هيئة التحرير السورية … جهود خليجية لـ “حلق لحى الجهاديين” لـ “مواجهة روسيا”
الأردن العربي ( الأربعاء ) 21/10/2015 م …
يبدو أن مرحلة “جيش الفتح” قد أفلت بعد أن بدأ الجيش العربي السوري حملة عسكرية واسعة تحت غطاء جوي روسي وفر للقوات السورية تقدما سريعا خصوصا وأن “جيش الفتح” تقوده “جبهة النصرة” فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا، الأمر الذي وجدته الدول الداعمة للمسلحين في سوريا عائقا أمامها فقررت البحث عن بديل لمواجهة التقدم الكبير للجيش .
البديل الذي ابتكرته دول الخليج هذه المرة لم يخرج عن سياق محاولتها السابقة لدعم الفصائل “الجهادية” تحت مسميات عديدة ترتبط بمراحل الحرب السورية، لتشكل هذه الدول وعلى رأسها قطر الإخوانية والسعودية السلفية هيكلا جديدا للفصائل حمل اسم “هيئة التحرير السورية”.
في هذا السياق، ذكرت مصادر صحفية معارضة أن وزير الخارجية القطري خالد العطية ومسؤولين في هيئة الأركان في الجيش وفي الاستخبارات في قطر وتركيا التقوا قبل أيام قادة عدد من الفصائل المسلحة بينها “حركة أحرار الشام الإسلامية” في اسطنبول.
كذلك شملت اللقاءات أيضا مسؤولين من دول اقليمية أخرى مع “أحرار الشام” و “جيش الإسلام” و فيلق الشام” بهدف تنسيق الجهود بينها باعتبار أن “المرحلة الراهنة تتضمن زيادة الدول الإقليمية لمستوى الدعم العسكري لهذه الفصائل لمنع روسيا وحلفائها من تحقيق أهدافها من حملتها الجوية ودعم القوات النظامية في استعادة مناطق المعارضة في وسط سورية وشمالها”.
ودفع العطية ومساعدوه في الاجتماعات المغلقة باتجاه تشكيل “هيئة التحرير” للتنسيق العسكري بين الفصائل وتشكيل مجالس محلية ومدنية وسياسية داخل البلاد مع إعطاء دور إضافي لرجل الأعمال مصطفى الصباغ ورئيس الوزراء الأسبق رياض حجاب المقربين من الدوحة، ما يعني تغييراً في التوازنات القائمة حالياً في “الائتلاف”، الأمر الذي فسره قادة آخرون في “الائتلاف” بأنه بمثابة “خطة للإطاحة بالائتلاف ومحاصرته بعد فشله”.
“الهيئة الجديدة” التي تعبر الفصائل التي تشكلها عنها لا تعتبر إلا محاولة “حلق اللحى” وتحويل “الجهاديين” إلى “دعاة للحرية والمساواة”، فحركة “أحرار الشام” لا تختلف عن شقيقتها “النصرة” من حيث الولادة والمنشأ القاعدي، وحتى السلوك، الفارق الوحيد هو عدم مبايعة “الحركة” لزعيم “القاعدة”.
ويفسر ولادة “الهيئة” الجديدة ما كانت قد أشارت له هيئة الاذاعة البريطانية الأسبوع الماضي نقلا عن مصدر سعودي أعلن تقديم المملكة النفطية 500 صاروخ مضاد للمدرعات من نوع “تاو” للفصائل المسلحة دون أن تذكر أسماءها.
كذلك تحاول كل من السعودية وقطر لم شمل ما تبقى من فصائل متشرذمة ودمجهم تحت عباءة “الهيئة” في محاولة لتقديم نموذج ذو شكل “معتدل” يمكن أمريكا من تقديمه لروسيا بعد أن عجزت عن تقديم اسم واحد لفصيل معتدل يمكن لموسكو ان تحاوره، وفق مصدر دبلوماسي.
كذلك تأتي هذه الخطوة بعد التراجع الأمريكي المعلن عن تقديم الدعم للفصائل المسلحة وإلغاء برنامج تدريبي بقيمة نصف مليار دولار كان سيقدم للمعارضة، بعد فشل محاولتين سابقتين انتهت بتخريج 5 مقاتلين فقط انضموا لـ “جبهة النصرة” بعد أن قاموا بتسليمها الأسلحة.
وعلى الرغم من الدعم المادي الكبير الذيب تقدمه كل من السعودية وقطر تحت رعاية تركية، فإن نجاح هذه المحاولة يبدو انه يواجه مصير سابقته من حيث الفشل، خصوصا وأن “حلق اللحى” لا يعني تغيير المضمون، قد يمثل غطاء سياسيا ليس إلا، لتبقى الكلمى العليا لوقائع الميدان الذي يتقدم فيه الجيش العربي السوري بخطى متلاحقة
التعليقات مغلقة.