهدها لبنان في الماضي. ومن هنا، فالكاريكاتور يعبّر عن رأي الفنان الذي رسمه“.

حركة الجهاد: لماذا تحميل الفلسطيني وزر المؤامرات وحده؟

ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، إحسان عطايا، أكد أن “ما ارتكبته صحيفة الجمهورية خطأ فادح وإهانة كبرى بحق الشعب الفلسطيني الذي ما زال يدفع إلى اليوم ثمن الاحتلال الصهيوني لأرضه وطرده من دياره، مواجهًا الحصار والجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بحقه كما يواجه ضغوطًا اقتصادية واجتماعية ومعيشية صعبة جدًا“.

وتابع عطايا، في حديثه مع “قدس برس“، “لا يمكن أن يتحمل الفلسطيني وزر المؤامرات التي حيكت وما زالت تحاك ضده لوحده، وليس من مصلحتنا جميعًا نبش الماضي ونكأ الجراح وإثارة النعرات والفتن التي لا يتحمل مسؤوليتها الشعب الفلسطيني المظلوم والذي يعاني ما يعانيه في مواجهة كل التي يراد منها تصفية قضيته وتهويد كل فلسطين“.

وطالب ممثل حركة الجهاد، الصحيفة لا أن تعتذر من الشعب الفلسطيني فحسب بل من الشعب اللبناني أيضًا، قائلًا: “وقف اللبنانيون إلى جانب شعبنا ومقاومته وما زال حتى اليوم يحتضن المقاومة الفلسطينية ويدعمها ويتحمل الضغوط المختلفة وعلى رأسها الضغط الاقتصادي لأنه يواجه العدو الصهيوني وأطماعه ويدعم القضية الفلسطينية وحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم، وبالتالي فإن هذه الإهانة من صحيفة لبنانية لا تليق بهذا البلد المضياف والمقاوم، ولا تمت إليه بصلة“.

مضيفًا، أن الكاريكاتور إن دلّ على شيء، “فإنما يدل على عنصرية مقيتة، لا تخدم أحدًا في هذا الوقت بالذات سوى أعداء لبنان وفلسطين“.

حماس: التوضيح غير كاف والمطلوب هو اعتذار صريح

بدوره وصف رئيس الدائرة الإعلامية لحركة حماس في الخارج، رأفت مرّة، ما قامت به الصحيفة بـ “المسيء والمعيب”، موضحًا، أن “تنشر صحيفة لبنانية في ذكرى الحرب الأليمة هكذا كاريكاتور، لهو أمر يتنافى مع الأخلاق والأعراف وأخلاقيات مهنة الصحافة ويسيء للعلاقات اللبنانية الفلسطينية في وقت يحرص الكثير على تحسينها“.

وتابع مرّة، في حديثه مع “قدس برس“، “نحن كحركة حماس قمنا بتحركات واسعة تجاه الأحزاب اللبنانية والساسة أيضًا، وتوقعنا أن تنشر الصحيفة اعتذارًا حقيقيًا صريحًا وواضحًا بغض النظر عن ما تمثله من هوية أو خط سياسي من تركيبة لبنانية خاصة“.

ورأى مرّة أن ما أوردته “الجمهورية” في عددها اليوم، “هو بالحقيقة توضيح غير مقبول، والمطلوب نعيده مرة أخرى، هو اعتذار من الشعب الفلسطيني على الإساءة التي تعرضت له، الكوفية الفلسطينية، والتي تعتبر أحد رموز تاريخه“.

لبنانيون ينتقدون الكاريكاتور: انعكاس واضح لليمين المتطرف!

فيما أوضحت الباحثة والإعلامية اللبنانية، ياقوت دندشي، أن “المشكلة الحقيقية في الكاريكاتور هي أنه يعكس بيئة اليمين المتطرف الذي كان أحد أعمدة الحرب الأهلية، مع ما يعنيه ذلك من تحالف مع الصهيوني ضد ابن البلد، وليس فقط ضد الفلسطيني الذي أُجبرَ على أن يصبح دخيلاً بعد احتلال وطنه“.

وتابعت دندشي في حديثها مع “قدس برس“، “هذه البيئة ما زالت موجودة، وعليه فإن تعريف المواطنة والعمالة ومقاييسها تختلف من لبناني إلى آخر، كما كانت وقت اندلاع الحرب الأهلية“.

وأردفت دندشي، “توضيح الجريدة لا يرتقي إلى الاعتذار، بل ينفي التهمة من الأساس، بل ويبررها بشكل ضعيف غير منطقي، فإن لم يكن قصدُ الرسام التعرّض للفلسطيني وتشبيهه بالفيروس الذي يفتك باللبنانيين، فليقدموا لنا تفسيراً مقنعًا“.

بينما رأى الكاتب والباحث اللبناني، وائل نجم، أن “الكاريكاتور الذي نشرته جريدة الجمهورية وشبّهت به فيروس كورونا الذي تحوّل إلى وباء عالمي وجائحة تصيب البشرية جمعاء، بإنسان يرتدي الكوفية الفلسطينية، هو عبارة عن إساءة متعمدة للشعب الفلسطيني ولقضيته“.

وتابع نجم، خلال حديثه مع “قدس برس“، أن “الكوفية الفلسطينية تحوّلت إلى جزء لا يتجزأ من رمزية القضية الفلسطينية، ومحاولة تشبيه الفيروس بالقضية فيه تجنّ على القضية بحسب وجهة نظر ناشر الكاريكاتور، على اعتبار أنها كانت تهدّد لبنان لأنه ربط الصورة بتاريخ اندلاع الحرب الأهلية في لبنان في الثالث عشر من شهر نيسان 1975“.

وأضاف نجم، أن “نشر مثل هذه الرسومات في هذه الأوقات يكشف حجم الحقد الكامن في نفوس البعض والعنصرية التي تغذّى عليها طيلة سنوات، ولعلّها محاولة خبيثة لطمس ما تبقّى من القضية الفلسطينية حتى لا تبقى حيّة في الضمائر والنفوس“.

فيما طالب “إعلاميون من أجل الحرية”، في بيان لهم، صحيفة الجمهورية أن تتراجع بكل شجاعة عن هذا الخطأ الفادح، وأن تتخذ الإجراءات اللازمة التي تحمي صورتها، وصورة الإعلام اللبناني“.

وتابع البيان، “إن كتابة التاريخ بشكل مشوه، من خلال إثارة الضغائن هو أمر مرفوض، لا سيما بعد إتمام المصالحة اللبنانية الفلسطينية، وبعد مبادرة القيادة الفلسطينية إلى الاعتذار من لبنان، عما حصل في الحرب، وهذا كاف للخروج من ماضي الأحقاد، إلى حاضر ومستقبل واحد ينظم العلاقة اللبنانية الفلسطينية، بما يؤمن سيادة لبنان، وفي الوقت نفسه الدعم لحق الشعب الفلسطيني، في إنشاء دولته الفلسطينية وعودة اللاجئين

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.