ملاحظات حول الهاشتاغ السعودي “فلسطين ليست قضيتي” / محمد النوباني

فلسطين ليست قضيتي - شبكة قدس الإخبارية

محمد النوباني ( فلسطين ) – الثلاثاء 28/4/2020 م …




بداية لا بد من الإشارة إلى ان هاشتاغ “فلسطين ليست قضيتي”الذي نشره مجموعه من المغردين السعوديين على “تويتر” لا يعبر عن موقف شرفاء ألشعب ألسعودي من قضيتنا ولذلك فإنه لن يؤثر قيد أنملة على قناعة شعبنا الراسخة بقومية معركته من أجل تحرير وطنه.

فالقوى الطليعية في الأمة إعتبرت منذ البدايات المبكرة للمشروع الصهيوني في فلسطين بأن القضية الفلسطينية هي قضيتها المركزية وجوهر ألصراع في المنطقة ليس إنطلاقاً من الواجب القومي فقط بل لأنها أدركت بأن ألمشروع ألصهيوني يريد أن يغتصب فلسطين ليجعل منطلقاً للوثوب على بقية البلدان العربية واحتلالها ومنها السعودية في إطار ما سمى بمخطط إقامة إسرائيل الكبرى.

ولذلك فإن المناضلين العرب الذين قدموا الى فلسطين لمساندة شعبها في قتاله ضد جحافل القوات البريطانية والعصابات الصهيونية في ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي، ومن ضمنهم سعوديون،، كانوا يناضلون أيضاً لمنع تمدد ألمشروع الصهيوني أفقياً في اقطارهم.

وهذا ينسحب أيضاً على التضحيات ألكبيرة التي قدمتها جيوش دول عربية مثل جيوش مصر وسوريا والأردن والعراق ولبنان والمغرب والكويت والجزائر. في الحروب العربية الأسرائيلية أبتداء من حرب العام 1948وحتى حرب 1973 ،فتلك الجيوش لم تقدم تلك التضحيات دفاعاً عن القضية الفلسطينية فقط وإنما عن عروبة وإستقلال بلدانها ايضا.ً

إن ألتذكير بهذه الحقائق ليس ترفا فكرياً بقدر ما هو ضرورة ماسة لأن بعض الزعامات والنخب السياسية والثقافية العربية المفرطة بحقوق شعوبها تلجأ كلما شعرت بأن سياساتها قد وصلت إلى طريق مسدود إلى توجيه غضب الناس في بلدانها بإتجاه الشعب الفلسطيني محملة إياه مسؤولية فشلها وإخفاقها إبتداء من الرئيس المصري الاسبق أنور السادات وحتى يومنا هذا.

فألسادات تولى حكم مصر بعد رحيل عبد الناصر وهي في قمة تطورها وإزدهارها ولما اصبحت في عهده متخلفة ومثقلة بالديون ومنهوبة من قبل قطط سمان وشعبها يعاني من شظف العيش ويسكن المقابر بعد حرب أكتوبر 1973 وجه غضب المصريين البسطاء إزاء الشعب الفلسطيني زاعماً بأن سبب ما يعانيه الشعب المصري من ازمات هو الخسائر التي لحقت بالإقتصاد المصري جراء الحروب التي خاضتها مصر من اجل فلسطين.

فقرر ألتخلي عن القضية الفلسطينية وزار القدس وعقد اتفاقية كامب ديفيد مع اسرائيل ولكننا بدلاً من نرى عودة روح للإقتصاد المصري وإرتفاع في مستوى معيشة المصريين رأينا أصحاب جيوب منتفخة ومزيدا من البؤس والشقاء من السادات مروراً بمبارك ووصولأً إلى السيسي.

وعلى نفس المنوال فقد رأينا ان الأنظمة العربية ألتي إنفتحت

على إسرائيل قد سحبت من التداول الحديث عن الخطر الأسرائيلي الحقيقي واستبدلته بالحديث عن خطر ايراني مزعوم معتبرة أن كل الجهود يجب أن تكرس لمحاربة إيران وليس لمحاربة اسرائيل.

وفي هذا الأطار فقد تم إتخاذ خطوات مهمة لنقل التطببع مع إسرائيل من السر إلى العلن وسمح لأصوات مشبوهة في بعض بلدان الخليج بشن هجوم اديولوجي مركز وممنهج على الشعب الفلسطيني بما فيها اتهامات باطلة له بأنه باع ارضه لليهود وأصبح عبئا.ً على العرب….الخ.

من هذا المنطلق فإنه يحق لنا بأن نستنتج وبدون تجني على احد بأن التغريدات ألتي نشرها مغردون سعوديون على تويتر في الايام الماضية تحت عنوان “القضية الفلسطينية ليست قضيتي” هي جزء من حملة منظمة تشن على الشعب الفلسطيني لأهداف سياسية وليس ردأً على رسم كاريكاتوري للفنان الفلسطيني محمود عباس حول هبوط اسعار النفط أعتبر مسيئا للسعودية.

ولكننا نحن الفلسطينيين وبصرف النظر عن الجهة التي تقف خلف هذا الهاشتاغ وسواء اكانت رسمية ام غير رسمية فإن قضية ألشعب السعودي كما هي قضايا كل الشعوب العربية تهمنا من زاوية انهم اشقاء لنا ومستقبلنا واحد ومصيرنا واحد ويتهددنا خطر واحد هو الخطر الصهيوني.

بقي القول ان بعض العرب قد استغلوا التطبيع الفلسطيني مع إسرائيل كذريعة لتطبيع علاقاتهم مع إسرائيل ولذلك فإن إلغاء أوسلو الذي كرس الاحتلال والاستيطان والحق بقضيتنا أضرارا ً فادحه من شأنه أن يسحب البساط من تحت اقدام المطبعين ألعرب ويعيد الإعتبار للقضية الفلسطينية التي هي قضية العرب الاولى شاء من شاء وأبى من أبى.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.