الضفة الغربية أم فلسطين ؟!

 

الأردن العربي – كتب المراقب ( الخميس ) 15/10/2015 م …

كتب أحد الكتّاب الأردنيين المحترمين مقالا نشره على موقعه الإلكتروني ، يدعو من خلاله إلى وقف استخدام بعض المصطلحات السياسية ، كمصطلح ( الضفة الغربية ) مثلا ، واستبداله ب(فلسطين ) …

أنا هنا لا أشكك بنوايا الكاتب المحترم ولا أوجّه له أيّ إتّهام يتعلّق بمقاصد ( قد ) لا يكون قصدها … فالكاتب ، من المعروف أنه رجل وطنيّ مخلص لوطنه الأردني وشعبه …

ولكني أودّ أن ألفت نظر الكاتب و بعض ( المعلقين ) من ذوي الرؤوس الحامية الذين لا يتركون فرصة للنّيل من الشعب الفلسطيني وتاريخه المشرّف إلا واقتنصوها لتوجيه سهامهم المسمومة ، والتي تقطر حقدا دون أيّ مسوّغ منطقي ، اللهمّ إلا ذاك الحجم الهائل من الكراهية للآخر ومحاولة إقصاءه ، بل وربما استئصاله لو استطاعوا إلى ذلك سبيلا …

وبالمناسبة ، أجد أنه من المفيد هنا التذكير بأن هناك ( ضفتين ) لأيّ نهر في العالم … فما الذي يمنع إذن أن يكون لنهر الأردن ضفة شرقية وضفة غربية ؟!

أوافق الكاتب أن الضفة الغربية جزء عزيز من فلسطين التاريخية ، كما قطاع غزة وفلسطين المحتلة 1948 م … ولكنها أيضا الضفة الغربية لنهر الأردن ، هي وكل فلسطين تعتبر ضفة غربية للنهر …

أوافق بعض المعلقين بأن هناك بعض السياسيين والمستفيدين من بقاء مصطلح ( الضفة الغربية ) متداولا ، ولكن هؤلاء لا يمثلون أيّا من الشعبين الشقيقين ( الأردني والفلسطيني ) … بل أكاد أجزم أنهم ( هم بالذات ) من أوصلوا القضية الفلسطينية إلى ما هي عليه الآن من هزال وضعف …

أحد المعلقين يقول :وعادت الوديعه لاهلها و” بقي4 مليون مجنس لم يعودو لفلسطينيتهم “ … وهذا نوع من البهتان والظلم لشعب لم يستشيره أحد ( لا عندما توحدت الضفتين ، ولا عندما صدر قرار فك الإرتباط ، ولا عندما وقعت القيادات المفروضة على الشعب الفلسطيني اتفاقية أوسلو المذلّة ) …

ولنفس المعلق أقول : ” أنه ليس الشعب الفلسطيني من اختار أبا الهدى رئيسا للوزراء ” … أعتقد أن آخر من يجب أن يلام في هذه المسألة هو الشعب الفلسطيني ، الذي سلّطت عليه الأقدار قيادات مرتهنة لأجندات مشبوهة ، وأقل ما يمكن أن يقال فيها أنها لا تخدم قضايا الشعب الفلسطيني …

** خلاصة القول  حول أوهام البعض … واهم من يعتقد للحظة واحدة أن الفلسطيني طامع بالأردن أو غير الأردن كوطن بديل لفلسطين التاريخية ( من البحر إلى النهر ) … والحالة هذه ، تصبح التسمية ليست ذات أهمية ، ولا تستحق مثل هذا النقاش البائس بين المعلقين …

** خلاصة القول حول قناعاتنا … للفلسطينيين ، حيثما كانوا وطن لا يرضون بأيّ بلد في العالم بديلا عنه … وعلى من يوجّه أصابع الإتهام للفلسطيني بالتخلي عن وطنه ، أن يضغط على القيادة الفلسطينية وكل من له علاقة بالأمر لإتاحة الفرصة لهذا الفلسطيني لممارسة حق العودة إلى دياره وأرض آباءه وأجداده … وعندها ( فقط ) سيرى بأم العين ويلمس كيف سيعود الفلسطينيون أفواجا وجماعات إلى فلسطين …

المراقب

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.