“إصبع مظفر النواب” من “ام عطا” الى “ام هارون”! / ديانا فاخوري

ديانا فاخوري ( الأردن ) – الثلاثاء 5/5/2020 م …




بشموخ المقاومين وقفت “ام عطا” تحمي المنزل القدسي ولم تنحني لعروض البيع .. طردت السمسار من هيكل البيت الصغير واهدت مفتاحه لذاك المقاوم، الطالب الكهنوتي من حلب، تعبيرا عن امتنانها وليذكّر أن في القدس له بيتا يحرسه!

اما “ام هارون” وصحبها واصحابها فرمز احوال عربية متردية تتمظهر جزئيا بهرولة تطبيعية مجانية تفتح الأبواب مشرعة على صفقة او صفاقة او صفعة القرن كاستثمار صهيواعروبيكي استراتيجي توسل سياسة الخطوة خطوة او القضم التدريجي من القدس الى الجولان فإسقاط صفة الاحتلال عن كل ماتغتصبه “اسرائيل” وإسقاط صفة “لاجئ” عن “الفلسطيني” ومحاصرة وكالة غوث اللاجئين إسقاطا لحق العودة، وفي الطريق إلصاق تهمة الإرهاب بقوى المقاومة والتحرير من غزة الى القدس، ومن سوريا الى ايران. وها هم يحاولون إنجاز هيكل دولي صوري لتمويل الصفقة من أموال العرب .. لكأن عمر ابو ريشة يأبى أن يفارقنا اليوم، فنستذكر قوله (بقوسين او من غيرهما):

“ان خوطبوا كذبوا او طولبوا غضبوا/

او حوربوا هربوا او صوحبوا غدروا//

خافوا (من ام عطا) على العار ان يمحى فكان لهم//

على (البرّين والبحرين) لدعم العار (او غسله وتبييضه) مؤتمر (وتلفزيونات، ونشرات، وبرامج، وأعلام، ومسلسل)!!

ناموا على بهرجِ الدنيا وما علموا//

 أنّ الفراشَ على المصباح ينتحرُ//

لم تبخل أقلام المقاومين عن الرد، ولم يتلكأ إعلام الأحرار في التصدي .. ولعل إسهامي اليوم ان يعيد التركيز على حقيقة ان جميع أفراد الاحتلال الاسرائيلي طرأ وقاطبةً (من “جولدا” الأوكرانية الى “ام هارون” الشارونية) لا علاقة لهم إطلاقا وأبدا والبتة ب”بني اسرائيل”، احدى شعوب العرب البائدة (شعوب الجاهلية الاولى) كما أُجدد التأكيد ادناه ..

قليل من التاريخ لا يُحزن قلب الانسان ولا يُشقي الروح! 

لنعد الى مؤتمر كامبل بنرمان، ذلك المؤتمر الإمبريالي الذي انعقد في لندن بدعوة سرية من حزب المحافظين البريطاني بعد ان زكمت ألانوف رائحة النفط في المنطقة! هدف المؤتمر إلى إيجاد آلية تحافظ على تفوق الدول الاستعمارية ومكاسبها إلى أطول أمد ممكن. وقدم المحافظون فكرة المشروع لحزب الأحرار البريطاني الحاكم في ذلك الوقت. وضم المؤتمر الدول الاستعمارية حينها وهي: بريطانيا، فرنسا،هولندا، بلجيكا، إسبانيا، إيطاليا. وفي نهاية المؤتمر عام 1907، خرجوا بوثيقة سرية سموها “وثيقة كامبل” نسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك هنري كامبل بانرمان. خلص المؤتمرون إلى نتيجة مؤداها: “إن البحر الأبيض المتوسط هو الشريان الحيوي للاستعمار لأنه الجسر الذي يصل الشرق بالغرب والممر الطبيعي إلى القارتين الآسيوية والأفريقية وملتقى طرق العالم، ومهد الأديان والحضارات، أيضاً”. اما إشكالية هذا الشريان فتلخصها الوثيقة: “ان شواطئه الجنوبية والشرقية بوجه خاص تضم شعبا واحدا تتوفر له وحدة التاريخ والدين واللسان” .. و أسترسل المؤتمرون ان خطورة الشعب العربي تكمن في وحدة التاريخ واللغة والثقافة والهدف والآمال وتزايد السكان .. ولم ينس المؤتمر أيضاً، عوامل التقدم العلمي والفني والثقافي، ورأى ضرورة العمل على ابقاء وضع المنطقة العربية متأخرا، وعلى ايجاد التفكك والتجزئة والانقسام وإنشاء دويلات مصطنعة تابعة للدول الأوروبية وخاضعة لسيطرتها. ولذا دعوا الى فصل الجزء الأفريقي من المنطقة العربية عن جزئها الآسيوي بإقامة الدولة العازلة Buffer State لتكون بمثابة حاجز بشري قوي وغريب ومعاد لشعب المنطقة ومصادق للدول الأوروبية. وهكذا قامت إسرائيل بهدف تفكيك وتشظية وتفتيت وتجهيل شعوب هذه المنطقة وحرمانها من الدعم ومن اكتساب العلوم والمعارف التقنية ومحاربة أي توجه وحدوي فيها (الشريف حسين في مطلع القرن العشرين، وعبد الناصر في نصفه الثاني، والاسدان بعدهما- مثلاً)!

اما إسرائيل فكان من الممكن أن تنشيء كيانها المحتل (وطنها القومى كما تقول) في أوغندا أو الأرجنتين كما كان مطروحا قبل فلسطين لولا صدفة النفط في منطقتنا! وها هو المؤرخ اللبناني الراحل، د. كمال الصليبي، يطرح في كتابه “التوراة جاءت من جزيرة العرب”، الذي صدر في العام 1985نظرية “خطأ تحديد جغرافية الحدث التوراتي”، التي تتلخص بوجوب إعادة النظر في “الجغرافيا التاريخية للتوراة”، حيث يثبت أن أحداث “العهد القديم” لم تكن ساحتها فلسطين بل أنها وقعت في جنوب غربي الجزيرة العربية .. كما حاول د. الصليبي، في كتابه “خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل”، الذي صدر في العام 1988 التأكد من صحة الجغرافيا التاريخية للتوراة، وتصحيح ما ورد من تفاصيل في كتابه السابق “التوراة جاءت من جزيرة العرب”، وهو، هنا ، يعيد النظر في عدد من قصص التوراة المألوفة على ضوء جغرافيا الجزيرة العربية إذ يلحظ أن الأكثرية الساحقة من أسماء الأماكن التوراتية لا وجود لها في فلسطين والقليل الموجود هناك لا يتطابق من ناحية الحدث مع تلك المذكورة بالأسماء ذاتها في التوراة .. ويقدم الصليبي، في كتابه “حروب داوود: الأجزاء الملحمية من سفر صموئيل الثاني مترجمة عن الأصل العبري”، الذي صدر في العام 1990ترجمة جديدة لأخبار الحروب التي خاضها داوود حين كان ملكا على “جميع إسرائيل” (1002 _ 962 ق م تقريبا)، كما هي مروية في الأصل العبري لسفر صموئيل الثاني من التوراة .. ولم يتخل الصليبي في كتابه الأخير [عودة إلى “التوراة جاءت من جزيرة العرب” – أورشليم والهيكل وإحصاء داود… في عسير] الذي صدر في العام 2008 عن اطروحته مصححاً قراءات واجتهادات سابقة عن هذه المواضيع مستندا في ذلك كله إلى أدلة اكتشفها في مجالي اللغة والآثار، وقام بمقارنتها بالمألوف والسائد من “الجغرافيا التاريخية للتوراة”!

اما بنو اسرائيل فمن شعوب العرب البائدة، اي من شعوب الجاهلية الاولى، الذين كان لهم بين القرن الحادي عشر والقرن السادس قبل الميلاد، ملك في بلاد السراة. وقد زال هذا الشعب من الوجود بزوال ملكه، ولم يعد له اثر بعد ان انحلت عناصره وامتزجت بشعوب اخرى في شبه الجزيرة العربية وغيرها .. اما اليهودية فديانة توحيدية وضعت أسسها أصلا على أيدي أنبياء من بني اسرائيل (وهم عرب من شعوب الجاهلية الاولى) وانتشرت على أيديهم اول الامر ثم استمرت في الانتشار بعد زوالهم وانقراضهم كشعب!

وبعد، لو كانت البطاطا إذن هي المنتج الرئيسي في المنطقة والأرض تعبق برائحة الفل (لا النفط)، هل كان للكيان المحتل ان ينشأ في فلسطين؟!

وبقوة الحجج الموضوعية – رغم تغلب النزعة البراغماتية لديهم بالتحليل النهائي – استدعي هنا “بعض شهود من أهلها” يؤكدون عدم أحقية اليهود الإسرائيليين في أرض فلسطين، وذلك كونهم شعب اتٍ من الكتاب المقدس، أي أن هذا شيء خيالي تم اختراعه بأثر رجعي لا تتطبق عليه مفاهيم او معاني او دلالات “الأمة” او”الشعب” او”القومية” او”الإثنية” أو اي من مكونات “الثقافة الإثنوغرافية” .. لا وجود لتجانس بيولوجي بينهم سيما وقد اعتنق الديانة اليهودية كثيرون في شمال إفريقيا واسبانيا ومناطق مختلفة من العالم بما فيها مملكة الخزر .. لم ولا يجمعهم سوى الدين او الثقافة الدينية .. وفي ظل تبلور الحركات القومية في أوروبا تم اختراع هذا الشعب اعتباطا. أما عن تهجير اليهود بالتزامن مع دمار الهيكل الثاني عام 70 م فان هي الا اسطورة مسيحية تسربت تدريجيا إلى الإرث اليهودي وجرى استنساخها بقوة داخل الفكرة الصهيونية .. فالرومانيون لم يقوموا قط بنفي “شعوب”. كذلك، فإن الآشوريين والبابليين لم يلجأوا في تاريخهم إلى إبعاد السكان الخاضعين لاحتلالهم .. كما أن مصطلح “منفى” وضع في القرن الثاني والثالث الميلاديين وقد عنى عملية استبعاد سياسية للبعض وليس عملية اقتلاع من البلاد.

فها هو شلوموساند (Shlomo Sand) بمؤلفاته الثلاث: “اختراع الشعب اليهودي”، “اختراع ارض اسرائيل”، “كيف توقفت عن كوني يهوديا/كيف لم أعد يهوديا”

(The Invention of the Jewish People,The Invention of the Land of Israel, How I Stopped being a Jew)

ونورمان فينكيلشتاين (Norman Gary Finkelstein) مؤلف: “صناعة الهولوكوست”

(The Holocaust Industry: Reflections on the Exploitation of Jewish Suffering)

وإسرائيل شاحاك (Israel Shahak) مؤلف: “الديانة اليهودية، التاريخ اليهودي، وطأة ثلاثة آلاف سنة”

( Jewish History, Jewish Religion: The Weight of Three Thousand Year)

وارثر كوستلر (Arthur Koestler) مؤلف كتاب: “امبراطورية الخزر وميراثها، القبيلة الثالثة عشرة”

(The Thirteenth Tribe)

الى جانب كمال الصليبي (Kamal Salibi) في كتبه خاصة: “التوراة جاءت من جزيرة العرب”، “خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل”، “البحث عن يسوع – قراءة جديدة في الأناجيل”

,The Bible Came from Arabia, Secrets of the Bible People, The Historicity of Biblical Israel)

Who Was Jesus?: Conspiracy in Jerusalem)

وروجيه غارودي (Roger Garaudy) في مؤلفه: “الأساطير المضللة للسياسة الأسرائيلية”

(The Founding Myths of Israeli Politics)

يؤكد هؤلاء جميعا ويوثقون ان اليهود لم يكونوا يوما امة قومية من أصل عرقي واحد او مشترك، بل هم مزيج من جماعات مختلفة تبنت الديانة اليهودية .. اما القومية اليهودية فان هي الا ميثولوجيا جرت فبركتها لتبرير وتمرير إقامة الدولة الإسرائيلية/اليهودية فاسرائيل لم تقم بفعل جدلية التاريخ او التقاطع الجيوبولتيكي، بل بفعل صدفة النفط .. ليس باسم الله، بل باسم النفط، وربما الغاز، حطت اسرائيل سفاحا، كيانا مسخا .. لم يكن باسم الله انتزاع فلسطين من الخارطة العربية قربانآ ليهوة، وليس باسم الله يتوالى تقديم القرابين الى يهوة وآخرها – على سبيل المثال – مشروع ترامب المزمع اسناد او إنقاذ اسرائيل بسبعة آلاف دولار في الدقيقة الواحدة!

اما نحت الزمن اليهودي وتزييف الحقائق وفقا للمصالح والأهداف السياسية والأغراض الاستراتيجية فحرفة مزوري التاريخ المعتمدين من الحركة الصهيونية الذين دأبوا على اختراع وعي جديد لليهود، بكل ما يتطلبه ذلك من رموز قومية مثل: العلم، النشيد القومي، لباس، وأبطال، ولغة والطوابع البريدية باعتبارها أدوات مهمة “لاختراع الشعب” .. وفي استجابة للهواجس التوراتية التلمودية تراهم مغالون في تشكيل الشخصية اليهودية لاهوتيا لتبلغ أرض الميعاد وتغطي الكرة الأرضية بكافة زواياها متجاوزة “كلاسيكية الفرات والنيل” تمثلا بيهوة ونفيا للآخر .. وهكذا برز مفهوم جديد هو “الشعب الإسرائيلي” ليصبح “شعب يهودي” في سياق التحولات التي تحرص الصهيونية على استكمالها نحو “دولة يهودية” تجسد إلغاء الأغيار والاستيلاء والاستعباد خرقا للمعاهدات وتوسلا لضغوطات مالية واعلامية وعسكرية!

اما “حارس القدس _ المطران هيلاريون كبوجي” فيعيدني لبعضٍ من كتاباتي:  “المسيحيون العرب في صفقة القرن.. وتوطين مقابل توطين”، مثلا!

قلتها مرارآ: “كما المسيحيون العرب كذلك العروبة! يرى البعض في غياب المسيحيين العرب عن المشهد العربي غيابآ لفكرة الدولة العصرية والتنوع الثقافي والتعددية والديمقراطية .. أما أنا فما زلت أكرر أن غياب المسيحيين العرب عن المشهد العربي يعني غياب المشهد العربي برمته .. فلا تفرغوا الشرق من مسيحييه, وبالتالي من عروبته, تبريرآ ليهودية الدولة!”

أما اليوم فأدعوكم لمراجعة مراسلات ديفيد بنغوريون (David Ben-Gurion) / موشية شاريت (Moshe Sharett) حيث يبدو التخوف من النموذج اللبناني بصناعته العربية المسيحية .. و حيث تتمثل لعنة المسيحيين العرب في دورهم البناء نحو الدولة الحديثة و تكريسآ لعبقرية التنوع .. فلا بد اذن من اقتلاع هذا النموذج (التنوع في الوحدة) ولا باس باقامة دولة مسيحية صرفة تحرس حدود اسرائيل الى جانب دويلات مذهبية سنية و شيعية و ربما درزية صافية!

المسيحيون هم أبناء المنطقة ولدوا وعاشوا فيها منذ أكثر من ألفي سنة وعروبتهم لا جدال فيها ..في القدس بدأت المسيحية, والسيد المسيح هو ابن مدينة الناصرة .. وفي حلب و حوران وانطاكية بنيت أول الكنائس .. المسيحيون هم العرب الغساسنة في حوران والمناذرة في العراق .. منهم جاءت قبائل تنوخ وبكر وربيعة وبنو تميم وطي وبنو كلب .. ساهموا باقامة الدولة العربية الأولى (الدولة الأموية) كما كان لهم دورهم في عصور النهضة العربية .. نبغوا في الشعر والحكمة والخطابة, ونقلوا علوم اليونان وحكمتهم الى العربية .. وكان لهم شأن كبير في العصر الحديث ولا سيما في الصحافة والأدب والفكر والشعر ..أصدروا اوائل الصحف باللغة العربية في الأستانة ومصر وبلاد الاغتراب .. وهم من أسس حركات التحرر الوطني في سوريا و لبنان و فلسطين, وساهموا في بلورة الفكر القومي العربي و نشره ..

وفيهم قال شاعر الرسول, حسان بن ثابت:

لله در عصابة نادمتهم يومآ // بجلق في الزمان الأول

والخالطون فقيرهم بغنيهم // والمنعمون على الضعيف المرمل

أولاد جفنة حول قبر أبيهم // قبر بن مارية الكريم المفضل

بيض الوجوه كريمة أحسابهم // شم الأنوف من الطراز الأول

فلا تفرغوا الشرق من مسيحييه, وبالتالي من عروبته, تبريرآ ليهودية الدولة!

واذكروا ما قاله أمنون كابيليوك (Amnon Kapeliouk): “في ضوء ما حدث عام 2000، لم يعد هاجس الأنبياء باسرائيل ازالة حزب الله فقط وانما ازالة لبنان بكليته”! واستكمالآ للصورة كان لابد من استكمال تفريغ المنطقة من مسيحييها سواء من خلال صيغة Islam Light أو بالعودة لصيغة القاعدة و مشتقاتها .. و ها هم يستميتون تسويقا لصفقة او طبخة او صفعة القرن عارضين – مقابل إلغاء حق العودة بتوطين الأخوة الفلسطينيين  – مئات المليارات من “دولاراتنا” و استعداد أوروبي ـ أميركي لاستقبال مسيحيي المشرق العربي .. فهل هو توطين مقابل توطين؟!

و بالعودة الى تراثنا أقول: “ألا ان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين, بين السلة أو” اغواء الهجرة .. هيهات منا الهجرة, هيهات منا الهجرة .. ولعلي بهذا أرد على التساؤل الذي يطرحه البعض بخصوص مصير المسيحية والمسيحيين في الشرق .. فلسنا بالمارين بين الكلمات العابرة .. هنا, على صدوركم (أعني الحلف الصهيواعروبيكي بتغطية اسلاموية) باقون كالجدار .. وفي حلوقكم كقطعة الزجاج, كالصبار .. انا هنا باقون, فلتشربوا البحرا .. هنا, لنا ماض. وحاضر, ومستقبل .. يا جذرنا الحي تشبث, واضربي في القاع يا أصول .. فنحن نعرف كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء.

أما فقه المقاومة والتحرير فبالضرورة ينصر المسيحيين العرب في معركتهم الوجودية, وهو بالضرورة يكمل مكارم المقاومة الشيوعية/القومية/الوطنية بكل معانيها و أبعادها .. بالفقه و بالفعل .. بفقه المقاومة والتحرير, وبفعل المقاومة والتحرير ينتعش ويزدهر الوجود المسيحي الذي يعطي العروبة معناها وماهية وجودها و يشكل بذلك مصدر القلق الوجودي لاسرائيل مسقطا صفقة القرن!

نعم، نحن محكومون بالنصر – نحن امام احد خيارين لا ثالث لهما: فأما النصر وأما النصر .. و”إصبع مظفر النواب الوسطى” بحيثيتها ورمزيتها لهم بالمرصاد ليلاً، ونهاراً ايضاً .. فلا هجمة الركود الحالي، ولا تحالف كوفيد التاسع عشر مع المحور الصهيواعروبيكي ومفرزاته وانعكاساتها في وعلى الداخل اللبناني اقتصاداً وسياسة، مثلاً .. ولا المهام النضالية في الخارج بقادرة على ازاحة البوصلة عن فلسطين من النهر الى البحر ومن الناقورة الى ام الرشراش سيما وان “طائر الصدى” مازال يصرخ في صحراء العرب ويستصرخ ان اسقوني يا قوم، بربكم اسقوني!

الدائم هو الله، ودائمة هي فلسطين!

نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..

 ديانا فاخوري

كاتبة عربية اردنية

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.