شهر ” حزيران” قادم وعن اي انسحاب امريكي من العراق يتحدثون ؟ / كاظم نوري

شهر حزيران - Greek Orthodox Patriarchate of Antioch and All the East

كاظم نوري ( العراق ) – الإثنين 27/4/2020 م …




المتحدث باسم القوات المسلحة في العراق  حدد موعدا زمنيا قال انه  شهر” حزيران” سوف تجري فيه مباحثات مع الولايات المتحدة لترتيب مسالة سحب قواتها من العراق في الوقت الذي تؤكد

   المعلومات ان قاعدة ” عين الاسد” اكبر قاعدة عسكرية امريكية غرب العراق تشهد تحصينات جديدة مثلما شهدت وصول منظومات صاروخية  من طراز ” بتريوت” كما حصل الشيئ نفسه مع قاعدة عسكرية امريكية اخرى في شمال العراق يطلقون عليها مسمى ” حرير” جرى ذلك دون ابلاغ بغداد لانها اخر من يعلم كما يبدوا او ربما تعلم وتصرف النظر وهي ترى ما يجري مكتفية بمصطلحات ” نشجب ونستنكر ونرفض” مثل هذه التحركات التي تمس” السيادة الوطنية”  الى اخر  تلك المصطلحات.

  ولم نسمع شيئا  عن قاعدة التاجي القريبة من بغداد التي ترابط فيها قوات اجنبية في مقدمتها الامريكية  والتي تعد الاخطر لقربها من العاصمة  ولم  يشر لها احد.

لاندري لماذا هذه المفاوضات والامر واضح  لايحتاج الى ” هات وخذ” الامر يتعلق ب ” قوات اجنبية على ارض العراق ويطالب بمغادرتها ارض البلاد فهل يحتاج  ذلك الى مفاوضات او مشاورات او جلسات  او توقيع اتفاقية وما اكثر الاتفاقيات التي تملصت  منها واشنطن  ولماذ الحديث لابقاء قسم  من القوات بحجة ” التدريب” كما ورد على لسان المتحدث العسكري.

المتحدث  كما نعتقد بن “مهنة” هكذا يقولون ويعلم جيدا ان لدى العراق امكانيات وقدرات يدرب فيها  جيوشا جراء خبراته المتراكمة ولو استعرضنا تاريخ العراق العسكري لوجدنا ان هناك العشرات بل المئات من العرب تدربوا ودرسوا في الاكاديميات العسكرية العراقية وتخرجوا منها  من بينهم من اصبح  قائدا عسكريا  كبيرا او رئيسا لبلاده.

اذا العراق لايحتاج حتى ولاعسكري اجنبي واحد للبقاء في البلاد وان حجج التدريب ما هي الا اكاذيب امريكية يجب عدم الانجرار اليها او تصديقها و لم تعد تنطلي على احد ما بالكم ان المتحدث العسكري العراقي هو بن مهنة هكذا يتردد وقد خدم في الجيش السابق والعهدة على القائل .

نحن نعتقد ان عقد اية مفاوضات مع الجانب الامريكي سوف لن تكون متكافئة ولاسباب عديدة في مقدمتها ” الغطرسة التي يمارسها الجانب الامريكي الذي يتعامل مع الاخر باستعلاء ومن موقع اعلى    هكذا هو سلوك المتفاوض الامريكي” اينما حل مابالكم اذا كان الامر يتعلق بالعراق الذي لايمتلك ورغم مرور ست عشرة سنة حتى معدات عسكرية للدفاع الجوي تحمي سماءه المنتهكة دوما من قبل الطيران الحربي الاجنبي وفي المقدمة الامريكي وقد عملت الولايات المتحدة على جعله هكذا وحالت دون التوجه الى طرف دولي اخر للحصول على عقود تسليحية ولم تلتزم حتى بالاتفاقية الموقعة المساة ”  الاتفاق الاستراتيجي” الذي لم نعرف بنودها ..

 فقد  غزت  القوات الامريكية العراق واحتله واسقطت نظام صدام حسين  ليصل هؤلاء الذين يتفاوض معهم الجانب الامريكي  الى السلطة  هذا اولا وثانيا  ان مجيئ القوات الامريكية الى العراق عام 2014 جاء بطلب من رئيس حكومة معروف لازال في السلطة حتى الان بعد غزو داعش لمحافظات عراقية وتهديد بغداد العاصمة بصرف النظر ما اذا كان الامريكي وراء داعش او غير ذلك لكن هناك دعوة من مسؤول كبير قدم بسببها الامريكيون الى البلاد  بعد ان طردوا من العراق بقوة السلاح عام 2011 اي ان القوات الامريكية خرجت من الباب وعادت من الشباك؟؟

والحديث عن مفاوضات واتفاقية جديدة بين العراق والولايات المتحدة لسحب قواتها من العراق لايعدوا اكثر من مسرحية نظرا لعدم احترام الجانب الامريكي لاي اتفاقية حتى الدولية منها مع اي طرف مابالكم ب” العراق” بوضعه الحالي  فهي توقع اليوم وتتخلى غدا وهناك تجارب كثيرة منها ان رئيس ليبيا معمر القذافي سلم كل ما لديه من معدات واسلحة للجانب الغربي وفي المقدمة الولايات المتحدة وفق اتفاق وتعهد لكن الجميع يعرف كيف كانت نهايته بعد تسليم كل ما لديه .

 الشيئ نفسه حصل مع صدام حسين الذي فتح كل ابواب العراق للمفتشين الدوليين لكن في نهاية الامر اطاحوا به بعد ان احتلوا البلاد ودمروها بحجة “وجود اسلحة الدمار الشامل”. 

سورية  سلمت كل مالديها من اسلحة الدمار الشامل” الكيمياوية”  وتم تدميرها بايادي امريكية واشراف دولي لكن حتى هذه اللحظة تتهم واشنطن وعواصم الغرب الاستعماري دمشق زورا باستخدام اسلحة محظورة مرة في ادلب ومرة في محافظات سورية اخرى مستندة الى تقارير كاذبة تفبركها ” فرق اصحاب القبعات البيض” التي تعمل  باسم ” دولي” زورا لكنها تنفذ اجندات استخبارات دول الغرب وخاصة الولايات  المتحدة التي تستغل ذلك للعدوان  دوما على سورية .

ايران ايضا توصلت الى اتفاق ” الاتفاق  النووي ” مع دول الغرب والولايات المتحدة بعد مفاوضات استمرت لسنوات وكان اول من نقض الاتفاق والانسحاب منه الولايات المتحدة ولن تستعيد طهران وفق الاتفاق اموالها” مليارات” الدولارات  المحجوزة في البنوك والمصارف الامريكية بل تم فرض عقوبات جديدة عليها  ومحاصرتها اقتصاديا وتحريض الدول الاخرى ضدها .

هذه التجارب استوعبتها دولة واحدة فقط عندما دعيت للحوار مع الولايات المتحدة هي ” كوريا الشمالية” حول صواريخها وترسانتها النووية فقد عقد الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ اون قمتين مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب احداهما في سنغافورة والاخرى في فيتنام  دون ان تسفر القمتان عن اتفاقية او تنازلات كورية  للجانب الامريكي بل ان الرئيس كيم جونغ اون كان من الذكاء ان ارغم ترامب على المجيئ الى مناطق اختارها عن عمد  منها مثلا سنغافورة التي تبعد عشرات الساعات بالطائرة عن الولايات المتحدة اضطر ترامب للمجيئ اليها.

 اما الاهانة الاكبر للولايات المتحدة فقد تمثلت بعقد قمة في فيتنام التي الحقت الهزيمة المنكرة بالولايات المتحدة وقواتها العسكرية بدعم من الاصدقاء السوفيت   اثناء الحرب الفيتنامية فضلا عن اصرار الجانب الكوري على استبدال رئيس الوفد الامريكي المفاوض وزير الخارجية بومبيو بسبب تصريحاته وطول لسانه .

مع كل ذلك لم يحصل اي اتفاق او تقدم في المفاوضات بين واشنطن وبيونغ يانغ” لان دروس ليبيا والعراق وايران وسورية كانت ماثلة امام الرئيس الكوري الذي قالها بصراحة  لن نكرر ما حل بالرئيس الليبي القذافي .

ان انسحاب القوات الامريكية من العراق لايحتاج الى ” بروتكولات” فقد قدمت بهذاالحجم الهائل وبالالاف الذي لايحتاجه  العراق وعليها المغادرة كما اتت لانها غير مرحب بها اما” الحديث عن اتفاقيات” ومباحثات في حزيران القادم  فلا قيمة لذلك لان الولايات المتحدة  دولة لايمكن الوثوق بها وان توقيع اي اتفاق معها هو بمثابة ضياع للوقت لانها تتفاوض من اجل التفاوض  ولكسب الوقت فقط واستغلال الظرف الذي تعيشه البلاد.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.