سهيل نيقولا ترزي في تصريح لموقع بيلست الإخباري … دولة العدو الصهيوني منذ احتلالها للقدس عام 1967، أخذت بالعمل وفق خطط مدروسة لتهويد المدينة عمليا

 

الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( الإثنين ) 19/10/2015 م …

** لا بد من إعادة توجيه البوصلة باتجاهها الصحيح نحو تحرير فلسطين والقدس وجميع المقدسات الاسلامية والمسيحية

أكد سهيل نقولا ترزي مدير تحرير موقع بيلست الاخباري  ( الفلسطيني ) ـ أن دولة الاحتلال منذ احتلالها القدس عام 1967، أخذت بالعمل وفق خطط مدروسة لتهويد المدينة عمليا، بالعديد من القوانين والأنظمة، منها: قوانين التنظيم والبناء،ومصادرة الأراضي،وقانون الغائبين،والأسرلة،ومصادرة  الهويات.

وشدد على أن الكيان الصهيوني يستغل الانقسامات الفلسطينية والعربية والإسلامية والفتن الطائفية ، داعيا على إعادة تصويب البوصلة نحو فلسطين والقدس .

 وأوضح  ترزي في لقاء خاص لـ”موقع بيلست الاخباري أن دولة العدو الصهيوني تنظر إلى المواطنين الفلسطينيين في القدس على أنهم “مواطنين أردنيين” يعيشون في (إسرائيل)، وذلك طبقا للقوانين التي فرضتها على مدينة القدس، حيث أعلنت في الأيام الأولى للاحتلال سنة 1967 منع التجول، وأجرت إحصاء للفلسطينيين هناك بتاريخ 26/6/1967، واعتبرت أن جداول هذا الإحصاء هي الحكم.

وأوضح ترزي أن البناء في مدينة القدس المحتلة، يواجه عراقيل كبيرة تم وضعها أمام الفلسطينيين المقدسيين، من رخص البناء، والتكاليف الباهظة التي تصل إلى 30 ألف دولار للرخصة الواحدة، بالإضافة إلى الفترة التي تستغرقها إصدار رخصة البناء، وهو الأمر الذي دفع بالسكان إلى البناء بدون ترخيص، أو الهجرة باتجاه المناطق المحاذية لبلدية القدس، حيث أسعار الأراضي المعتدلة،وسهولة الحصول على رخصة أسهل، وأقل تكلفة ما هو موجود داخل حدود بلدية القدس.

واستند سهيل ترزي  إلى تقرير قدّمه منسق الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة روبرت بيبر، يشير إلى ارتفاع عدد الفلسطينيين المهجرين بنسبة 25% في العام الفائت، مع 1100 مهجر في الضفة الغربية وشرق القدس، في أعقاب هدم مبان أقيمت بلا ترخيص “من شبه المستحيل الحصول عليه”، وفي كانون الثاني/يناير تم هدم أكثر من 100 بناية فلسطينية، ما أدى إلى نزوح 180 فلسطينيا، بينهم 100 طفل.

وأكد ترزي ضرورة القيام بفعل حقيقي،بوضع برامج لمواجهة المخططات والسياسات الإسرائيلية الرامية لتهويد مدينة القدس، وبخاصة تلك التي تسعى إلى فرض الطرد الصامت للعرب الفلسطينيين المقدسيين من أراضيهم،وعقاراتهم،ومحلاتهم التجارية، ومصادرتها لصالح تنشيط وتسمين المستوطنات،وتركيز أكبر عدد من اليهود فيها، وفرض أمر واقع ديموغرافي.

كما أكد على وجوب إحياء صندوق دعم القدس وأهلها فوراً في مواجهة السياسات الإسرائيلية، وبالعمل العربي والإسلامي المشترك والعاجل في الحقل الدبلوماسي والسياسي، والأمم المتحدة، والمنظمات المنبثقة عنها، وتطبيق القرارات الدولية الخاصة بقضية القدس، وفي المقدمة منها: تلك التي أكدت على ضرورة إلغاء الاستيطان الإسرائيلي في القدس وبطلانه، الأمر الذي من شأنه تعزيز الخطوات لتثبيت المقدسيين في أرضهم ومحالهم وعقاراتهم، وبالتالي تفويت الفرصة على السلطات الإسرائيلية، لفرض الأمر الواقع التهويدي على المدينة المقدسة.

وتابع ترزي: والأهم فلسطينيا هو وجوب اعتماد مرجعية واحدة موحدة للقدس، جراء سياسات الاحتلال والإجراءات التعسفية بحق المقدسيين في المدينة المقدسة، وتعزيز دور المؤسسات المقدسية،وبخاصة التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، والتي صدرت بمرسوم رئاسي من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتنسيق العمل السياسي للمدينة وفقا لرؤية استراتيجية سياسية، تستند على أساس أن القدس منطقة منكوبة من الطراز الاول.

وقال ترزي “إن من أجل تحقيق هدفها الاستراتيجي هذا دأبت إسرائيل وعلى امتداد سنوات الاحتلال على خلق أغلبية يهودية داخل القدس بشقيها الشرقي والغربي دون ان تواجه أي ضغط عربي بل بالعكس اكتفى العرب بالتنديد والاستنكار فقط، وعمل العدو الصهيوني على السيطرة على  المواطنة الفلسطينية في المدينة، والتحكم في نموّها بحيث لا يتجاوز 27%من المجموع السكاني للمدينة بشقيها”.

وأوضح ترزي أن دولة الاحتلال الصهيوني عملت على 3 محاور، أولها: إنشاء حلقة المستعمرات الاستيطانية الخارجية التي تحيط بمدينة القدس لمحاصرتها، وعزلها عن بقية أجزاء الضفة الغربية، وتضم 20 مستوطنة تشكل أكثر من 10% من مساحة الضفة الغربية، وتعتبر جزءا مما يسمى “بالقدس الكبرى”، ومن هذه المستوطنات: معاليه أدوميم شرقا، وراموت غربا، وجبعات زئيف شمالا، وجيلو جنوبا.

 وفيما يتعلق بالمحور الثاني، أوضح ، أنه يتمثل بإنشاء الحلقة الداخلية من المستوطنات، التي تهدف الى تمزيق وعزل التجمعات الفلسطينية داخل مدينة القدس الشرقية، وضرب أي تواصل معماري أو سكاني بها، بحيث تصبح مجموعة من الأحياء الصغيرة المنعزلة بعضها عن بعض، فيسهل التحكم بها والسيطرة عليها.

وبيّن أن المستوطنات  أقيمت على أرض بيت حنينا، والنبي صموئيل، وشعفاط، والشيخ جراح، وبيت صفافا، ووادي الجوز، وصور باهر، وسلوان، وأم طوبا، ومن هذه المستوطنات: ماونت سكوبيس، ورامات اشكول، وشرق تلبيوت، وعطروت، والتلة الفرنسية.

 وتطرّق إلى المحور الثالث، بقوله: هو الاستيطان داخل البلدة القديمة، وخلْق تجمع استيطاني يهودي يحيط بالحرم القدسي الشريف، وخلق تواصل واتصال ما بين هذا التجمع الاستيطاني، وبلدات الطور، وسلوان، ورأس العامود، ومنطقة الجامعة العبرية، ومستشفى هداسا، وذلك من خلال ربط الحي اليهودي،وساحة البراق، وباب السلسلة، وعقبة الخالدية، وطريق الواد، وطريق الهوسبيس مع تلك المناطق.

وطالب ترزي بنبذ الانقسام والعمل الجاد لتوحيد الصفوف على المستوى الفلسطيني وأيضا بتوحيد كلمة الامة العربية والإسلامية بشأن القدس والعمل على كافة المستويات لدعم وجود وصمود اهلنا في القدس وأيضا في الاراضي المحتلة  والعمل على المستوى القانون الدولي بأن القدس محتلة وينطبق عليها كل القوانين الدولية وبطلان أي تغير في معالمها.

وشدد ترزي على ان كيان العدو الصهيوني يستغل الانقسام الفلسطيني الفلسطيني والتشرذم العربي العربي  والعربي الاسلامي واشتعال نار الفتن الطائفية بين الاخوة المسلمين ليستفرد بقضايا امتنا العربية والإسلامية لفرض هيمنته من النيل للفرات.

وطالب بتوجيه البوصلة باتجاهها الصحيح نحو طريق تحرير فلسطين والقدس وجميع المقدسات الاسلامية والمسيحية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.