’’الإخونجي’’ خالد مشعل ، طرق باب موسكو .. لإنقاذ فلسطين أم لخلط للأوراق..؟
الأردن العربي – كتب محمود عبد اللطيف ( الأحد ) 18/10/2015 م …
أن يطرق “الإخونجي” خالد مشعل باب الحكومة الروسية لإنقاذ الأقصى، فإن ذلك يعني إن الإخوان المسلمين الممثلين للوجه السياسي لحركة حماس بدؤوا بلمس جدية الحضور الروسي في المشهد السياسي الدولي، غير إن ذلك يعني في الوقت نفسه أن الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية ملت من خضوع المكتب السياسي لحماس للقرار القطري، وإلا لما كان مشعل خرج عن النص القطري المطبع حتى النخاع مع الكيان الإسرائيلي، ممثلا عن المنظومة الخليجية التي لم تعد دولها تجد حرجا في العلاقة مع تل أبيب والتنسيق معها فيما يخص الملفات الإقليمية، وخاصة الملفين السوري والنووي الإيراني، وهذا التنسيق بين السعودية وإسرائيل باعتراف صحف إسرائيل نفسها.
وسائل الإعلام قالت إن خالد مشعل اتصل هاتفيا بمبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ميخائيل بوغدانوف لمطالبته بتدخل موسكو للضغط على “إسرائيل” لوقف “انتهاكاتها في الأراضي الفلسطينية”، التي قتلت الأطفال والنساء “بدم بارد” وتسعى لـ “تهويد القدس”، الأمر الذي فجر الغضب الشعبي الفلسطيني و “انتفاضته”.
لجوء مشعل لطرق باب موسكو في هذا الملف يؤكد على إن الأقطاب الدولية التي تمتلك لها علاقات مباشرة مع الكيان الإسرائيلي وخاصة الحكومتين القطرية والسعودية، لا تمتلك القدرة على التدخل لمناقشة حلفائهم في تل أبيب لوقف الأعمال العدوانية بحق الشعب الفلسطيني، ويحاول مشعل من خلال تصدير هذا الموقف إن يقول للشعب الفلسطيني إنه مازال حاضرا في المشهد الفلسطيني للدفاع عن حقوق الشعب، إلا أن الإخواني “خالد مشعل” الذي يلعب دورا أقل ما يوصف به هذا الموقف كلمة “قذر”، ما يزال بعيداً عن القضية الفلسطينية، وتشير بعض التقارير الإعلامية إلى تورطه بتسريب معلومات عن مكان قائد كتائب القسام “الجناح المسلح لحركة حماس” للكيان الإسرائيلي والتي أدت خلال العدوان الأخير على غزة، والتي أدت لمحاولة فاشلة لاغتيال الضيف، إلا أنها أدت لاستشهاد زوجة وولد قائد كتائب القسام الذي يعد المطلوب رقم واحد إسرائيليا.
طلب مشعل من الحكومة الروسية التدخل لوقف انتهاكات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، تأكيد على صعود القوة الروسية في المنطقة خصوصاً، والعالم عموما، فموسكو التي أرسلت قواتها إلى سوريا للمشاركة بضرب الميليشيات المسلحة أربكت حسابات الدول الداعمة للإرهاب، والتي كانت عناصر حماس في مخيم اليرموك الواقع جنوب دمشق، جزء من مكونات هذا الإرهاب، وبالتالي يمكن القول إن مشعل مستعد لتقديم التوبة للمحور الذي تشكل موسكو فيه رأس حربا في مواجهة المحور الأمريكي في الصراعات الدولية، كما إنه يتخلى عن رأي مشغليه القطريين بشكل علني.
إلا أنه وفي الوقت نفسه يمكن قراءة هذا المشهد على إنه جزء من محاولة خليجية لإشغال موسكو بملف آخر سوى الملف السوري في محاولة لتشتيت الدبلوماسية الروسية عن مسار الحدث السوري بدخولها في تعقيد الملف الفلسطيني، إلا أن موسكو تجيد التعامل مع تعدد الملفات، والدليل فصلها المطلق بين الملف الأوكراني والملف النووي الإيراني، وبالتالي يكون احتمال الزج بمشعل لتشتيت موسكو لن يكون مجدياً.
يمكن القول إن إخوان حماس من خلال موقف مشعل الجديد واستغاثته بموسكو، بداية لعودة الوجوه السياسية لحماس للعودة إلى النص المنطقي لمسار الحدث الفلسطيني، وربما يكون فيه بصيص من أمل لتنسق (فلسطيني – فلسطيني)، لتكون الانتفاضة الثالثة، طريق للشعب الفلسطيني نحو كسب حقوقه المشروعة.
التعليقات مغلقة.