في ذكرى النكبة :حتى لا ننسى ، بالمقاومة نستعيد الأرض والكرامة / موسى عباس

أطفال فلسطين...عقول كبيرة وأجساد صغيرة تقاوم الاحتلال
موسى عبّاس ( لبنان ) – الخميس 14 / أيار ( مايو ) / 2020 م …



وحدها المقاومة تصنع التاريخ
_موجز تاريخي عن المملكة المزعومة لليهود في فلسطين: _
ذُكِرَ اسم إسرائيل في “القرآن الكريم” 42 مرّة وفي “سفر  التكوين (أصحاح 32 وأصحاح 35)” على أساس أنّه بديل لإسم النبيّ يعقوب  بن إسحاق بن ابراهيم ووالد النبي يوسف “ع” والذي  يعتبر الجد الأكبر لليهود إذ هم من سلالته لذلك يسميهم الله في القرآن الكريم وفي أسفار التوراة “بني إسرائيل”.
وعلى الرغم من البحث الدائم والدؤوب في أكثر من 300  موقع  للباحثين عن مَملكة داود، وسليمان في فلسطين.منذ عشرات العقود لا سيّما بعد تأسيس الكيان الغاصب 15  أيار 1948، وبالرغم من تجميع الباحثين عن الآثار الصهاينة ومن المناصرين للصهاينة في العالم ومن بينهم بعض “الحاقدين من الأعراب” لإثبات مزاعم ودلائل  تاريخية إلاّ أنّهم باؤوا بالفشل ولم يجدوا أي أثر تاريخي يُثبت ما تزعمه رواية “سِفر صموئيل الثاني، وسِفر المُلوك الأول”، بأنَّ المَلِك النبيّ داود”ع” ،أقامَ إمبراطورية، تمتدُ بين النيل، والفرات، أورثها لولده النبي سليمان”ع”بعد وفاته.
وكانت مجلَّة «bar»، المُتخصِّصَة في الدعاية لـ«إسرائيل»، وخاصة في مجال الحفريّات؛ قد جمعت العلماء من الاتجاهيْن   المختلفين حول تاريخية وجود اليهود في فلسطين  من مدرسة” كوبنهاجن شيفلد”، الأستاذين؛” طمسن، وليتش”، وكلاهما من جامعة كوبنهاجن. فيما كان يمثِّل الطرف الثاني؛” الأستاذ وليم ديور، من جامعة أريزونا”؛ وهو يُعتَبَر ذا شُهرة عالميَّة، في مجال دراسة الآثار، في فلسطين؛ والأستاذ “كائل ميك آرثر من جامعة جون هوبكنز” ، ة ولقد نُشِرَت المناقشات التي دارت بين الفريقيْن، على صفحات مجلة «bar» نفسها، بين تموز  وآب 1997.
وخلال المناقشات نفى طُمسن أن تكون «أوروشليم» عاصمة للمَملكة الموحَّدة، في القرنِ العاشر قبل الميلاد كما كان ذكر الباحث «الإسرائيلي اسيكشن”، ووافقَ عليه “فينكلشتاين” أيضاً، لأنّه  لم يُعثَر في الحفريّات الباقية من الأواني الفخاريَّة  من القرن العاشر قبل الميلاد؛ أي من عصر داود، وسليمان؛ ما يدُل على ذلك ، ولذا  استنتج “ليتش”، أن داود المَلِك المذكور في العهد القديم، لم يتم  إثبات وجود آثار لمملكته تاريخيًا في فلسطين . قال ديور في مناقشتِهِ: لِمَ لا تقول، إنهُ من الممكِن أن يكون، ومن الممكِن، كذلك، أن لا يكون؟ قال ليتش، رداً عليه: لأن العهد القديم يُصوِّرهُ إمبراطورًا، كان يَحكُم، من الفراتِ، إلى النيل؛ وقد أضافَ سليمان، إلى هذه الامبراطورية مساحات أخرى؛ لذلك لا يمكِن أن  تكون مملكة تاريخية ممتدة الأطراف ولا يتم العثور على بقايا لآثارها. ووافقَ “ديور” نفسهُ، على هذا القول، واتَّفَقَ مع “ليتش”، بأنهُ لم يكُن يوجد في فلسطين مملكة بهذا المفهوم.
– يسعى الصهاينة لتثبيت وجود مملكة ل”يهودًا” في عقول الأجيال اليهودية من خلال تدريس الطلاب  اليهود  في مناهجهم الدراسية أنّ دولة الصهاينة الموجودة حالياً على أرض فلسطين  على أساس أنّها أرض مملكة “يهوذا ” الجنوبية والتي انفصلت عن “مملكة إسرائيل الموحّدة “وهذا هو أحد أسباب اختيار اسم “إسرائيل” للدولة اليهودية عند تأسيسها عام 1948، وذلك لترسيخ فكرة أنّ اليهود المعاصرين هم أبناء تلك المملكة المزعومة ،وهذا أمرٌ  تكذّبه وقائع أبحاثهم الأثريّة  وما هو إلاّ تزويراً للحقائق وللتاريخ.
– دور الإستعمار البريطاني في تأسيس دولة الكيان الصهيوني في فلسطين:
إنّ تاريخ 15 أيّار 1948 الذي أعلنت فيه العصابات الصهيونية عن قيام دولتهم على أرض فلسطين ، ما هو إلاّ حلقة من حلقات ومحطّة تتويج لسنوات طويلة من التخطيط”الصهيوني – البريطاني” المنظّم لطرد الفلسطينيين من أرضهم وإقامة دولة “لليهود “على تلك الأرض.
 إنّ”المنظّمة الصهيونية التي تأسست في عام 1897، على يد اليهودي الصهيوني “ثيودور هرتزل”، والتي  قامت  على خلفية دينية وقومية يهودية عنصريّة ، والتي عقدت مؤتمرها الأوّل في مدينة ” بازل” السويسرية في 29  آب عام 1897 حيث بدأ  منذ ذلك الحين السعي الصهيوني المنظّم لتأسيس الدولة اليهودية على أرض فلسطين بدعم فعّال من إمبراطورية الشرّ حينها “بريطانيا” والتي كان  قادتها يخافون من إمكانية نشوء دولة عربية إسلامية موحّدة تمتد على مساحة شاسعة وبإمكانيات بشريّة وثروات ضخمة تهدّد النفوذ الأوربي، وكانت تجربة “محمّد علي باشا ” حاكم مصر التوسعية التوحيدية  لا زالت ماثلة للعيان والتي قضت عليها بريطانيا عندما تدخلت لحماية الدولة العثمانية التي هزمتها قوات”محمد علي باشا” في عقر دارها.
و لنجاح هذا المخطط كان لا بد من العمل على إلغاء حقوق أهل فلسطين في أرضهم”.
-قرارات  المؤتمر الصهيوني الأوّل:
أن هدف الصهيونية هو إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين بالوسائل التالية:
-تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين
-تنظيم اليهود وربطهم بالحركة الصهيونية
-اتخاذ السبل والتدابير للحصول على تأييد دول العالم للهدف الصهيوني (إعطاءه شرعية دولية).
-تشكيل المنظمة الصهيونية العالمية بقيادة تيودور هرتزل.
-تشكيل الجهاز التنفيذي “الوكالة اليهودية” لتنفيذ قرارات المؤتمر؛ ومهمتها جمع الأموال في صندوق قومي لشراء الأراضي وإرسال مهاجرين يهود لإقامة مستعمرات في فلسطين
وكان اهتمام بريطانيا، قد سبق اهتمام اليهود أنفسهم، حيث افتتحت لندن قنصلية لها في القدس عام 1838، وكانت الرسالة الأولى من الخارجية البريطانية لنائب القنصل البريطاني تطالبه  فيها “بتوفير الحماية لليهود وإن كانوا غير بريطانيين”.
ومنذ العام 1882أخذت الهجرة اليهوديّة إلى فلسطين طابعًا أكثر تنظيما وكثافة بعد تصاعد مشكلة اليهود في روسيا ، وذلك برعاية الإمبراطورية الإستعماريّة البريطانية.
في 31 أيّار  1916 خلال الحرب العالمية الأولى  عُقدت الإتفاقية التي عُرفت بإسم  إتفاقية “سايكس_بيكو” وزيريّْ خارجية بريطانيا وفرنسا والتي جاء فيها بما يختص بفلسطين :
المادة الثالثة: تنشأ إدارة دولية في المنطقة السمراء (فلسطين)، يعيّن شكلها بعد استشارة روسيا وبالاتفاق مع بقية الحلفاء وممثلي شريف مكة.
• من المادّة الرابعة: تنال انكلترا مينائيّ حيفا وعكّا.
وفي 2 تشرين الثاني من العام 1917 صدر ما عرف باسم”وعد بلفور ” والذي نصّ صراحةً على منح حكومة بريطانيا فلسطين  لليهود .
  عام 1920، ووفق اتفاقية “سان ريمو”، تمكنت بريطانيا من دمج وعد بلفور في صك انتدابها على أرض فلسطين، والذي أقرّته لها عصبة الأمم في تموز  1922.
وأصبحت بريطانيا هي المشرفة على إدارة شؤون عموم فلسطين تمهيداً لتنفيذ مخطّطها  الإستعماري في منح فلسطين للعصابات الصهيونية وبتلك الدولة المقرّر قيامها يتم زرع كيان غريب يفصل المشرق العربي عن مغربه بعد أن يتم تهجير اليهود من أنحاء العالم ولا سيّما من أوروبا التي كانت دولها ترغب بالتخلّص منهم بأي شكل من الأشكال.
– مقاومة الفلسطينيين للإستعمار البريطاني الصهيوني:
لم يستكن عرب فلسطين وبمساندة من بعض الثوريين العرب يوماً عن مجابهة الإحتلال وبالرغم من الإمكانيات المتواضعة التي امتلكوها فقد حدثت عدّة ثورات امتدّت طيلة سنوات الإستعمار البريطاني المباشر وحتى تاريخ النكبة الكبرى إعلان عصابات الصهاينة عن قيام دولتهم على الأرض المغتصبة وبالإتفاق مع ما يسمى الدول الكبرى (بريطانيا أمريكا وفرنسا والإتحاد السوفياتي )وبالتواطؤ  مع بعض الحكام العرب في ذلك الزمان وأشهرهم الملك عبد العزيز آل سعود، ومن أشهر تلك الثورات :
 “ثورات القدس” عام 1920، و”ثورة يافا”، عام 1921، و”ثورة البراق” عام 1929.
وشكّل “عبد القادر الحسيني منظّمة الجهاد المقدّس”
وقاد الشيخ عز الدين القسام، حركته الثوريّة  عام 1933،.
وتحت ضغط  “الثورة الكبرى”، ما بين عامي 1936-1939، أجبِرت  بريطانيا في أيار 1939، أن تتعهد بإقامة دولة فلسطين خلال عشرة أعوام، وأن تتوقف عن بيع الأراضي لليهود إلا في حدود ضيقة، وأن توقف الهجرة اليهودية بعد خمس سنوات.
لكن بريطانيا أخلفت وعدها في تشرين الثاني عام 1945، وعادت الحياة للمشروع الصهيوني من جديد برعاية أمريكية.
وصدر في العام 1947 قرار الأمم المتّحدة رقم 181 الذي ينُص على تقسيم فلسطين  ورفضه العرب كما رفضته عصابات الصهاينة بالرغم من أنّ القرار منحهم 54% من أرض فلسطين .
ومع بداية العام 1948 كانت 292  مستعمرة صهيونية قد تأسست على أرض فلسطين تحميها عصابات صهيونية من منظمات “الهاغانا والأراغون وشتيرن” الذي بلغ تعداد مقاتليها  أكثر من 70 ألف مقاتل كان العديد منهم قد شاركوا في القتال إلى جانب الجيش البريطاني في الحرب العالمية، ارتكبت تلك العصابات مجازر عديدة في العديد من القرى الفلسطينية وشرّدت مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى البلاد العربية المجاورة بعد أن هزمت الجيوش العربية التي كانت قد ذهبت تقاتل  في فلسطين ومعها جيش الإنقاذ الذي تشكّل حينها من متطوّعين عرب .
-ما  تمّ سلبهُ بالقوّة لا يمكن استعادته إلا بالقوّة.
– فلسطين لن تعود إلاّ بالمقاومة التي وحدها فقط تسترجع الكرامة والأرض السليبة، ولا يُمكن لإتّفاقيات الذل والإستسلام والمهانة أن تعيد شبرٌ واحد من الأرض ولا ذرّة كرامة ، بل على العكس وبعد تجربة إتّفاقيات أوسلو  التي كرّست الإحتلال وزادت من أعداد العملاء والمتخاذلين والمتآمرين كما أدّت بشكل أو بآخر إلى تخاذل العرب وما يُسمى بالسلطة الفلسطينية إلى تهويد القدس ونشوء آلاف البؤر الإستيطانية ، ولولا وجود ذلك التخاذل الناتج عن تلك الإتّفاقيات ، لما كان تجرأ  أحمق وغبيّ مثل “دونالد ترامب ” على أن يعلن صفقته “سرقة القرن ” وبرعاية من المتصهينين من حكّام الأعراب.
– إنّ تحرير جنوب لبنان وطرد جيش الصهاينة بعد 20 سنة من الإحتلال منذ العام 1978,  وكذلك تجربة قطاع غزّة والحروب المتتالية، تلك التجارب خير دليل على أنّ كسر شوكة الإستعمار  وطرد الإحتلال لا يتأتى إلا من خلال التضحيات الجسام لمقاومين ولمواطنين شرفاء.
فما ضاعت أرضٌ محتلّة ومهما طال زمن الإحتلال  مع وجود من هم على إستعداد لبذل أرواحهم فداءً لها.
وبهمّة “من باعوا جماجمهم للّه ستتحرّر فلسطين كامل فلسطين”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.