بعد أربع أعوام من الحرب على سورية ..سورية تنتصر وأعدائها يتساقطون / هشام الهبيشان
هشام الهبيشان ( الاردن ) السبت 17/10/2015 م …
بالبداية ، يجب عدم إنكار أن الحرب على سورية التي كانت رأس الحربة لها الولايات المتحدة الأميركية وربيبتها بالمنطقة “إسرائيل” الصهيونية وفرنسا وبريطانيا وشركاؤها من الأتراك وبعض القوى الصغيرة والأدوات الأخرى بالمنطقة، قد ساهمت بشكل كبير بمرحلة ما في إضعاف الدولة السورية، وقد كادت كثافة الضغط على الدولة السورية أن تؤدي إلى إسقاط الدولة السورية ككل بحالة الفوضى، لولا حكمة العقلاء الوطنيين من الشعب السوري بغض النظر عن مواقفهم السياسية، وقوة وتماسك الجيش العقائدي العربي السوري، وقوة ومتانة التحالفات الإقليمية والدولية للدولة السورية مع “روسيا – إيران”، فهذه العوامل بمجموعها ساهمت في صد أجندة وموجات هذه الحرب الهادفة إلى إغراق كل الجغرافيا السورية بحالة الفوضى.
اليوم يمكن قرأة واقع سورية المعاش بهذه المرحلة، وبعيداً عن حروب الإعلام وكلام المتآمرين وشركاء الحرب على سورية ومع مرور أربع أعوام ونصف العام على حرب أميركا وحلفائها على سورية ،فيتضح في أحيان كثيرة أن الأحداث والمواقف المتلاحقة للمتابع لأحداث الحرب “المفروضة” على الدولة السورية، بأن الدولة السورية استطاعت أن تستوعب وتتكيّف طيلة أربع أعوام ونصف العام مضت مع موجات عدوانية “عسكرية –اقتصادية- اجتماعية – ثقافية -إعلامية – دموية”، ومجموع هذه الأنماط هزم وكسر على أبواب الصخرة الدمشقية والسورية الصامدة.
اليوم ومع مرور مايزيد على أربع أعوام ونصف العام من الحرب على الدولة السورية،نرى بوضوح أن الدولة العربية السورية قد عادت مجددآ وبدعم من حلفائها لإسترداد زمام المبادرة ،ونرى بوضوح حقيقة إستعادة الجيش العربي لزمام المبادرة العسكرية وبدعم من حلفائه ، فالجيش العربي السوري يستكمل اليوم حسم جملة معارك في ريفا ادلب الشمالي والغربي وريفا حماه الشمالي والغربي وريف اللإذقية الشمالي ومدينة حلب وكافة مناطق إريافها وخصوصآ ريفها الشرقي والشمالي الشرقي والجنوبي الغربي، انتقالاً إلى حسم جملة معارك بمحيط العاصمة دمشق بريفيها الشرقي والغربي وبمناطق واسعة من جنوب سورية بارياف درعا الشمالية والشرقية والجنوبية الغربية وريفا القنيطرة الشمالي والغربي ،وريفا حمص الشمالي والجنوبي الشرقي .
هذه الإنجازات التي يحققها الجيش العربي السوري وبدعم من حلفائه لا يمكن إنكار دورها بالتأثير بشكل إيجابي في مجمل الوضع العام للمعادلة الداخلية السورية، وهنا لا يمكن كذلك إنكار حجم ودور الرد السوري السياسي والإعلامي السريع وبحرفية تزامنآ مع إنجازات الجيش العربي السوري بالميدان، فتسارع هذه الأحداث وتعدد جبهات القتال على الأرض والانتصارات المتلاحقة للجيش العربي السوري بمختلف جبهات القتال وانكسارات وتهاوي المجاميع المسلحة وداعميها، سيزيد بشكل واسع من ثقة المواطن السوري بدولته ونظامه وجيشه.
كما أنه في هذه المرحلة تحديداً لا يمكن إنكار حقيقة أن حرب أميركا وحلفائها على سورية ما زالت مستمرة، ولكن مع كل ساعة تمضي من عمر هذه الحرب فإن أميركا وحلفاءها يخسرون أكثر مما تخسر سورية بهذه الحرب، والأميركيون يدركون هذا ويعرفون أن هزيمتهم في سورية سيكون لها مجموعة تداعيات مستقبلاً، فاليوم أميركا مجبرة على استمرار حربها على سورية إلى أمد معين ولكن لن يطول هذا الأمد، فهي اليوم بين خيارين لا ثالث لهما، إما الحرب العسكرية المباشرة بسورية، أو الاستدارة بموقفها بشكل كامل للتفاوض العلني مع الدولة السورية، وبالخيارين كليهما أميركا خاسرة، وهذا ما يؤكد أن الصمود السوري على مدى أربع أعوام ونصف العام قد وضع أميركا بأزمة حقيقية وحالة غير مسبوقة من الإرباك بالسياسة الخارجية للإدارة الأميركية، وهي أزمة ستكون لها تداعيات مستقبلية وستطيح بكل المشاريع الصهيو – أميركية الساعية إلى تجزئة المنطقة ليقام على أنقاضها مشروع دولة “إسرائيل” اليهودية التي تتحكم وتدير مجموعة من الكانتونات الطائفية والعرقية والدينية التي ستحيط بها بحسب المشروع الأميركي.
ختاماً، إن صمود سورية اليوم عسكرياً، ودعم حلفائها لها عسكريآ واقتصاديآ ،تزامنآ مع توسع الجيش العربي السوري بعملياته لتحرير الأرض مدعوماً ومسنوداً من قاعدة شعبية تمثل أكثرية الشعب السوري، هذه العوامل بمجموعها ستكون هي الضربة الأقوى لإسقاط أهداف ورهانات الشركاء بالحرب على الدولة السورية ،والمؤكد هنا أن الإيام القادمة ستحمل مزيدآ من الإنتكاسات والهزائم لاعداء سورية ..ومزيدآ من الإنتصارات لسورية وجيشها العربي ولحلفائها ..
*كاتب وناشط سياسي – الأردن.
التعليقات مغلقة.