الشفافية في دول العالم و” الشفافية” في العراق / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الثلاثاء 21/4/2020 م …
الشفافية مصطلح قديم في اللغة العربية لكن تم ادخاله في العمل السياسي اخيرا للتمييز بين الصدق والكذب او اخفاء الحقيقة وعدم نقلها كما هي من قبل الاشخاص او الحكومات او السلطات الحاكمة فيقولون ان فلانا تحدث بشفافية كما يحصل مثلا مع “مشعان الجبوري” فهو ربما يتصدر قائمة ” جوقة” الذين يحكمون العراق منذ غزو واحتلال العراق عام 2003 يتمتع ب” الشفافية العالية ” التي يفتقدها الاخرون لانه يعترف بانه حرامي وسارق ويؤكد امام اجهزة الاعلام عشرات المرات ان الاخرين في السلطة جميعهم من الذين يخفون ذلك هم ايضا حرامية ” سراق “.
يتحدث علنا وامام الفضائيات وبلا تردد او خجل ويصف من هم ليس لصوصا او سراقا من الموجودين في السلطة الحاكمة بالعراق منذ غزوه واحتلاله بانهم ” جبناء” يخشون قول الحقيقة .
مثلما اورد الجبوري معلومات وبشفافية عالية عن مجزرة ” سبايكر” واشار بالاسماء الى الاشخاص والجهات التي نفذتها عام 2014 وتحدث عن تشكيل لجنة وسمى رئيسها وهو احد ابناء ” المطلق” دون ان تبحث في” المجزرة الرهيبة ” التي راح ضحيتها الالاف .
لكن هناك من كان في القيادة والمسؤول الاول عن الذي حصل جراء اجتياح ” داعش” لمحافظات عراقية وقداخفى ذلك رغم تذرع جماعته باسم ” دولة القانون” ولم يكن شفافا مثل مشعان الجبوري وهو موجود في السلطة حتى هذه اللحظة مع الاسف الشديد في سلطة تحكم يليق بها مسمى ” دولة الفافون”.
والشيئ الذي يثير الاستغراب في “دولة الفافون” بالعراق اننا نرى وجوها كانت في السلطة قبل سنوات ويفترض ان يكون دورها قد انتهى وغادرتها لكنها تتصدر وتظهرفي اكثر من مناسبة و مشهد سياسي الان فقد حصل مثلا وان ظهر حيدر الملا وظافر العاني في جلسة تكليف رئيس الحكومة الجديد .
ماهي الصفة التي يحظر بها هؤلاء ؟؟ ام ان ماحصل هو “عرس واوية” مباحا لجميع رواد ” المنطقة الخضراء” من قدامى المسؤولين ايضا وتحولت المنطقة الى ” اشبه بلصقة جونسن” ؟؟
وبالرغم من محاولة دول الغرب الاستعماري ” لصق الشفافية” بحكوماتها وانظمتها فقط لكن احداثا كثيرة وقعت منها مثلا انتكاسة حرب حزيران عام 1967 فقد اقر وبشفافية الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بتحمل المسؤولية وهناك في القيادة المصرية العسكرية من الرجال من اقدم على الانتحار جراء النكسة وتحمل المسؤولية لكن احدا في العراق لم يتحدث بشفافية او يقدم على الانتحار بعد انتكاسة عام 2014 عقب اجتياح داعش الارهابية لمحافظات عراقية واستحواذها على اسلحة ومعدات عسكرية هائلة تابعة لقوى الامن في الموصل وغيرها من المحافظات التي جرى تحريرها لاحقا بدماء عراقية كبيرة.
اما الشنافية فهي ناحية او قضاء في العراق لاندري ربما سيتم ادخالها يوما ما ضمن المناطق ” المتنازع عليها” بين ابناء الوسط والجنوب في العراق مثلما يحصل مع محافظة كركوك بسبب النفط التي يحاول قادة الكرد الهيمنة عليها وسسرقة النفط منها.
اننا لانعلم ماهو مطمور تحت ارض ناحية او قضاء “الشنافية” من خيرات ان اكتشفت ربما تدخل كفقرة ب” دستور العراق المسخ” الذي رتبه المحتل تحت مسمى ” الشنافية المتنازع عليها مثلما ادخل كركوك لتطييب خاطر قادة الكرد احباء البيت الابيض والكنيست .
الشفافية كثر ترديدها من قبل قادة دول الغرب الاستعماري والولايات المتحدة التي تتهم الصين بانها لم تتمتع بالشفافية مع ظهور ” فيروس كورونا” الذي اجتاح العالم لان من يحكمها وفق اوصافهم حزب دكتاتوري ” هو الحزب الشيوعي الصيني مثلما يتهمونها بانها ” اخفت الحقيقة لكنهم اي حكام الغرب هم وحدهم من يتمتع ب” الشفافية” ” وقول الحقيقة ” لان انظمتهم ديمقراطية ” .
بوريس جونسون رئيس الحكومة البريطانية صاحب التصريح الخطير والمعيب الذي فاجا به الشعب البريطاني عندما قال سوف تفقدون وجوها جراء ” فيروس كورونا” واعتبر ان نظرية ” القطيع” في التعامل مع كورونا هي الاجدى وقد لاقى هذا التصريح شجبا واستنكا را شديدين من بعض الصحف البريطانية اما وسائل الاعلام الاخرى التي تدار من جهات معروفة وقفت موقف المدافع عن ” راعي القطيع جونسون” حتى عندما اعلنوا ان راعي القطيع اصيب بالوباء وشفي منه رغم الشكوك التي اكتنفت الاعلان عن اصابته من قبل الشعب وبعض من وسائل الاعلام.
اي غاب مصطلح شفافية الذي يتفاخرون به ويعدونه ” براءة اختراع” لهم وحدهم .
الشفافية التي يتباهى بها الغرب كانت مغيبة تماما في احداث هامة في العالم اودت بعضها بحياة الالاف ودمرت شعوبا واوطانا بكاملها نورد بعضها للتاكيد بان الشفافية التي يتحدث عنها الغرب في ديمقراطيته الزائفة ” مغيبة تماما” وما هي الا مجرد كذبة وان محاولة اتهام الاخرين ب” الدكتاتورية” وعدم الشفافية واخفاء الحقائق هي اتهامات درجت عليها هذه الانظمة والحكومات ” الديمقراطية جدا “.
الرئيس الامريكي دونالد ترامب باعتباره هو وجميع ” طاقمه” ” يتمتعون بالشفافية” والمصداقية ” قال انه تلقى مؤخرا رسالة من رئيس كوريا الشمالية كونغ جون اون رسالة معبرة و مريحة جدا وفق وصف ترامب لكن جاءت الصفعة من بيونغ يانغ التي كذبت الخبر و نفت ذلك وحاولت ان تخفف من ” شفافية ترامب الكاذبة” قائلة ربما هذه الرسالة قديمة وليس حديثة العهد.
احداث كثيرة مرت تدلل على كذب ” قادة دول الديمقراطية” فهل ننسى كذبة بوش وبلير التي اوردوها لغزو واحتلال العراق وتدميربنيته التحتية وقتل الالاف من شعبه وهل ننسى مقتل الاميرة داينا التي جرى التعتيم عليها من قبل عاصمتين تدعيان الشفافية ” لندن وباريس” وهل ننسى اكاذيب استخدام الكيمياوي من قبل سورية ضد شعبها ؟؟
ان من يتعامل باسلوب” الكذب والخداع والتضليل ” وعدم نقل الحقائق بعيدا عن الشفافية هي الدول والحكومات التي تدعي ” الديمقراطية” وقد كشفت ” كورونا” المستور في هذه الدول.
التعليقات مغلقة.