معسكرات إسرائيلية لتدريب مسلحي الجنوب السوري / حسين مرتضى

 

الأردن العربي – كتب حسين مرتضى ( الأربعاء ) 21/10/2015 م …

تتشابه الوقائع الميدانية في القنيطرة ودرعا جنوب سورية، فالفشل المتكرر للوكيل يستدعي تدخل الأصيل،

 إذ ان عجز “جبهة النصرة” واخواتها في ريف المحافظتين والتأهب العسكري الاسرائيلي يعكس القلق من تداعيات سيطرة الجيش السوري وحلفائه على مزارع الامل ومحيطها بدءاً من تل احمر وتل القبع في القنيطرة السورية، وصولا الى السيطرة على نقاط في محيط الشيخ مسكين وحي المنشية بدرعا، ليلامس الجيش معبر الجمارك القديم، وهو معبر حدودي رسمي مع الاردن.

سيناريو هجمات المسلحين الفاشلة في القنيطرة ودرعا أثبت عجز هذه المجموعات عن تحقيق أي خرق للطوق الامني الذي فرضه الجيش حول القنيطرة، والذي يشكل خط نار، احرق معه كل مساعي الكيان الاسرائيلي لإحياء فكرة الجدار الطيب، حيث تقدمت وحدات الجيش وحلفائه بعملية خاطفة جدا، اذهلت الكيان الاسرائيلي، الذي فشل هذه المرة في مؤازرة المجموعات المسلحة، بسبب سرعة اقتحام تل القبع واحمر، والتقدم السريع باتجاه مزارع الامل واطراف قرية طرنجة على بعد 12 كلم شمالي القنيطرة، والسيطرة على المزارع بشكل كامل، ما دفع المسلحين الى الفرار الى عمق الاراضي المحتلة، واستقبالهم في منطقة سحيتا، التي أنشأ فيها جيش الكيان الاسرائيلي مركز تجميع للمسلحين، قبل نقلهم الى نقاط اخرى داخل الجولان المحتل، او في محافظة درعا وريف القنيطرة.

عمليات مباغتة

وحسب معلومات موقع “العهد الاخباري”، فان الكيان الاسرائيلي، بعد ان قام اهالي مجدل شمس باستهداف سيارة الاسعاف، بدأ باستقبال المسلحين في عدة معسكرات ومواقع، انشأها لغرض التدريب والتخطيط والتجميع والتسليح، بالإضافة الى مشاف ميدانية في اكثر من مكان، واوضحت المصادر ان “في كل معسكر غرفة عمليات مرتبطة بالغرفة المركزية وتقود محورا مستقلا عن الاخر”.

وأشارت المعلومات الى أن “مسلحي جباثا الخشب وطرنجة واوفانيا، يتم نقلهم بعد التجمع في سحيتا الى كتيبة مدفعية للجيش الاسرائيلي بالقرب من بلدة زعورة، ويلاصق هذه الكتيبة معسكر لجبهة النصرة يتم فيه التدريب على المدفعية والصواريخ، ومشفى ميداني مجهز لاستقبال الجرحى، اما المعسكر الثاني لجبهة النصرة فهو بالقرب من موقع لواء جولاني في قلعة النمرود، في قرية بانياس في عمق الجولان وبالقرب من حدود طبريا، هذا المعسكر يتواجد فيه ضباط مخابرات أردنيون إلى جانب ضباط جهاز امان “الاسرائيلي”، بداخل هذا الموقع غرفة عمليات يزورها بشكل دائم قادة المسلحين الاردنيين في جبهة النصرة والمتواجدين في القنيطرة”، ومن ابرز هؤلاء كان “ابو عمر الاردني”.

وأضافت أن “المعسكر الثالث يقع في منطقة القلع وبالقرب من مستوطنة بادوم والنقطة 105،  بالإضافة الى مركز تجمع بالقرب من بلدة واسط و مستوطنة مروم جولان، التي يتواجد فيها غرفة للعمليات كانت تدير أحداث معبر القنيطرة، قبل أن يتم نقلها الى نهاريا، داخل العمق الفلسطيني المحتل، هذه الغرفة مخصصة للعمليات المركزية، يقودها جهاز الموساد وامان، ويشرف عليها ضابط من لواء جولاني تم انتدابه الى الموساد ويتقن العربية بشكل جيد. ومن جهة أخرى يتولى الضابط الفار شريف الصفوي من جهة مسلحي النصرة وحلفائها، تلقي الاوامر واعادة تصديرها للمسلحين”، وكشفت المصادر ان الصواريخ التي سقطت على نهاريا في 20/8/2015 كانت رسالة موجهة من محور المقاومة إلى كيان العدو الصهيوني، بأن المحور يعلم بوجود هذه الغرفة وما تقوم به.

وكشفت المصادر أن التعاون لم يتوقف على مقاتلي محاور ريف القنيطرة، بل استقبل الكيان الاسرائيلي عدة مقاتلين من ريف درعا الغربي والجنوبي والشمالي، كثف من نشاطه في محاولة لنسج أكبر شبكة من العملاء، بعد فشل المسلحيين من اقتحام خط الدفاع الحصين في محيط درعا، وبدأ الجيش السوري بعملية عسكرية والتقدم في بلدة الشيخ مسكين، شمالي درعا، عبر مدخل البلدة الجنوبي، ما أسفر عن السيطرة على الكتيبة الفنية في اللواء 82، وانهيار المسلحين، ما دفع الكيان الى طمأنة تلك المجموعات باستمرار دعمها من قبله، ووعدها بتدريب مقاتليها”.

ومع كل ذلك يبقى للجبهة الجنوبية خصوصية واهمية كبيرة كونها مرتبطة بطبيعة الصراع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي والتي تمتد كذلك الى الاراضي اللبنانية في الجنوب والبقاع الغربي.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.