حول الإهتمام بالزراعة المنزلية والحقلية / نايف عبوش

تجديد الخطاب الديني.. تحديات العصرنة وضرورات الأصالة بقلم:نايف ...
نايف عبوش  ( العراق ) – الجمعة 17/4/2020 م …



لم يعد هناك للأسف اهتمام بالزراعة، ولا بتربية المواشي في وقتنا الحاضر . وبغض النظر عن الظروف المحيطة، بالزراعة سواء من حيث صعوبة توفير مستلزمات الزراعة، وصعوبة حماية المنتوج الزراعي، والحيواني ، أو غيرها ، فإن الملاحظ، فقدان الإهتمام بالزراعة وتربية المواشي معا . فالجيل الجديد متعصرن، وهم أما طلاب، او موظفون، او متسربون، ويبدو انهم قد اهملوا كل ما يتعلق بهذه الأمور، وتركوها خلفهم بشكل كامل .
وقد زاد الطين بلة، هيمنة عصر الإنترنت . فالجيل الجديد، يعيش ضياع تداعيات العصرنة، واستلاب تقنياتها، بعد أن أصبح البعض مدمنا، من خلال انغماسه التام بالإنترنت، ليقضي معظم وقته ملتصقا بفضائها. وعموما فقد تدهورت الزراعة، وكادت الأغنام والابقار والحيوانات الأليفة من الثروة الحيوانية أن تنقرض للأسف. وهذا امر مقلق حقاً ، ويحتاج إلى التفاتة من الجميع، أفراد وجماعات ومؤسسات وكتاب ومدارس ومربين، للحث على الإهتمام بالزراعة، وتربية المواشي، والتذكير بمنافع خبز التنور من قمح الحقل، ولبن البقر والغنم الطازج للصحة العامة، مقارنة بالمنتجات الغذائية المصنعة، والمعلبة، التي ألحقت بالصحة  العامة للناس الكثير من أمراض العصر، التي لم تكن معروفة،بسبب ما تحتويه من المواد الكيميائية المضافة، والمواد الحافظة.
ولاشك أن تحفيز التوجه مجدداً نحو الاكتفاء الذاتي من كل، أو بعض المنتجات التي عدمناه بهذا الإهمال، من خلال تشجيع الزراعة المنزلية، وإعادة الإهتمام بالزراعة الحقلية من جديد، لغرض الانتفاع منها، بتلبية حاجاتنا الاستهلاكية من المنتجات الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من منتجاتها، وتوفير بعض المال المصروف لشراء السلع الغذائية للاستهلاك العائلي ، في نفس الوقت الذي نواكب فيه معطيات العصرنة، إنما يساعد في الحد من استهلاك المواد الغذائية المهرمنة، ويشجع استهلاك الخضروات، والفواكه، والمنتجات الحيوانية الطازجة يوماً بيوم، وينشط حاسة التذوق التي افسدتها الأطعمة المعالجة.
 لذلك يتطلب الأمر، الدأب على زراعة أشجار النخل، والحرص على غرس أجود أنواع التمور المعروفة في فضاء حوش البيت، وأشجار الفاكهة، والخضراوات الموسمية كذلك ، لكي نحصل على ثمرها يانعا، في موسمها، لاسيما ونحن الآن في فصل الربيع، من هذا العام، حيث موسم زراعة الفسائل، والأشجار، والمحاصيل الصيفية، ولدى الكثيرون فائضا من الوقت، نتيجة البقاء في البيت، بسبب تفشي فيروس وباء كورونا هذه الأيام، يمكن استغلاله لهذا الغرض، بدلاً مه هدره بلا جدوى .
ويمكن أيضاً، أقامة مناحل بسيطة في مزرعة البيت، لإنتاج عسل طبيعي، لسد حاجة العائلة من عسل النحل، اضافة الى تربية دجاج العرب بأنواعه، لإنتاج البيض، ولحم الفروج.
وهكذا وبمثل تنمية هذه الهواية الجميلة، يكون الفرد مثالاً للإنسان المثابر، الذي يستغل وقت فراغه في أعمال نافعة، ومنتجة، ولا يضيع وقته سدى، ويستهلكه في امور عبثية، لا طائل منها ،ليأكل مما عملت يداه حلالاً طيباً. ولعل تجربة الكثير ممن شرع باعتماد الزراعة المنزلية، يمكن أن تحتذى، وتستلهم في مجال الإهتمام الذاتي بالزراعة المنزلية ابتداءً، ومن ثم الانتقال إلى الزراعة الحقلية في خطوة تالية ما أمكن ذلك.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.