بشار الأسد في موسكو : الزيارة والدلالات / جمال العلوي

 

جمال العلوي ( الأردن ) الجمعة 23/10/2015 م …

في لحظات اعلان زيارة الرئيس العربي السوري بشار الاسد الى موسكو كنت أتحدث على الاخبارية السورية حول تداعيات الانتفاضة الثالثة.

كان الاسد مرتاحاً لدرجة أنه عقد ثلاثة اجتماعات في موسكو مع الرئيس بوتين اولهما كان لقاء بحضور وزيري الخارجية والدفاع والثاني اجتماعاً مغلقاً والاخير كان عشاء عمل بحضور رئيس الوزراء ووزيري الخارجية والدفاع.

استقبله بوتين على أبواب مقر إقامته ، سارا معاً في الممرات ، ومرا بقاعات متعددة للاجتماعات ، لكن بوتين فضل أن يستقبل الرئيس الأسد في قاعة الكبار …

وانتهزت هذه الفرصة لتوجيه التحية الى سوريا الحبيبة في هذه اللحظة التاريخية الفاصلة ،التي تم فيها إعلان زيارة الرئيس السوري الى موسكو بعد اختتام اعمالها وعودة الاسد الى عرينه في دمشق، تحمل هذه الزيارة من الدلالات الكثير والرسائل الى كل الاطراف الدولية والاقليمية ، أن الاوضاع في سوريا تسير الى مراحل جديدة بعد أن فهم العالم أجمع أن دمشق هي بوابة التاريخ، وبوابة التعامل مع استحقاق الارهاب والقضاء عليه وأن كل الدوائر الاقليمية ومراكز الثقل أصبحت تسلم بفرضية بقاء بشار، رغم قناعتنا الثابتة أن بقاء الاسد هو خيار شعبي سوري لا يخضع للاعتبارات الدولية والرغبات الاقليمية.

وعلى المتحدثين باسم حكوماتهم أن يعرفوا جيداً أن ولاية الرئيس الاسد الحالية تنتهي بعد خمس سنوات أي في عام 2021 وعليهم التفكير في ذلك جيداً ، وعلينا أن لا ننسى ان زيارة الرئيس الاسد الى موسكو فيها من الدلالات والقوة التي تكشف مدى ارتياح الاسد لسير معطيات الميدان في كل الجبهات حيث يقاتل الجيش السوري في عشر جبهات في ذات الوقت.

لذا مطلوب من دوائر القرار أن تعي جيداً، أن مرحلة خروج سورية من الازمة تسير قدماً وان استحقاق حسم الواقع العسكري في حلب وادلب والغوطة واكثر المناطق سخونة اصبحت وشيكة عندها تبدأ رحلة توصيف الاستحقاق السياسي وفي شروط الميدان الجديدة.

ولا أريد أن ادخل بما هو مطلوب مرحلياً على الصعيد الاردني لكن علينا التفكير جيداً بتسريع وتيرة الرسائل المبطنة وغير المعلنة التي لم تعد تناسب افرازات المرحلة، ولا بد من الدخول في الاستحقاقات بالسرعة اللازمة حتى لا تكون قد دخلت مرحلة لا تنفع فيها، طريق دمشق عمان لا بد من ان يدخل في مسارات جديدة عبر بوابة جديدة تعيد ترسيم العلاقات وفق رؤيا جديدة تعيد فتح الابواب المقفلة وبناء مسارات جديدة تقرأ الممحي والمكتوب بصورة اكثر وضوحاً .

من قاعدة حميميم في اللاذقية» إنطلق بالأمس وإليها عاد الرئيس بشار حافظ الأسد … ومنها سيبدأ فصلا جديدا في مقارعة واشنطن وأنقرة وتل أبيب وبقية جوقة الإرهاب والغزو … إشارة الهجوم المرتقب باتت تقاس بالساعات … وعشرات الطائرات في طريقها إلى عدد من المطارات السورية ومن ضمنها قاذفات إستراتيجية لضرب مساحات شاسعة من الاهداف.» لتكون مرحلة نهائية قد بدأت وحفرت سطورها..!…

 

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.