العنصري بومبيو: سنحاسب الصين / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 17/4/2020 م …
الى من يعرف تاريخ وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو فهو عسكري عمل بالجيش الامريكي بعد ان تخرج من اكاديمية ويست العسكرية في كاليفورنيا متطرف ضد الاقليات الدينية والعرقية خاصة المسلمة كان يشغل منصب مدير وكالة الاستخبارات ” سي اي ايه” عام 2017 ثم جرى تعيينه وزيرا للخارجية عام 2018 يستثمر اقتصاديا شركة متخصصة بالمجال الفضائي.
هذا العنصري الهائج كالثور الاسباني عندما يرى قطعة قماش حمراء قال في اخر تصريح له حول انتشار وباء كورونا : سنحاسب الصين والحزب الشيوعي اي انه يعني القيادة الصينية على انتشار ” كورونا” وزعم ان ” الفيروس انتشر من سوق الحيوانات البرية في الصين محاولا ان يحمل بكين مسؤولية الوباء الذي اجتاح العالم علما ان كل المؤشرات تدلل ان ” الاستخبارات الامريكية ومختبراتها لانتاج السموم المنتشرة في دول مجاورة الى الصين وروسيا هي المسؤولة عن ذلك. وهناك بعض الدعوات وردت على لسان اكثر من مسؤول امريكي منها ضرب خصم مبهم بالنووي الامريكي واورد ذرائع وحججا تدعوا البلدان الى مصادرة ممتلكات الصين في الخارج.
كل هذا يؤشر على ان الولايات المتحدة تضمر شرا للصين خاصة وان الاقتصاد العالمي انكفا على نفسه لاسيما في الولايات المتحدة التي تتحكم بها شخصيات تهيمن على الاقتصاد والسياسة امثال بومبيو والسمسار الكبير ترامب .
وتضامنت كالعادة مع الولايات المتحدة فرنسا التي استدعت سفير الصين في باريس احتجاجا وفق زعم باريس على انتقادات وجهتها الصين الى الدول الراسمالية في تعاملها مع انتشار وباء كورونا وسنسمع ربما بعد ايام التحاق بريطانيا مع الركب الامريكي الفرنسي في الحملة ضد الصين تمهيدا لالصاق تهمة امريكية بها تتمثل بفيروس ” كورونا” .
لكن المانيا كالعادة سوف تكون اقل حدة في موقفها وهو ما عهدناه في تعاملها مع الحظر الامريكي ضد روسيا فكانت الدولة الوحيدة الحليفة لامريكا شبه المتمردة على الاستجابة للمطالب الامريكية في حملتها الداعية الى عدم استيراد الغاز السيبيري ومقاطعة روسيا اقتصاديا .
هناك كما هو معروف قواعد عسكرية امريكية في المانيا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية بعد هزيمة النازية وان المدن الالمانية شهدت تظاهرات صاخبة مرات عديدة ضد نقل ” النفايات النووية”” بالقطارت الالمانية حيث يتم دفن تلك النفايات في مناطق بالمانيا ربما دون علم السلطات الالمانية لذا فانك تلمس كرها للوجود العسكري الامريكي في المانيا وينعكس ذلك على بعض المواقف السياسية الالمانية غير المؤيدة للولايات المتحدة مثلما سمعنا مؤخرا ان ملياردير الماني ابدى استعداده لتوزيع ” اي عقار مضاد لكورونا يتم اكتشافه الى جميع دول العلم واستثنى من ذلك الولايات المتحدة الامريكية.
حتى هذه اللحظة لايوجد دليل على ان الصين تقف وراء ” الفيروس” لكن واشنطن لم تتوقف عن كيل الاتهامات غير الموثقة والتهديدات العلنية على لسان اكثر من مسؤوول امريكي لاسيما وزير الخارجية الذي استخدم ” مصطلح” محاسبة الصين ثم الحزب الشيوعي الصيني ويعني القيادة الصينية ودخل على الخط ايضا وزير الدفاع الامريكي اسبر عندما اتهم الصين بحجب المعلومات حتى الان عن الفيروس لتكتمل الادواربايراد الاكاذيب بين قادة الولايات المتحدة كما وصل الحال بالرئيس ترامب جراء التخبطات الامريكية حتى اتهام ” منظمة الصحة العالمية” بالتواطؤ مع الصين لانها لم تنجر وراء رغبات ومخططات الولايات المتحدة الرامية الى زج اسم الصين ” في هذه الكارثة العالمية” واوعز بوقف مشاركة واشنطن بدعم المنظمة الدولية في هذا الوقت الحرج .
روسيا التي لحق بها اذى كبيرا جراء” كورونا” على المستويين الانساني والاقتصادي كما هو علوم لم تتهم احدا حتى الان لكنها وفق قناعاتنا سوف تفاجئ العالم بادلة ووثائق تدين الطرف المسؤول عن هذه الكارثة اذا تواصلت الاتهامات والتهديدات الامريكية للصين واصرت واشنطن على اتباع ذات السلوك.
وقد اكتفى وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف بالرد الدبلوماسي الهادئ على تهديدات بومبيو الاخيرة للصين قائلا: عندما نسمع حججا بان الصين يجب ان تدفع تعويضات للجميع هذا تجاوز لكل الحدود واللياقات.
ان استخدام مصطلح ” سنحاسب” الصين والحزب الشيوعي الصيني هو تهديد واضح وصريح من جانب مسؤول امريكي كان يشغل منصبا مخابراتيا ثم عين بمنصب وزير الخارجية وليس من موظف عادي في الادارة الامريكية ما يعني ان واشنطن تبيت اجراء ما ضد الصين التي اثارت حفيظة الولايات المتحدة بعد” انزال اول حاملة طائرات” الى المياه مؤخرا .
حتى رئيس الاركان الامريكي حاول ان يوحي ومن منطلق شق الصف الصيني الكوري الشمالي بان الولايات المتحدة لاتعتبر التجربة الصاروخية الاخيرة ل” بيونغ يانغ ” التي اجرتها باشراف الرئيس الكوري الشمالي عملا استفزازيا ” اي حنية امريكية تفتقت لدة ساسة البيت الابيض على كوريا الشمالية” حليفة الصين وصديقة روسيا .
ان احداثا قد تقع ربما تفاجئ دول العالم بعد ان الانتهاء من ” كارثة كورونة” التي حلت بالعالم لتستيقظ شعوب المعمورة على وقع حرب او ربما حروب اقليمية واسعة تفتعلها الولايات المتحدة بعد الضرر الاقتصادي الكبير الذي لحق بها من بطالة وكساد اقتصادي وهو ضرر لم يوفر بلدا او شعبا من شعوب العالم رغم التفاوت النسبي بالاضرار لان تهديدات القادة الامريكيين امثال العنصري بومبيو وغيره لم تكن عابرة وان الرد الروسي والصيني في حينها سوف لايقتصر على ” المصطلحات الدبلوماسية” بعد ان تجاوزت واشنطن جميع الاعراف الدبلوماسية واخذت تلوح ب” النووي”.
الرد على ذلك لن ياتي ب” الطوب” او الحجارة المفخورة من قبل دول عظمى تستهدفها تهديدات المسؤولين الامريكيين من “صقور” البيت الابيض من الذين يتوعدون بمحسابة عملاق اقتصادي وعسكري مثل الصين وهو ما استفز روسيا ايضا .
التعليقات مغلقة.