كم على الجميع أن يبيع من الغنم ويبدي الندم حتى ترضى سوريا / وليد السبول

 

وليد السبول ( الأردن ) الخميس 22/10/2015 م ….

بالتأكيد أنه وبعد زيارة الرئيس العربي السوري بشار الأسد إلى الكرملين هذا اليوم، واستقباله ذلك الإستقبال المليء بالحفاوة والإهتمام، هذه الزيارة التي أربكت الجميع وحتى كبار المحللين والسياسين، فإن وجب قراءة الأحداث السياسية والعسكرية بشكل مختلف لمن لم يحسن سابقا إختيار الاصطفاف وقراءة المستقبل، فقد أعطت هذه الزيارة إشارات واضحة لجميع الأطراف وغير الأطراف أن الرئيس بشار الأسد وحده هو الذي يملك بيده مفاتيح الحوار وتوجيهات الحل، كما أنه هو الوحيد القادر على فرض واقع جديد على ارض المعركة، وهو كذلك الوحيد القادر على فرض الأوراق على طاولة الحوار بل وتسمية المحاورين واستبعاد من لا يود منهم.

وكما أخطأ الكثيرون بمعاداة النظام  السوري وخان الشعب والنظام مثل النظامين السعودي والقطري، فدعموا بوضوح وعلانية ولا يزالون يدعمون العصابات التكفيرية المتمردة تحت مسميات مختلفة منها الحر ومنها النصرة والشام ومنها القاعدة وداعش، وآخرون مثلهم (وكلهم سواء ) حملوا السلاح في وجه الجيش والشعب العربي السوري، وأخرون دعموا هذه الجهات متخفين تحت ستار من الحياء فأرسلوا قليلا من الرجال وقليلا من السلاح وقليلا من السيارات والغذاء في جنح الليل مع الانكار المتواصل أمام الإعلان. كل هؤلاء عليهم الأن أن يعيدوا حساباتهم وأن يتوجهوا بوفودهم أيضا بادئين تحت جنح الظلام ومن تحت الطاولة، وأن يحاولوا استرجاع ثقة النظام السوري وذلك بتقديم أسمى آيات الاعتذار بأنهم ضللوا وبأنهم يبدون الندم على ما فعلوا بحق الغنم التي تخلوا عنها تحت تهيؤات وأضغاث أحلام هيأت لهم أنهم سيرثون سورية سريعا وسيتم تقسيم سوريا بينهم كالذبيحة عندما تقع فتكثر سكاكينها، فتركيا كانت تستعد لاقتسام جزء جديد من شمال سوريا، كما أن المنظمات الإرهابية والتي كان يقال عنها المعارضة المعتلة كانت تستعد للسيطرة على أجزاء واسعة، وجزء آخر لدولة اسرائيل كإمتداد وتوسع للبعد الأمني الأسرائيلي في المنطقة، وحتى أمريكا كان لها نصيب بإقامة بعض القواعد العسكرية.. كل ذلك انهار الآن وأصبح على الجميع أن يقيل ليس بالتفاوض والتنازل وإنما نسيان غالبية هذه الأحلام وبات على دولة مثل تركيا أن تبدأ الإرتجاف رعبا من محاولة الجيش السوري استعادة بعض المحافظات الموجودة في الجنوب التركي وكانت أصلا أراض سورية اقتلعت من سوريا بعد الحرب العالمية الثانية كمكافأة لتركيا وكجزاء وعقاب لسوريا على وقوفها في وجه الفرنسيين في أكثر من موقعة أشهرها ميسلون. وعلى تركيا أن تبدأ بالإرتجاف والشعور بالرعب من مطالب استعادة أرض الإسكندرون المنهوبة سلبا وسرقة علانية

إنه من الواجب على كل من دأب على مشاهدة قنوات الجزيرة والعربية والتركية ، أن يدركوا كم الخداع والتضليل الذي تعرضوا له بإنتصارات وهمية لهذه العصابات لم تكن على أرض الواقع شيئا بل على العكس، أخفي عنهم حجم الإنتصارات التي يحققها الجيش السوري عليهم مدعوما بالطيران الروسي وبإسناد ومشاركة برية إيرانية.

لقد كانت الجبهة منقسمة ما بين عصابات مدعومة من قبل تركيا الدولة التوسعية، واسرائيل الدولة العدو والدول الخليجية التي تقف ضد مشروع الدولة السورية العلماني والحاصل على تأييد من إيران، وفي الطرف الآخر النظام والجيش السوري بدعم من الطيران الروسي ومن بعض الخبراء الإيرانيين وأخيرا من حزب الله برجاله وعتاده.

إنه لمن المفيد تقديم النصيحة لكل من اعتقد بقرب هزيمة النظام السوري على يد المنظمات الداعشية والتكفيرية وحتى التي تدعي أنها جيش حر أو جيش الإسلام أو حتى جيش النظام التركي، عليهم جميعا أن يوقنوا أن ما يحدث الآن قد قلب عليهم ظهر المجن وأصبح الجيش السوري هو فقط من بفرض وقع المعارك وتقرير أي المناطق يتوجه لتحريرها أولا.

وربما يكون من المناسب أن نبدأ نحن محبوا وعشاق سوريا بإعداد الخطط للإنطلاق قريبا جدا في سياراتنا برا من الحدود الأردنية إلى دمشق أمنين من كل الظروف ونصل إلى دمشق ونتسوق من ذات الأسواق التي كنا نتسوق منها، ونأكل ونسهر في ذات المطاعم التي كنا نأكل فيها وننام في ذات الفنادق التي كنا ننام فيها.

إن الأوضاع في سوريا تميل إلى الاستقرار وقريبا جدا ستنتهي كل الحركات العسكرية وحتى السياسية، وتعود سوريا لاستقرارها الشعبي والتجاري والسياسي والعسكري والأمني تحت إمرة الرئيس الفذ المناضل القائد الرمز الدكتور بشار الأسد شخصيا.

وليد جودت السبول

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.