دعوات لـ تشكيل قيادة موحدة من الفصائل لإدارة الهبة الجماهيرية..كيف سيؤثر ذلك على الحراك الشعبي؟وماهي تداعياته؟

 

 الأردن العربي ( الخميس ) 15/10/2015 م …

اطلقت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من خلال ليلى خالد عضو اللجنة المركزية فيها مبادرة تتمحور في تشكيل قيادة فلسطينية من جميع القوى و الفصائل الفسطينية موحدة لادارة الهبة الجماهيرية ،حيث تتشكل هذه القيادة من الضفة الغربية و قطاع غزة ومن الخارج.

فما هو رد الفصائل؟ وكيف سيكون تأثيرها على الاحتلال الاسرائيلي؟ وهل يمكن ان تتحول الهبة الجماهيرية من كونها فردية الى منظمة؟ وما هو مستقبل القيادات الميدانية لهذه الهبة من الشباب في حال تشكلت هذه القيادة؟

اكد القيادي البارز في حركة حماس د. اسماعيل رضوان ان هناك اتصالات بين الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية للنظر في كيفية دعم و اسناد  الهبة الجماهيرية، لافتا الى ان هذه الاتصالات لم ترق الى مستوى تشكيل قيادة موحدة للهبة الجماهيرية.

وقال رضوان: “ليس لدينا أي علم بتشكيل قيادة موحدة لادارة الانتفاضة، ونحن نؤكد على ضررة ان تتظافر كل الجهود الوطنية و الاسلامية من اجل دعم واسناد الانتفاضة”.

ونفى رضوان ان يكون هناك مشروع مقدم حتى اللحظة ، مشيرا الى انه في حال وصول أي مقترح متكامل ينظر به بما يحقق المصلحة الوطنية.

وفي السياق قال القيادي في حماس: “نحن نقول ان هذه انتفاضة القدس الثالثة و ليست هبة جماهيرية لان كل عوامل الانتفاضة متوفرة فيها سواء على صعيد المشاركة الجماهيرية الواسعة و كل الوان الطيف السياسي الفلسطيني او على صعيد الفعاليات بقوتها و زخمها وبمشاركة كل الشعب الفلسطيني”.

واضاف: “نحن كفصائل وطنية و اسلامية هو جزء يحمل هم الوطني و امانة هذا العمل الفردي المقدر و الذي نقدم له كل التحية بهذه الانتفاضة و العمليات الفردية البطولية و التي تعمل على زيادة زخم وارداف هذه الانتفاضة”.

بدوره اوضح عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان هذه الجهود لم تتوقف منذ بداية او قبل الاحداث، قائلا: “سعينا لتشكيل قيادة وطنية موحدة تستطيع ان تدير العملية الانتفاضية او الهبة الجماهيرية و ان تعمل على تدعيمها و ضمان صمود شعبنا في وجه الاحتلال الاسرائيلي”.

واضاف سويرجو: “حتى هذه اللحظة لم تتكلل هذه الجهود بالنجاح، فقد دعونا في حال فشل تشكيل قيادة وطنية شاملة ان نقوم بتشكيل قيادة وطنية ميدانية في كل المناطق الفلسطينية في الضفة و غزة بحيث تشمل جميع الفصائل بما فيها طرفي الانقسام حتى نستطيع ان نواجه هذه المرحلة الصعبة امام شعبنا”.

وبين ان هذه القيادة موحدة للعمل على تدعيم وضمان استمرارية الانتفاضة من خلال بث روح الوطنية و توفير عوامل الصمود لأبناء الشعب الفلسطيني في الداخل، لافتا الى ان القيادات في الخارج جزء من الحالة الوطنية و التي تستطيع ان تتواصل مع القيادة بشكل مستمر لانها ستكون جزء من قيادة الشعب الفلسطيني.

واوضح عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية انه تم عرض القيادة على جميع الفصائل ، مشيرا الى ان هناك حالة من الانتظار والمماطلة من طرفي الانقسام، حيث ان الجميع له ذرائعه بعدم اعطاء جواب واضح لتشكيل قيادة وطنية موحدة ، موضحا انه بالرغم من ذلك فهناك اصرار للمضي قدما في الضغط على كافة الاطراف  لتشكيل هذه القيادة لانها ستكون صمام الامان لنجاح الهبة الجماهيرية و استمراريتها وصمودها والا تصبح ضحية للعشوائية او للاستفراد بأبناء شعبنا في كافة المناطق من خلال الحيل المعروف لدى الجيش الاسرائيلي.

وبين انه عندما يكون هناك قيادة موحدة فانها تستطيع ان ترى الامور من الاعلى وان تدير العملية و ان تشارك ابناء الشعب في انتفاضته.

وفي السياق قال الناطق باسم حركة فتح اسامة القواسمي: نحن مع المقاومة الشعبية، و سندافع عن شعبنا الفلسطيني ولن نتأخر في الدفاع عنه ، ففي هذه المرحلة الراهنة نرى ان الوسيلة الانسب التي تخدم توجهات شعبنا السياسية هي المقاومة الشعبية و الهبة الجماهيرية التي نقودها نحن في حركة فتح في الضفة الغربية”.

جاء ذلك توضيحا لما ادلى به القواسمي في تصريحات سابقة و التي قال فيها: “فتح لن تستخدم الانتفاضة المسلحة امام جيش الاحتلال حتى لو اجتاحوا الضفة، لان السلاح اضر القضية الفلسطينية ولم يقدم لها أي انجازات، فنحن مع الهبة الجماهيرية الشعبية ولن نسمح لنتنياهو لاستغلال السلاح لكي يقتل المزيد من أبنائنا”.

بدوره اوضح المحلل السياسي د. ابراهيم ابراش ان هذه الهبة الجماهيرية لم تقم بإذن او بأمر من الفصائل، معتبرا اياها انها عبارة عن هبة عفوية انطلقت في القدس و اراضي عام 48 حيث لا توجد سلطة فلسطينية، لافتا الى انها انتشرت بعد ذلك لتعم كل مدن الضفة الغربية كما ان هناك حراك في قطاع غزة.

وشدد ابراش على ضرورة ان يكون لهذا الحراك او لهذه الهبة عنوان حتى ينظم شئونها من خلال التنسيق بين ما يحدث في القدس وفي اراضي 48 وفي الضفة الغربية وفي قطاع غزة، كما لابد ان يكون هناك عنوان يستطيع ان ينقل مطالب المنتفضين الى العالم الخارجي الذي بدأ يتفاعل مع الهبة الجماهيرية.

وقال ابراش: “يجب ان يترك المتنتفضون حتى يتم تشكيل قيادة ميدانية تساعد الفصائل على تشكيل هذه القيادة دون السيطرة عليها ، ولكن هذا مرتبط بتوفر الوحدة الوطنية، فيفترض ان تفرز قيادة ميدانية لإدارة الهبة الجماهيرية بعيدا عن الخصومات و الحسابات بين السلطتين”.

وفي السياق اوضح ابراش ان كل الثورات او الهبات الجماهيرية تبدأ بأعمال فردية ثم تنتشر فجأة و تأخذ طابع الانتفاضة الشاملة ، مشيرا الى انها تتطور من تلقاء ذاتها، مستشهدا بما بدأت به هذه الهبة بأول عملية طعن ثم تكررت عمليات الطعن ثم اصبحت بشكل اوسع الى ان وصلت الى تجمعات عند خطوط التماس.

وقال: “لا احد يستطيع التحدث في مجريات الاحداث، حيث ان الشعب نفسه هو الذي يقود الحال الان ، فإلى أي مدى ستصل الامور؟ فان هذا يرتبط بمدى وجود حراك دولي يستطيع ان يضغط على اسرائيل لتعيد النظر في سياستها خصوصا في القدس و المستوطنات، كما انه مرتبط بمدى ارتقاء الاحزاب السياسية الى المسئولية الفلسطينية، فلا اخشى على الانتفاضة من الاسرائيليين فقط و انما اخشى عليها ايضا من المماحكات او التآمرات الداخلية من بعض القوى السياسية على الانتفاضة “.

واكد ابراش ان المطلوب هو ان تمتد هذه الهبة الى كل المناطق، لافتا الى ان ما يرى لدى الاسرائليين هو هبة من قبل 6 مليون فلسطيني في خط 48 وفي الضفة والقدس و غزة.

ورأى استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر بغزة مخيمر أبوسعدة ان المنطق يقول انه مع استمرار الهبة الشعبية واعمال التظاهرات و الاحتجاج وعمليات الطعن و الدهس على مدار اسبوعين من الان يتطلب من القوى و القصائل الفلسطينية تشكيل قيادة موحدة لادارة المعركة مع اسرائيل ، فلا يمكن ان تترك هذه الهبة الشعبية بشكل عفوي وعشوائي بدوه ادارة من قبل الفصائل و القوى الفلسطينية، لافتا الى انه لابد من استمرار هذه الهبة في مواجهة الاحتلال والعمل على فضح إسرائيل على مستوى الإقليم و الدولي.

وقال ابو سعدة:  “من شأن هذه القيادة اولا ان تتفق الفصائل الفلسطينية على ان تبقى هذه الهبة هبة سلمية شعبية لا يتم فيها اللجوء الى السلاح لان اللجوء الى السلاح لن يكون في صالح الشعب الفلسطيني، ثانيا قيادة فلسطينية موحدة يعني ان هذه الهبة الشعبية يمكن لها ان تستمر في مواجهة الاحتلال وسياساته والا تقف عند هذه النقطة، ثالثا يجب ان يكون لهذه الهبة مطالب واهداف من الاحتلال والمجتمع الدولي”.

وبين انه بدون قيادة فلسطينية موحدة لا يمكن لهذه الهبة ان تتحول الى هبة منظمة، لافتا الى انه حتى هذه اللحظة يتم الحديث عن اعمال فردية من عمليات طعن بالسكاكين او عمليات دهس، حيث قال: “صحيح ان هناك شكل جماعي ومنظم من اشكال الاحتجاجات كما حدث في معبر ايرز او في البريج او بعض المدن في الضفة، لذلك حتى يمكن لهذه الهبة ان تتحول الى هبة منظمة قادرة على الاستمرار لابد من قيادة ولابد من احتضان الفصائل لهذه الهبة الجماهيرية”.

واوضح ان بداية الهبة الجماهيرية كانت عبارة عن اعمال فردية ولكن لا يمكن الجزم ان الفصائل الفلسطيني لم تدخل على خط التنظيم و الحشد و المناصرة، موضحا ان هناك ضغط من قبل بعض الفصائل الفلسطينية التي دخلت على الخط لدعم و اسناد المتظاهرين، حيث ان هناك تظاهرات شبه يومية تدعو لها الفصائل و القوى الفلسطينية.

واشار ابو سعدة ان اسرائيل تواجه مشكلة في وقف هذه العمليات الفردية ، ولكن سيكون امامها مشكلة اكبر في حال قامت الفصائل بتنظيم اعمال هذه الهبة على ان تبقى سلمية.

ولفت الى انه في حال تحويل هذه الهبة الى هبة مسلحة سيكون من السهل على اسرائيل توجيه ضربة عسكرية الى من وراء هذه الاعمال الاحتجاجية وهذه الهبة الجماهيرية.

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.