” سمسار البيت الابيض” يطالب الصين بدفع تعويضات مالية / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 1/5/2020 م …
حتى هذه اللحظة ورغم مرور نحو اربعة شهور على انتشار ” فايروس كورونا ” واجتياحه دول العالم مثلما الحق اضرارا بشرية واقتصادية هائلة بالعديد من الدول والشعوب وعطل ماكنة الحياة في ربوع المعمورة وبث الرعب في صفوف البشر حتى هذه اللحظة لم يتاكد بعد من المسؤول عن هذا الانتشار ومن الذي عمل على تصنيع هذا الفايروس القاتل وباي مختبرصيني او امريكي او غربي او في دولة اخرى تابعة لطرف دولي جرى العمل دون علمها على انتاجه لينتشرهذا الانتشار المريب سهوا او بصورة مقصودة .
كل هذه الامور كانت ولاتزال مجرد ” اتهامات ” وتكهنات” ولا بد من وجود الاعيب سياسية واقتصادية ومالية تختفي وراء ما يحصل من اتهامات دون وجود ” ادلة علمية قاطعة” تتحمل وزرها الصين التي اخذ كل من هب ودب يطالبها بالتعويضات وكان اول الشغوفين ب” المال” سمسار الولايات المتحدة الامريكية “ترامب وقد كشف عن نيته مطالبة الصين بمليارات الدولارات عندما ساله احد الصحافيين مؤخرا .
عودة الى اتهامات الصين للولايات المتحدة بالمسؤولية التي تتحدث عن تسريب هذا الفيروس الى مدينة ووهان نهاية العام الماضي من قبل وفد رياضي امريكي ضم عسكريين متخصصين شاركوا في بطولة اجريت في المدينة التي انطلق منها ” كورونا” واتخذوا من فندق مقرا لهم قرب سوق متخصص ببيع الحيوانات والاحياء المائية ثم دعمت موسكو نظرية الصين حتى ولو بصورة غير مباشرة عندما اشارت الى وجود ” مختبرات امريكية تابعة للجيش الذي يتكفل بدفع التكاليف في جمهورية جورجيا القريبة من الحدود الروسية الصينية” مختبرات متخصصة باجراء تجارب ” فايروسية” في اشارة غير مباشرة الى ان ” واشنطن” ربما تكون وراء ظهور ” فيروس كورونا”.
اما الحديث عن هذا الانتشار الذي اجتاح العالم هو حديث يعتمد على التكهنات ايضا فيمكننا القول طالما ان الامر غير مدعوم بادلة واضحة علميا عن منتج ومصدر الوباء” ويعتمد على الفرضيات ان الصين ربما ردت على منتج و مصدر ” الفيروس” الذي اراد الحاق الاذى بها جراء بروزها كقوة اقتصادية جبارة في العالم ولزمت الصمت بعض الوقت حتى تسرب ” كورونا ” وانتقل الى المصدر الاساسي للوباء والمتهم الاول” الولايات المتحدة” ووصلها سواء من اوربا او غيرها من منطلق ” علي وعلى اعدائي”.
انها ايضا مجرد تكهنات وفرضيات لكننا نلمس ان هناك اصرارا من بعض الاطراف الدولية على اتهام منظمة الصحة العالمية بالتقاعس او التباطؤ بالاعلان عن وجود ” فيروس” اسمه كورونا” او حتى اتهم البعض وخاصة الولايات المتحدة المنظمة الدولية بالتواطؤ مع الصين وهذا الاتهام هو الاخر ليس دقيقا او موثقا .
هناك من دعا الى اجراء تحقيق دولي لكن هذه الدعوات ووجهت برفض صيني شديد واعتبرتها بكين بمثابة ” تسييس” للمعضلة الجرثومية.
ترامب ليس بباله سوى ” الفلوس” وهو على استعداد لاختلاق الاسباب والمبررات من اجل ” حلب الاخرين” مثلما فعل مع السعودية ودول خليجية هرولت نحو ” واشنطن” دون تمحيص او تدقيق بما اوردته الادارة الامريكية متذرعة ب” بعبع ايران” وفتحت ” خزائنها” للادارة الامريكية من اجل الحصول على ” مئات المليارات من الدولارات وهاهو ترامب يعيد الكرة هذه المرة مع الصين ظنا منه سوف يحصل على ” صفقات مالية دسمة” بعد ان فتحت شهيته ” مليارات ال سعود وال خليفة وال نهيان “.
كانت وسائل الاعلام الغربية والامريكية تطلق مسمى ” نمر من ورق ” على الصين خلال فترة الحرب الباردة بين الشرق والغرب وكان بعض الصحفيين يردون على هذا الوصف ب” نمر من ورق لكن له انياب” .
اما الان بعد ان تحول ” النمر من ورق ” الى مارد عملاق اقتصاديا وعسكريا فان ترامب يسعى للحصول على الاموال اشبه ب الاتاوة ” من نمر حقيقي” وليس نمر من ورق وان انيابه لاتخفى على الادارة الامريكية ممثلة بجبروت الصين الاقتصادي الذي افزع سادة البيت الابيض بوقواتها العسكرية واسلحتها النووية فضلا عن موقع بكين في العالم على المستويين الاقتصادي والسياسي وغزت بصناعاتها حتى الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات .
فهل بمقدور شخص مهووس ب” المال” ان يفرض اتاوة على هذا النمر الذي بات يرتبط وينسق بالعلاقة على مختلف الاصعدة مع ” الدب القطبي” الذي بات يرعب هو الاخر الولايات المتحدة منذ تسلم الرئيس فلاديمير بوتين دفة القيادة نظرا لخبرته بدهاليز ساسة الغرب الاستعماري والاعيبهم واكاذيبهم منذ الحقبة السوفيتية ؟؟؟.
كل من لديه بصيرة يشعر ان الرئيس ترامب الذي يحاول ان يعمم تجربة ” الحلب” الناجحة مع انظمة خليجية وغيرها على الاخرين كلما شعر بالافلاس سوف يصطدم هذه المرة بعملاقين متجاورين هما ” نمر بانياب قاتلة و” دب قطبي ” اعتاد العيش والتكيف في احلك واصعب الظروف وليس امام ” الكلب الامريكي الا النباح” امام عملاقين سوف يلاحقان هذا الكلب المسعور الى عقر داره هذه المرة ولن يحصل على شيئ سوى الخيبة والخذلان اذا ارتكب حماقة اية حماقة ضد الصين.
الصين لن ترضخ لذلك لانظن وما امامها الا التصدي لمثل هذه المحاولات لابتزازها ماديا وما سيسفر عنها من صدام سواء كان عسكريا او” تامر على الخفيف” لتفتيت البلاد لانه بات من العسير على الولايات المتحدة ” ودول حلف ناتو” ان يطبقوا سيناريو يوغسلافيا السابقة على الصين في هذا الوقت لان الصين ليس صربيا وان الزمن لم يعد زمن” ناتو” كما ان بكين سوف تتصدى لاي استفزاز عسكري امريكي في بحر الصين وكان حادث طرد مدمرة امريكية تجاوزت على المياه الاقليمية الصينية قبل يومين بمثابة اختبار واشنطن الاول لمعرفة مدى رد الصين التي كانت رسالتها واضحة.
التعليقات مغلقة.