قادة البيت الابيض و”جينات” الولع بالحروب / كاظم نوري

تظاهرات في الولايات المتحدة رفضا لأي حرب مع إيران | تايمز أوف إسرائيل

كاظم نوري ( العراق ) – الأربعاء 27 / أيار ( مايو ) / 2020 م …




عادت” حليمة الى عادتها القديمة” كما  يقول  المثل العراقي .

جددت الولايات المتحدة الامريكية  ترديد اكذوبة ” التدخل الروسي” في الانتخابات الامريكية باعتبار ان موسكو تتدخل في شؤون الدول الاخرى متناسية انها اي واشنطن وفق احصائيات دقيقة نفذت ” 70″ عملية تدخل  سافر في شؤون الدول  لتغيير انظمة وحكومات لاتروق لها  خلال فترة الحرب الباردة وما اعقبها من غزو عسكري همجي في عصرنا الحاضر كان اول ضحاياه افغانستان ثم العراق.

 و تواصل  الكلاب المسعورة في الولايات المتحدة  نهجها التدميري خلافا لكل عرف انساني واخلاقي مستغلة ما اطلق عليه” الربيع العربي الاسود” لتتدخل في سورية عسكريا  حيث توجد قواتها  في قواعد عسكرية على الاراضي السورية غير مرحب بها لتسرق النفط السوري وتستغل الاوضاع الامنية لتمرير مخططاتها التخريبية  فضلا عن  تقديم الدعم العسكري واللوجستي في حرب تشنها السعودية ضد اليمن الى جانب وجود عسكري كثيف في مناطق الخليج وبحر عمان ومضيق هرمز والبحر الاحمر ولم تبق منطقة في العالم الا  ودنستها اساطيل وقوات المارينز الامريكية سواء في اسيا واوربا وحتى افريقيا اما امريكا اللاتيينية فالحديث عنها يطول جراء التامر الامريكي على دول القارة مثل كوبا و فنزويلا وغيرها طمعا بالنفط والثروات الوطنية لتلك الدول.

  من جانبه  وصف ميخايل اوليانوف ممثل روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فينا الولايات المتحدة بانها تشبه ذلك الذي  ” لايرى في عينه جذع  شجرة لكنه يمكن ان يرى في عين الغريب ” قشة”.

 الانتخابات الامريكية وفق ما هو معلن تجري في 3 تشرين ثاني ” نوفمبر”  2020 وان الرئيس ترامب وبقية طاقم الحزب الجمهوري” يطمحون بالاستمرار في حكم الولايات المتحدة الامريكية مرحلة جديدة بالرغم من اننا لانعول لا على ” الجمهوريين ” ولا على “الديمقراطيين” في اي انفراج دولي لان تاريخهم منذ تاسيس الولايات المتحدة واقتلاع الهنود الحمر عام 1789 لديهم” مرض جيني” يتمثل بالولع بالحروب .

  وعندما نستعرض الوضع الدولي الان نجد انه يمر بمرحلة تعد الاسوا منذ  وصول ترامب ” والرهط الجمهوري الى اروقة البيت الابيض.

منذ فترة واصابع الاتهام تتجه الى روسيا باعتبار انها  تتدخل بالشان الامريكي ” يا للمسخرة”  التي ينطبق عليها القول” الحرامي يتصور كل الناس حرامية”.

استعراض بسيط لدور الادارات الامريكية المتعاقبة في التدخل بشؤون الدول الاخرى وانتهاج سياسة مستهترة وقحة يتاكد لنا ان الولايات المتحدة دولة تنغمس بالاستثنائية والشوفينية لانها دولة مارقة تنتهك حقوق الانسان والقانون الدولي وان النخبة الحاكمة تستحق المثول امام محكمة لاهاي جراء ما ارتكبته من انتهاكات في العراق وافغانستان عقب غزوها لهذين البلدين واحتلالهما دون مسوغ قانوني واستخدام اليورانيوم والاسلحة المحرمة دوليا .

 وان الانتهاكات التي مورست في سجن ابوغريب بالعراق بعد احتلاله وما جرى في غوانتنامو  ما عاد يهم النخبة الحاكمة في واشنطن  مدى مصداقيتها التي  تدحرجت الى الصفر  وهي تكرر الحديث  عن ” تدخل روسي “مزعوم في الانتخابات الامريكية القادمة بالرغم من انها لم تقدم دليلا على اتهام سابق لموسكو بالتدخل في انتخابات سابقة اوصلت هذه الحفنة المتعطشة للحروب  التي تحكم الان الى اروقة البيت الابيض.

لا دفاعا عن روسيا فهي ادرى بالسياسة الامريكية المتغطرسة والاستهتار بالمواثيق الدولية والتملص من الاتفاقيات الثنائية كما ان القيادة الروسية الحالية ليست غافلة عن سجل الولايات المتحدة الاسود المليئ بالمغالطات والاكاذيب.

عودة الى تاريخ تاسيس الولايات المتحدة وانتخاب اول رئيس ” جورج واشنطن” يتاكد لنا  ان رؤساءها مهووسين بالحروب فبعد 44 عاما فقط من تاسيسها غزت نيكاراغوا بعدها يسنتين وفي عام 1835 غزت بيرو.

شهية واشنطن اتسعت بعد ذلك لاحتلال دول اخرى حتى المكسيك المجاورة لم تسلم منها عندما استولت على ارض مكسيكية لتصبح ” ولاية تكساس وحتى كاليفورنيا ونيو مكسيكو هي اراض مكسيكية استولت عليها امريكا.

عام 1855 غزت الارغواي ثم قناة بنما ثم تدخلوا في هاييتي وتشيلي وكولومبيا وكوبا.

في السلفادور اطاحت الولايات المتحدة بحكومتها وفعلت ذات العمل الاجرامي في غواتيمالا وتشيلي وكمبوديا ونصبت حكومات  بما يوائم الغطرسة الامريكية.

وفي عام 1950 خاضت الحرب الكورية التي تقدر خسائرها  فيها بنحو 34 الف جندي اما الخسائر المالية فقدرت بنحو 340 مليار دولار.

الولايات المتحدة التي ترتكب ابشع الجرائم اطلقت على قصف ” هيروشيما وناغازاكي” اليابانيتين خلال الحرب العالمية الثانية بقنبلة نووية” مسمى ” الطفل الصغير ” استخفافا بالبشرية وبالضحايا انذاك.

ان سجل الولايات المتحدة الاجرامي وجيش مرتزقتها  وتاريخها الاسود تجسد في سفك دماء 2 مليون فيتنامي وجرح 3 ملايين وتشريد 12 مليونا في حربها ضد فيتنام عام 1955 التي  لحقت بها  هزيمة منكرة خسرت خلالها 58 الف عسكري.

كل هذا وغيره من غزو واجرام واحتلال للدول واسقاط الحكومات وقتل الملايين  ويحلوا للولايات المتحدة” ان تطلق على نفسها  اسم “سيدة العالم الحر” و ان تتهم الاخرين بالتدخل في الانتخابات الامريكية  يا للكذب الفضيع من “سيئة العالم الحر” وليس سيدته..

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.