الى شعب ( الهنود الحمر ) المقهور في امريكا ( شعر ) / عبد الله ضراب الجزائري
عبد الله ضراب الجزائري ( شعر ) – الجمعة 15 / أيار ( مايو ) / 2020 م …
لقد ذرفت ابيات هذه القصيدة متأثرا بشريط شاهدته يظهر كيف ان الجشع والاستهتار بالقيم الانسانية والدينية والخلقية بلغ بالرجل الابيض في
امريكا المتحضرة ، المتباهية بحقوق الانسان والديمقراطية ، ان ينبش قبور الهنود الحمر الذين قتلهم اجدادهم ظلما وعدوانا ، ويعرض هياكلهم العظمية في متحف في متحف خاص يدرُّ عليه المال القذر ، وقد اثَّر في نفسي مشهد الرِّجال والنِّساء من الهنود الحمر وهم يبكون شعورا منهم بالظلم والإهانة ، ووفاء للآباء والأجداد ، وشعرت بالمعرَّة كمسلم لمسؤوليتنا عمّا حدث ويحدث في الأرض من ظلم بسبب تخلِّي المسلمين
عن تبليغ رسالة الله للناس- الاسلام- رسالة الرّحمة والأخوّة الإنسانية وكل القيم السّامية قال الله تعالى : وما أرسلنا كَ إلاّ رحمة ً للعالمينَ
***************************
ألا من يُبلغِ الهنديَّ عن عُذري … فقد أضحى جحيماً في جوى صدري
ألامن يُسمع المقهور أنَّاتي … فقد باتت نشيدا من ضَنَا قَدْرِي
خذلناكم أيا هندي فاعْذرنا … إذا هبَّت رياحُ العدلِ والثّأر
خذلناكم فرغم البعد لا نسلمْ … من التَّأنيب والتَّقريع والوِزِ
خذلناكم لأنَّا لم نكن حقًّا … دُعاة الحقِّ للإسلام والخيرِ
خذلناكم لأنَّا قد تخلَّفنا … وأسلمنا زِمامَ الارض للشّرِّ
خذلناكم لأنَّا قد تقهقرنا … وغالتنا طباعُا الجبن والفَرِّ
لقد كنَّا شعوبا تعبد اللهَ … تُكيلُ السَّيفَ للطُّغيان والبَطْرِ
وتَرعى الحقَّ في الآفاق عن وَعْيٍ … وتحمي العدل بين الخلقِ بالكَرِّ
تُنادي طُغمة َ الطُّغيان يا … متى نلتم حقوقَ الرِّقِّ للحُرِّ ؟؟؟؟
دَسَسْنا الحقَّ في أهوائِنا جَهلاً… ووارينا شعاعَ الشَّمس والبدرِ
تعلَّقنا بِقَشِّ العيشِ فانبتَّتْ … بنا الأهواءُ في الإسفافِ والجورِ
خُلقنا لاحْتضان الحقِّ فانْسقنا … وراء اللَّهوِ والأطماع والبَعْرِ
وعلَّمنا الوحوشَ البيضَ فانسابتْ … بعيدا عن ظلام الجهل في الجُحرِ
وجاءتكم تسوقُ الشرَّ طوفاناً … فغالَتْكُمْ بناب الحقدِ والغدْر
أبادوا قومكم غدْرا وداسوهمْ … عِظاما ساكناتٍ في جَوَى القبرِ
أيا هنديَّ أمريكا أحيِّيكمْ … أيا شعبا سليلَ النُّبْلِ والطُّهْرِ
رَعَيتَ العهدَ للأجداد من نُبْلٍ … برغم البطشِ والتَّشويه والقهرِ
ألا أبشرْ معاني دينكم أسمى … من التَّثليت رأسَ الجهل ِوالكفرِ*
لَكُمْ دينٌ يُشعُّ النُّبْلَ والطُّهْرَ … يوالي الحقَّ كالإسلام هل تدري ؟
تعايشتم بسلمٍ في بواديكم … مع الجاموس والأشجار والطَّيرِ
وقدَّرتمْ هِبات الخالقِ الأكرمْ … وذا ندعوه في الإسلام بالشُّكرِ
ووحَّدتم بفهمٍ ربَّنا الأعلى … وجانبتم سبيلَ العُهرِ والسُّكْرِ
ألا عُذرا لآنَّا قد تخلَّيْنا … عن الدَّوْرِ الذي نلناه في الدَّهرِ
ولم نوصلْ إليكم دينَنا الأسمى … حَبَسنا النُّورَ دينَ الحقِّ أن يسري
فعُوقبنا بأن نُجتاحَ أشتاتا … ليُردى عرضُنا المكلومُ في جَهْرِ
وجاؤونا جيَّاعاً مثلما جاؤوا … بواديَكم بطبعِ الخَتْلِ والمكرِ
لعلَّ الأصفرَ المعبودَ قد ولَّى … أبادوه وعَنَّ اليوم في وَكْري
فذَا جنسٌ بغيضٌ سافلٌ جَشِعٌ … غَوِيٌّ ساقه الشيطانُ للضر
وُحوشٌ طوَّرتْ أنيابَ بَلواها … فكم فاقتْ وحوشَ النَّابِ والظِّفْرِ
لقد هبُّوا لمحوِ الحقِّ عن قصْدٍ … وتلكم غلطة ُ الطُّغيانِ في العُمْرِ
فمن يسعى لحربِ الله لا يبقى … فكم أفنى بني الطُّغيان والكِبْرِ
سلِ التَّاريخ عن أمثالهم ، وَلُّوا … فما تلقى سوى الآثارَ في الغَمْرِ
أيا هنديَّ أمريكا أحيِّيكمْ … أيا جنساً كريمَ الطَّبعِ والسِّرِّ
ألا فاصمدْ وفياًّ طاهراً حرًّا … ولا تركع لجنس الكبرِ والعُهْرِ
فها قد حان عهد الحقِّ فلتحيَ … وعانق نجمة الإكرام والبِشْرِ
تولَّينا قرونَ الوحشِ فلتغرزْ … نِبالَ الثَّأرِ والإنصافِ في الظَّهرِ
***
* دينهم الذي كانوا يدينون به قبل وصول الاوربيين اليهم فلما وصلوا فرضوا عليهم بالقوة خلطه بالتثليث فصار عجبا
التعليقات مغلقة.