تركيا : «النساجون»… أحد أقوى الأذرع الاستخباراتية لـ«داعش»
الأردن العربي ( الأربعاء ) 14/10/2015 م …
تفجير سوروج قبل بضعة أشهر وقبله بقليل تفجير دياربكر، قبيل الانتخابات، وتفجير أنقرة قبل بضعة أيام، وأيضاً قبيل الانتخابات الجديدة.. في التفجيرات الثلاث توجهت أصابع الاتهام إلى مجموعة تحمل اسم «مجموعة النساجين»، والتي قيل أنها تضم عشرات الدواعش الأتراك، فما هي هذه المجموعة؟
لعل أكثر المدن التركية إمداداً لـ«داعش» بالمسلحين هي مدينة «آديامان»، وهي بنفس الوقت معقل هذه الفرقة، ومن هنا عبر إلى سورية ما يقارب مائتي عنصر مسلح شاركوا في المعارك، واتخذوا من مدينة تل أبيض، الشمالية، مركزاً لهم. فلما ادخلتها وحدات الحماية الكردية، انسحبوا منها. ولا يعلم بالضبط الكثير عن نشاطاتهم اللاحقة سوى أن بعضاً منهم عاد إلى تركيا، وفي ذهنه الانتقام. وبحسب تسريبات الأمن التركي فإنهناك الآن ما يقرب من واحد وعشرين انتحارياً متناثرين في أرجاء تركيا ويعدون العدة لتفجير أنفسهم ما لم تعد الحكومة التركية إلى التحالف معهم مجدداً، بعد أن خذلتهم تحت ضغوط الولايات المتحدة ولم تمنع سقوط تل أبيض التي كانوا يسيطرون عليها بيد الأكراد.
يعرف عن هذه الفرقة أن تأسيسها بدأ في عام 2013 تقريباً، حين بدأ بعض الشيوخ التكفيريين بتجنيد شبان الأحياء الخلفية الفقيرة لمدينة آديامان، وأقنعوهم بالقتال من أجل «دولة الخلافة»، ويعرف من وجوهها الشيخ يونس آلاغوز، الشقيق الأكبر للانتحاري الذي فجر نفسه في سوروج. وبحسب المعلومات فقد تنقل بين سورية والسعودية، قبل أن يعود في 2014 إلى آديامان، وأنشأ مقهى أطلق عليه اسم «المقهى الإسلامي»، والذي لعب دور المنتدى للشبان المنجذبين لفكرة «القتال من أجل الخليفة». ولم يلبث مؤسسو المنتدى ورواده أن ذهبوا إلى سورية للقتال ثم عاد جزء منهم بعد سقوط معاقلهم.
وبحسب المصادر، فإن أحد أهم قياديي هذه الفرقة هو مواطن تركي يطلق عليه «إ.ب»، وهو بنفس الوقت مسؤول جمارك التنظيم بأكمله نوعاً ما؛ حيث يتولى عمليات الإدخال والإخراج، ونقل البشر بين تركيا وسورية، وهو ما يشمل ضمناً الأسلحة والنفط والآليات وعربات الدفع الرباعي وغيرها.
ويظهر أحد المقاطع المصورة لهم أن مسلحي «النساجين» يحملون أسلحة أمريكية الصنع، مما يشير إلى عدة احتمالات من بينها أن تكون الفرقة قد حصلت على أسلحتها من مخازن الجيش التركي نفسه، والذي يستخدم الأسلحة الأمريكية كما هو معروف؛ علماً ان المعارضة التركية كانت قد كشفت سابقاً عن أن منفذ تفجير سوروج كان متعاوناً مع الأمن التركي، الذي كان يستخدمه كعميل له، وهو ما يشير إلى مدى التداخل بين هذه الفرقة وبين أجهزة الدولة التركية، وأيضاً بين ما يعرف في تركيا باسم «الدولة العميقة»، وهو مصطلح يشير إلى مراكز القوة والتحالفات الباطنية التي تدير الدولة من خلف الستار. ومن دلائل ذلك أن والدي المذكور كشفوا بعد تنفيذه التفجير أنهما أبلغا أجهزة الأمن عن تصرفاته المريبة وانتمائه المستجد إلى التكفيريين، غير أن أجهزة الأمن لم تزعج «التكفيري الصغير» أبداً. ولم تقدم الدولة حتى الآن تفسيراً لعجز أجهزتها عن مساءلة تكفيري مجند صغير، فكيف بعجزها عن متابعة كبار التكفيريين وقادة «داعش» في تركيا.
وكانت وكالة سبوتنيك، قد أكدت أن 100 عنصر عاد من سورية إلى تركيا بغرض تنفيذ تفجيرات فيها، مشيرة إلى أن أغلبهم كذلك كان في تل أبيض، مما يشير مرة أخرى إلى فرقة «النساجين»، مما يعني أن الأرقام الحقيقية لخلايا التفجير في تركيا تتجاوز تقديرات الدولة التركية.
التعليقات مغلقة.