لقاء ( قديم ) مع المناضلة الفلسطينية ليلى خالد بعمان / رانية مرجية

ليلى خالد .. أيقونة النضال الفلسطيني المتشحة بالكوفية

رانية  مرجية ( فلسطين ) –  السبت 9 / أيار ( مايو ) / 2020 م …




صفعةٌ فدفعةٌ فرصاصٌ فأشلاء- رانية مرجية – المجلة الثقافية الجزائرية رانية مرجية

  • نشرت هذه المقابلة لأول مرة عام 2010 م ، ونحن نعيد نشرها نظرا لأهميتها والروح الحميمية التي كتبت بها …

** بعد اجراء المقابلة بساعات ونشره على موقع ” بكرا ” الرقابة الاسرائيلية منعت نشر المقابلة وغضبت غضب شديد من ادارة الوكالة لذلك قررنا نشره على اكبر قدر ممكن من الشبكة العنكبوتية.

في طريقي إلى بيت المناضلة الفلسطينية اللبنانية العريقة والجميلة والإنسانة الإنسانة ليلى خالد الواقع في ضاحية الحسين بقلب عمان انتابتني حالة من الفرح الممزوجة بالدموع والحب والعنفوان وكلما اقتربنا من بيتها كانت تتفاقم نبضات قلبي حبا وفرحا وفخرا لأني أخيرا سألتقي بمناضلة حقيقة علمتنا أن لا عودة عن حق العودة وان المقاومة حق مقدس لاسترجاع الوطن والأرض والكرامة , وصلنا إلي بيتها وقامت باستقبالنا من الشارع بابتسامة عريضة بحجم حبها لحيفا ولبيروت هي وكلبها المخلص الأمين زعتر ودخلنا بيتها الأشبه بتحفة فنية فلسطينية أصيلة مزركشة بصور لرموز الوطن وأبسل مناضليه ولعل أهم الصور لتي لفتت انتباهي كانت لكل من حكيم الثورة الفلسطينية ومؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ابن اللد المناضل الحي فينا الدكتور جورج حبش .المناضل والشهيد ابو علي مصطفى, الذي شغل منصب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وكان أول زعيم سياسي فلسطيني من الصف الأول يتم اغتياله من قبل الإسرائيليين خلال انتفاضة الأقصى. إذ استشهد بتاريخ 27/8/2001، إثر قصف جوي استهدف مكتبه في مدينة رام الله. وغيرها من صور وتحف فلسطينية نادرة لها قيمتها الدلالية والرمزية لعل أهمها حجر قرميد من بيتها في حيفا الواقع في حي الهدار كان قد احضرها لها احد الصحفيين الأجانب

اعترف أن لقاءنا كان مختلف عن أي لقاء صحفي أجريته فقد كان همي الأول والأخير أن استمد منها جرعة من المقاومة وجرعة من الصمود وجرعة من الشجاعة وجرعات من الأمل والإيمان بغد مشرق وجميل يبشر بقدوم دولة فلسطينية حرة موحدة وديمقراطية .

عن نضال المرأة قالت المناضلة ليلى خالد:

نضال المرأة هو جزء من نضال شعب لأنها جزء من الشعب وفي حالة الحرب يزداد وفي حالة الانحسار ينحسر, في كل التعرجات التي تمر فيها الحركات الوطنية تتأثر المرأة أي أفكار, أو محاولات لفصل نضال المرأة عن شعبها يعتبر نضال قسري. في المرحلة الحالية نشهد انحسار للحركة الوطنية الفلسطينية والعربية لأسباب موضوعية وذاتيه أهم هذه الأسباب حالات الانحدار والانحراف في القيادة الفلسطينية من خلال موافقتها على اتفاقات اوسلوا ونهج التعاون مع العدو الصهيوني هذا احدث زلزال والحركة الوطنية تراجعت إضافة إلى الانقسام الذي حصل الذي احدث انفصال ضار في المشروع الوطني فنحن امام حالة صعبة معقدة في مواجهة عدو , عمليا نحن نواجه أسوء حكومة , كلهم سيئين حكومة اليمين المتطرف المتشدد حكومة الإرهابيين حكومة الاستيطان والاغتيالات الفاشية لكن هذه الحكومة تعيش بمأزق

وفي هذه الظروف يصبح نضال المرأة معقد. فالمرأة مضطهدة على ثلاثة أصعدة

1.قومياً مثلها مثل الرجل

  1. طبقياً من خلال سلطة موجودة
  2. واجتماعياً

فنضال المرأة هو نضال مركب ثلاثي الأبعاد في ظل هذا التعقيد تزداد الأمور صعوبة والشعب الفلسطيني بما فيهم النساء لن يتخلوا عن المقاومة بأشكالها المختلفة . وأنا لا أتحدث فقط عن مقاومة مسلحة إنما مقاومة بكافة الأبعاد

صراع على كافة الأصعدة سواء العسكرية والاقتصادية والسياسية والثقافية

فبطبيعة الحال لا نستطيع تجزيء مسائل نضال المرأة الفلسطينية في كافة المواقف فظروف الواقع الذي يعيش النساء في ال 48 مختلفة في الضفة والقطاع والشتات, وأضافت نضال المرأة يحتاج لشريك فريد وروافع وما لم تكن الروافع متينة سيبقى نضال المرأة مغيب ومع هذا أنا لا أرى الصورة قاتمة إلى الأبد هناك أمثلة حية لنضال المرأة امرأة تحتضن الأشجار أمام الدبابات . امرأة أخرى في القدس تنصب خيمة في القدس و7 مرات يزيلوها اسمها أم كامل الكردي حاول الجيش والمستوطنين أن يرهبوها خلال المحاكم وعندما فشلوا حالوا أن يرغبوها وعرض عليها أكثر من 15 مليون دولر ورفضت الخنوع وترك خيمتها, أنها حالة مقاومة اجمع عليها الجميع فكل الشعب الفلسطيني واقف معها لمهاجمة هجمة المستوطنين

هناك نساء موجودة في السجون لا زالوا يتحدون السجان هنالك نساء يقودون المظاهرات في بلعين الناصرة غزة رأينا كيف النساء في عام 2008 ذهبن لفك الحصار عن المسجد الأقصى المبارك حين حاصرة الجيش الإسرائيلي النذل. كل هذه نماذج وشواهد تدل على أن النساء لا تتخلى ولن تتخلى عن النضال حتى وان لم نعد نرى نضال مسلح فهنالك نضالات أخرى لا تقل أهمية ومع هذا لا يحسم الصراع مع هذا العدو إلا القوة المسلحة

عن العودة قالت:

كما أراك الآن أرى حيفا وارى فلسطين كلها أنا مؤمنة أننا سنعود يوما وان شعبنا سينتصر على هذا الظلم اذا انا لم اعد حتما أولادي سيعودون يوما أو أحفادي. قبل 60 عاما ما كان حد يحلم أن تحدث مقاومة حدثت مقاومة ومن أشكال المقاومة اندلاع الانتفاضة الأولى أكان احد يحلم بالانتفاضة.

عن سبب رفضها للعودة رغم إتاحة الفرصة لها قالت: لقد منعوا زوجي وأولادي من العودة كون زوجي مبعد وطبيعي ان لا اترك زوجي وأولادي يتحسرون علي بالأردن وأعود فإما أن نعود جميعا أو نبقى معا حتى وان كنا سنبقى بالاردن

عن انخراط ممثلي الأحزاب العربية بالبرلمان الإسرائيلي قالت:

انا ضد الدخول للكنيست من حيث المبدأ لأن هذا يمثل زور برلمان الاحتلال فقد مضى 62 عاما هنالك وجهات نظر متعددة لدى قيادات عديدة لاستخدام المنبر ولكني أحب أن اذكر الجميع بما حدث مع المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة. الشعوب تستعمل كافة المنابر للدفاع عن حقوقها الكنيست ليست منبر الفلسطيني وحتى ان وجد في الكنيست 35 عضو عربي لا يستطيعوا أن يغيروا بالقوانين ممكن تحصيل مواقف, لا أرى الكنيست المكان المناسب للدفاع عن حقوق الشعب

رسالة ليلى خالد للجيل الجديد في حيفا والناصرة والرملة واللد ويافا وعكا وأم الفحم وسائر فلسطين

الأرض لنا وهذه ارض اباءنا وأجدادنا وشعبنا هي ارض عربية تستحق أن ندافع عنها حتى استرجاعها هذا صراع طويل وتاريخي إننا نواجه الغصب وعلى رأسهم أمريكا ولا نواجه جيش محتل, لنا الفخر أن نواجه كل هؤلاء من جيل لجيل ليستمر النضال. وأضافت للنضال ركائز فعندما نكتب الجرائد ضد اسرائيل هذا شكل من المقاومة أن تحملوا الجنسية الإسرائيلية لا يغير من انتمائكم , لا زال الفلسطيني يقول انا فلسطيني ولو حمل الجنسية الإسرائيلية

الجواز لا يغير انتمائكم انتم الأصليين ولا ريب انكم حافظتم على الثقافة الفلسطينية وأفشلتم إسرائيل في محو ذاكرتنا ومحو فكرة المقاومة لا تخافوا أحبائي من متابعة النضال والمطالبة بحقوقكم وملاحقة كل مجرمي الحرب لأنكم أصحاب قدرة وعقول وإرادة وحق كل هذا يعطيكم المقومات لتنتصروا على جلاديكم . فقبل 50 عام هل كان مغتصبي الأرض من القيادات الإسرائيلية

يخافون من أن يذهبوا إلى أوروبا اليوم يخافون من اجل القوانين والمحاكم الدولية أصبحوا يغيروا بأشكالهم وجوازاتهم وتحديدا بعد المحرقة بغزة الهولوكيست . ما ينقصنا قيادة صلبة وحكيمة وقادرة على تعبئة هذه الجماهير

وأعود وأقول لأولاد ونساء ورجال وشيوخ حيفا والناصرة واللد والرملة وعكا ويافا وكل فلسطين نستحق أن ندافع عن أرضنا برموش عينينا ولأول مرة اعترف لكم أنني من أصول لبنانية ولكن القضية الفلسطينية هي قضية العالم لأن طابعها إنساني فهنالك مقولة لجيفارا تقول حيث يكون الظلم فذلك هو موطني .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.