أردن المحبة / هيا منير كلداني
هيا منير كلداني ( الأردن ) السبت 17/10/2015 م …
هل تذكرون هذا الاسم “الكاهن وليم اليعقوب العزيزات”؟
في عام ١٩٨٥ توّفي الكاهن الشاب وليم اليعقوب، لكنه ما زال حياً بيننا، فأعضاؤه زرعت في أجساد أربعة أردنيين ممّن كانوا ينتظرون الموت بهدوء. هذا المسيحي وعائلته تبرعت بقلب ابنهم وليم، قرنيّتيه وكليتيه، لأربع عائلات مسلمة شقيقة. هذا هو الأردن.
هل تذكرون ابن عمه “الدكتور نورس اليعقوب العزيزات”؟
استشهد هذا الشاب الدكتور عام ١٩٦٧ دفاعاً عن أرض فلسطين جنباً إلى جنب مع أشقائه العرب.
هذا المسيحي وعائلته لم يترددوا يوماً بالدفاع عن تراب الوطن، وتلبية أي نداء وطني، شعارهم دائماً “الوطن أولا”.
القائمة تطول يا شعب الأردن بوطنية هؤلاء المسيحيين ومحبتهم لأردنّهم الغالي! وأعتذر للآخرين بعدم ذكر أسمائهم، وسأكتفي بما تبادر لذهني فوراً: أقربائي وعمومتي، وليم ونورس.
لا تتركوا الذاكرة تخونكم، ولا تسمحوا لكلام السم يجعلنا أعداءكم -الوهميين- أنتم إخوتنا ونحن إخوتكم في هذا الوطن الصغير الذي يتسع لنا جميعاً ويحبنا..
همومنا واحدة، نريد أفضل التعليم لأبنائنا وبناتنا، نريد الكرامة لأبنائنا وبناتنا مثلكم يا أشقاءنا ، نريد الكرامة والنجاح لهذا الوطن ونسعى له، نحن في ذات قارب الهموم والقلق، نحن في ذات الخندق، نحن أردنيون.
نحن مثلكم نؤمن بإله واحد ونؤمن بالمحبة والتسامح.
نحن مثلكم، نحزن ونبكي لأحزاننا وأحزانكم، نضحك ونفرح لأفراحنا وأفراحكم.
لا تسمحوا للسموم بتعطيل العقل والمحبة، وليكن الولاء للوطن ولأبناء هذا الوطن.
كلنا أبناء هذه الأرض، سنموت بها، ولها وعليها.
لن نتوّقف عن حب هذا الوطن، ولن نتوقّف أو نيأس عند رؤية حجم هذا السم وكيف يُحقن بعدة أشكالٍ بيننا، وسنحاربه معاً.
وإن كانت كلماتي في مقالات سابقة غير تجميلية ومباشرة، فهذا من غيرتي وقهري وحزني ومحبّتي لوطني، واستيائي ممّن يحاولون قتل العقول! وتجهيل الأجيال ونشر الكراهية.
لا تلوموا العقل إن صرخ مستنجداً، ولا اللسان مُدافعاً، بل ابحثوا عن الألم المستتر وراء هذه الكلمات…
التعليقات مغلقة.