من نتنياهو الى “ام هارون” ومُطاوعيه المطبعين الطيّعين المطاويع: اسرائيل قد لا تُعَمِّر لتبلغ المائة! / ديانا فاخوري
ديانا فاخوري* ( الأردن ) – الإثنين 18 / أيار ( مايو ) / 2020 م …
* مفكرة وكاتبة سياسية أردنية …
من نتنياهو الى “ام هارون” ومُطاوعيه المطبعين الطيّعين المطاويع: اسرائيل قد لا تُعَمِّر لتبلغ المئة!
توهموا، ففرحوا وهللوا ان سيّدُهم الأعظم (نتنياهو) قد عهد اليهم بإدارة كإمب ديفيد، أوسلو، وادي عربة، تطبيع بضمير صائح او سائح او غائب او مستتر، صفقة القرن – وكلها محاولات يائسة بائسة لصيانة النكبة الفلسطينية ومعها وبها صيانة اسرائيل، المستعمرة/المستدمرة الاستيطانية .. تيقنوا، ففرحوا وهللوا ان التطبيع، لغةً، ينتهي بال”بيع” .. والتطبيع، سياسةً، اخره “بيع”!
ما هالهم ان سيّدُهم الأعظم هذا ما فتئ يُعرب عن قلقه وارتياب القادة الإسرائيليين بخصوص بقاء “اسرائيل” ومستقبل وجودها حيث يرى انها قد لا تُعٓمِّر الى المئة؟! ولا تغرّنكم “عنتريات” الضم وفرض السيادة امام الكنيست بالأمس .. هي “عنتريات” لا “عنتر” فيها، وها هي رسالة الثغرات الثلاث في السّياج الحُدوديّ مع فِلسطين المحتلّة من رجال الله في الميدان الى نتنياهو منتصف الشهر الماضي ما برحت اثارُها ماثلةً للعيان .. واذكروا انه أثناء التحضيرات لاحتفالات العدو بالذكرى السبعين للنكبة، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي علناً عن مخاوفه وأقصى آماله. وكان قد أعلن، في تشرين الأول ٢٠١٧ خلال انعقاد احدى جلسات دراسة التوراة، بأنه: “ينبغي على إسرائيل الآن أن تجهّز نفسها لتهديدات مستقبلية لوجودها إن كانت تصبو للاحتفال بعيد ميلادها المئة” .. وأضاف، بحسب صحيفة «هآرتس»، “لقد امتد عمر المملكة [اليهودية] الحشمونائية (القديمة) ثمانين عاماً فقط”، وبأنه “يعمل على ضمان تخطي إسرائيل هذه المدة وأن تعمِّرَ كي تحتفل بعيد ميلادها المئة” .. وهو ما فتئ يحاول اجتذاب روسيا التي أكدت، وبلسان الرئيس بوتين شخصيا، التزامها بقرارات الشرعية الدولية، وموقفها واضح من الأراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967 وبينت ذلك بوضوح عندما “منح” ترامب الجولان لإسرائيل الامر الذي يزيد من قلق نتنياهو ويربك اسرائيل .. فلا تستغرب إذن ان تسمع وترى “الإسرائيليين” يعبرون عن خشيتهم ان هذا المشروع سيجلب كارثة للاسرائيليين، وها هو وزير سابق ورئيس الشاباك بالماضي (عامي أيالون) مثلا يرى ان “صفقة القرن ستجلِب الحرب الداميّة على إسرائيل وستؤدّي لإنهاء الحلم الصهيونيّ”!
نعم، لا “كامب ديفيد” باقية، ولا “أوسلو”، ولا “وادي عربة” .. لا “صفقة القرن” باقية .. ولا تطبيع “ام هارون”، ولا ضم التنابل .. لا غرفة التوقيف باقية، ولا زرد السلاسل!
“يا دامي العينين , والكفين .. إن الليل زائلْ .. نيرون مات، ولم تمت روما .. بعينيها تقاتلْ”!
وفلسطين بعزتها، بقدسها، بغزتها وصدور ابنائها تقاتل .. وحبوبُ سنبلةٍ تموت .. ستملأُ الوادي سنابلْ..!
هنا القدس: من القدس سلام، وللقدس سلام ..
التعليقات مغلقة.