أولوية القضية الفلسطينية والسيادة الوطنية والحياة المطلبية … الأردن وسورية نموذجان / علي حتر

 

 

علي حتر ( الأردن ) الأحد 18/1/2015 م …

المقدمة

 

المركزية: شعار هلامي.. برّاق لكنه بلا مضمون عملي ولا مقياس للتطبيق والمحاسبة، يحوي قابلية التجاهل، وقابلية التنازل، وقابلية المناورة، وقابلية الانسحاب العملي من المسؤوليات.. وكلها مبرهنة عمليا.. وأول برهان، قابلية التخلي عن القضية بسبب أشخاص غير مؤهلين للمواقع التي يُنصّبون فيها وللصلاحيات التي يمنحونها، يتخذون موقفا يرفضه الشعب، مثل عباس.. وبسبب أشخاص موثوقين مثل ياسر عرفات في أوسلو..

 

والمركزية بلا حدود.. المركز يدور حوله كل شيء ولا يقترب منه.. وليس لما يدور حوله بداية ولا نهاية.. كالدائرة التي لا تتحرك من مكانها.

 

الدول العربية جميعها تدّعي الإيمان بمركزية القضية الفلسطينية.. وباستثناء سورية وربما الجزائر.. جميع دول الجامعة العربية تعترف رسميا، علنا أو بالخفاء “بإسرائيل”، وجميعها شاركت بمبادرة السلام المسماة “عربية”.

 

 

 

الأولوية: تعني وضع خطة أو برنامج له بداية ومسار له خطوات متعددة متسلسلة.. وفيه خطوة تسبق ما عداها. والبدء بالقضية التي لها أولوية.

 

أي أنها تعني وضع القضية في بداية كل برامج وخططِ من يلتزم بها.. وفي اتجاهها.

 

 

 

الحروف الثلاثة الأولى من كلمة أولوية.. تضع حدودا.. تعني قبل كل شيء.. البدء يكون بها..

 

أي أن الأولوية هي عمل وواقع على الأرض وفي السياسات، ولا يمكن التنازل والتخلي عن القضية ذات الأولوية بالخداع والإدعاء والخطابات الفارغة الرنانة.!

 

والأولوية لا تحتمل تفسيرات متغيرة.

 

وعندما تكون قضية الصراع مع العدو هي القضية ذات الأولوية للعرب، فهي لا تحتمل تحويل الصراع إلى صراع فلسطيني إسرائيلي (كما يقول سعود الفيصل وكما فعل الملك حسين بفك الارتباط)، مع ملاحظة أن العدو يُبْقي الصراع عربيا إسرائيليا.. بل إنسانيا إسرائيليا.. أليس هو من شارك في تدمير العراق، وشن هجماته المدمرة على لبنان، ويعادي إيران ويهددها مثلا؟

 

 

 

العدو يعتبرها قضية فلسطين أولوية ويبني سياساته للتعامل مع كل العرب على ذلك، حتى من تخلوا عنها، فهو مثلا يحتج على تسليح السعودية، مع معرفته أنها لن تواجهه. وهو يستمر بالعمل على نفس القضية في حين ابتعد عنها من يقولون أنها مرزية!! ولا يعتبرون أن لها أولوية..

 

 

 

الأولوية تعني عمليا:

 

–        عدم السماح باحتمال الخطأ في التعامل مع العدو

 

–        اختيار قيادات لا تقبل التنازل عن السيادة الوطنية

 

–        اختيار الحلفاء اختيارا لا يتعارض مع القضية ومع السيادة الوطنية

 

–        عدم تعريض السيادة الوطنية لصناديق الاقتراع

 

–        عدم الارتباط بالقروض والمساعدات الخارجية

 

–        عدم الاعتماد على أسلحته

 

–        عدم اللجوء إليه لتدريب كوادرها

 

–        في حالة التعامل مع أمريكا، الدقة في اختيار السلع للتبادل التجاري، على ألا تشكل عبئا على الاقتصاد الوطني وقيودا للقرار السياسي

 

–        عدم التعاون العسكري والأمني مع العدو بطرفيه الأمريكي واليهودي

 

–        عدم السماح لمنظمات العدو ومؤسساته المُقَنّعة بشعارات السلام والتعاون من اختراق الوطن

 

–        نشر ثقافة الحذر من التعاون معه أو التعامل معه ومقاطعة مؤسساته المختلفة في المجتمع

 

–        عدم تعيين وكلائه من المحليين في مناصب القرار

 

–        عدم عقد هدنة تنتج خمدا للصراع وتهدئة تمكنه من بناء نفسه وتنتج اضطرابا في صفوفنا

 

–        ومهما قاطعناه.. لن نموت..

 

 

 

بينما بعض دولنا تتحالف مع العدو مباشرة، بمعاهدات وتعتمد علي بالمساعدات والقروض

 

 

 

ما الذي حصل في ظل المركزية في تاريخنا؟

 

في ظل شعار مركزية القضية، تم التخلي عن الضفة الغربية وتم فك الارتباط، بحجة أن الفلسطينيين يريدون ذلك، وكأن القضية لا تخص غيرهم.. وارتفعت شعارات “الأردن أولا” و”لبنان أولا”، والتي تعني سايكس بيكو أولا.. والتفتيت أولا.. وربما نهتف بعد قليل، تركيا أولا..!. وعلت في ملاعبنا هتافات التفتيت وخدمة إسرائيل مثل “تسلم إيدك يا شارون.. أنت هناك واحْنا هون”

 

.

 

ومثل الضفة، تم تخلي مصر عن غزة في ظل مركزية القضية وارتفع شعار “مصر أولا”.. ووعد السادات بتوصيل مياه النيل إلى “إسرائيل” رغم تحريض إسرائيل دول أعالي النيل لقطع مياه النيل عن مصر..

 

.

 

وتم استلام السلطة الفلسطينية تقرير مصير الأرض المغتصبة واللاجئين وحق العودة، أي تم تسليم من هم غير مؤهلين ليتولوا القضية تمهيدا للتخلي عنها.. وإعطاء الوقت للعدو لتوسيع الاستيطان تحت غطاء المفاوضات

 

.

 

وفي مصر صادق مرسي بيريز ولقبه بصديقي العظيم، ثم أدى الصراع مع حماس في مصر، بعد سفوط مرسي، إلى جعْل الحكام يحاصرون غزة مثل ما يفعل اليهود..

 

دون أن تُنسى قضية خلية حزب الله المشهورة!

 

.

 

في ظل المركزبة حصلت أحداث أيلول وصبرا وشاتيلا

 

.

 

في ظل المركزية الفضفاضة

 

مصر باعت الغاز المصري لإسرائيل بأرخص مما تبيعه لمواطنيها.. ونعرف كم هو متعثر ذلك الاقتصاد المصري.. قبل وبعد إسقاط نظام مبارك..

 

واليوم نرى مصر ترتمي في حضن السعودية لضخامة الديون على مصر!!

 

.

 

وفي ظل المركزية:

 

الأردن يشتري الغاز المسروق من بلادنا المغتصبة، من السارقين.. بحجة أننا بحاجة للغاز.. وبهذا..  مصيرنا يصبح مربوطا بالقرار الإسرائيلي.. الذي سوف نُسَلّْمه مفاتيح طاقة مصانعنا..

 

وتزعم حكومتنا التي تهتف في كل خطاب بمركزية القضية، أنه لا يوجد لدينا مصادر أخرى للغاز.. رغم الصداقة الحميمة التي تربط حكامنا بحكام قطر والسعودية.. ملوك الغاز..

 

.

 

وفي ظل المركزية أنشأ الأردن ومصر المدن الصناعية المؤهلة لصالح إسرائيل.. نبني لها، نعطيها الطاقة والمياه ونجمع فضلاتها ونعالجها..

 

في ظل المركزية:

 

عمال موانئنا يشكون الفقر.. ورغم ذلك.. فُتحتْ موانئ العقبة وبورسعيد والسويس خلال إضراب عمال الموانئ المغتصبة.. لحل أزمة حكومة الاغتصاب..

 

ولا ننسى سرقة مياهنا في الجولان ولبنان والأردن.. وحتى سرقة الجولان نفسه.. في ظل مركزية القضية..

 

وفي ظل شعار مركزية القضية الفلسطينية، تساقطت مواثيق الجامعة العربية وأولها  ميثاق الدفاع المشترك..

 

وفي ظل مركزية القضية اجتاح العدو لبنان ولم يخرجه إلا المقاومة التي تعتبر القضية أولوية قبل أن تكون مركزية..

 

وفي ظل مركزية الصراع، تحولت المقاومة إلى قضية إرهاب وجنايات تُناقش في اجتماعات مشتركة، على طاولات مدراء المخابرات الأمريكية واليهودية ومعظم الحكومات العربية..!

 

وفي ظل المركزية قُسِّم السودان إلى دولتين.. حتى الآن..

 

حتى الأحزاب الوطنية واليسارية.. لم تعد لها بوصلة تهتدي بها.. في ظل المركزية.. ولم تعد تعرف من أين تبدأ.. وتحولت من أحزاب ثورية إلى أحزاب تلهث وراء الشرعية الدولية التي باعت فلسطين لليهود!

 

وفي ظل المركزية، انتشرت منظمات التمويل الأجنبية بيننا وأوصلت المتمولين منها إلى الترشيح للرئاسة، في فلسطين مثلا.

 

وفي ظل المركزية، استفراد العدو بغزة والضفة، مع عدم الاستعداد الرسمي العربي للمساعدة العسكرية

 

وفي ظل المركزية عقدت كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو.. وأقامت قطر علاقات علنية مع العدو أقام الآخرون علاقات سرية معه. واستضافوه علنا في مؤتمرات دافوس..

 

وفي ظل المركزية يتم تسريب أراضي الكنيسة الأرثوذكسية في فلسطين إلى إسرائيل، تحت مرأى الأنظمة العربية والسلطة الفلسطينية.

 

برامج الحكومات والحكام

 

لم يكترث حكام دول الجامعة العربية إلا بمصالهم ومصالح أقربائهم ونسائبهم وبطانتهم،

 

وحمايتهم الشخصية وضمان استمرارهم على كرسي الحكم، وتوريث السلطة لأبنائهم، وكانت هذه هي برامجهم الحقيقية، مع تخليهم العملي عن القضية، وإن تظاهروا بالاهتمام بها، في خطاباتهم!

 

الحرب ضد صدام حسين للتخلص منه من ناحية، ولفرض حكام الكويت من ناحية أخرى، والهجمة على سورية للتخلص من بشار الأسد.. ومثل ذلك تغيير حمد القطري والتدخل في لبنان، والمساعدات للتخلص من القذافي تعتبر من أنصع البراهين على إرادة العدو بفرض الحكام الذين يريدهم في المنطقة.!

 

بل إن تهديد صائب عريقات الأخيرة (شهر كانون الأول عام 2014) بحل السلطة الفلسطينية إذا لم تدفع “إسرائيل” عائدات الضرائب، يعتبر من أنصع البراهين على إرادة العدو بفرض السلطة وأفرادها في الساحة الفلسطينية، وإلا لما اعتبر عريقات أن حل السلطة يشكل ضغطا على نتنياهو!!

 

وغير ذلك.. هل لدى حكام الدول المسماة عربية أي برامج؟

 

والنماذج منهم كثيرة..  تبدأ بحسني مبارك وتمر في زين الدين بن علي وتستمر حتى تصل إلى حكام الخليج..

 

تحالفات حكام دول الجامعة العربية

 

كل التحالفات التي يلتزمون بها تساعد فقط في حمايتهم وزيادة أرصدتهم، وتخليهم عن أي التزامات وطنية أو قومية أو إنسانية.. 

 

ولا تؤدي إلى أي موقف يخدم شعبهم أو تساعد في مسألة استرجاع الأرض المغتصبة، ولا حتى الأجزاء التي يدّعون أنهم يطالبون بها، أي حدود 1967.

 

بل أنهم زيادة على ذلك، يربطون  ميزانهم الاقتصادي والأمني بالأعداء في الولايات المتحدة وبنوكها، وشركاتها وقواعدها العسكرية وسفاراتها في البلاد التي يحكمونها، ويضعون كل أرصدتهم في بنوكها لتستفيد منها.

 

وهذا لا يمس شركات النفط أو البنوك وحدها، بل حتى شركات الكوكاكولا والوجبات السريعة والدخان، والأخيرة تتدخل في تعيين وزراء الصحة في كثير من هذه الدول. 

 

حتى في مسألة الطاقة، فمصر باعت الغاز لليهود باسعار تفضيلية، والأردن ربط مصانعه بصنبور الغاز الذي يسيطر عليه العدو السارق للأرض والمياه..!

 

وفي المناهج التعليمية، وهي من أهم المطالب الحياتية، يتدخل الأعداء في فرض ما يضمن خططهم، وضرورة تجهيل شبابنا لخدمتها، لأنها ترسم طريق الشباب.. وبالتالي مستقبلنا القريب والبعيد..

 

من الأمثلة الواضحة على ذلك:

 

–        جامعة القدس في أبوديس في القدس.. بقيادة سري نسيبة الذي نشأ في كيبوتس،  تقدم منحة مجانية، حتى شهادة البكالوريوس للطالب الذي يدرس التاريخ حسب المنهج الذي أعدته “إسرائيل”..

 

–        تعديل مناهج الدراسة في مصر

 

–        تعديل مناهج الدراسة في الأردن، وتحتوي مصفوفة تعديل المناهج الأردنية 205 مرات كلمة السلام، ولا تحتوي على ذكر تطوير الفيزياء والكيمياء. واستبدال مئات الصفحات عن القضية الفلسطينية في المدارس بعدد قليل جدا من الصفحات لا تساهم بتثقيف الطلاب بتاتا عن القضية، حسب استحقاقات معاهدة وادي عربة.

 

–        وزعت على الطلاب قبل ثلاثة أعوام، كتب بريطانية لتعليم الانجليزية، وكانت تحتوي على عناوين مواقع الشذوذ الجنسي والبغاء المثْلي في الإنترنت، وسُحبت بعد انتباه أولياء الأمور والاحتجاج الشعبي مع الاعتذار فقط دون محاسبة أحد.

 

–        تدريس مذكرات آن فرانك (المزورة) عن المحرقة في المدارس الخاصة الأردنية، والترويج للمحرقة دون أي برهان علمي

 

أما السلطة الفلسطينية، (وبدعم من حكام الجامعة العربية، فقد أعلنت التنازل عن حق عودة اللاجئين  من الشتات

 

بل حتى وصلت الأمور، أن تهدد “إسرائيل” بحل السلطة (حليفة إسرائيل)، لأنها لا تأتمر بأوامر الحاكم “الإسرائيلي”وتجميد عائدات الضرائب التي تجبيها إسرائيل نيابة عن السلطة، لأنها تقدم طلبا للمحكمة الدولية..!! رغم ان السلطة تأتمر بكل أوامر وتعليمات إسرائيل والتنسيق الأمني معها.. وإعطائها الفرصة لبناء ما شاؤوا من المستوطنات تحت غطاء المفاوضات الأبدية.. التي يهدد قائدها صائب عريقات بحل السلطة (حل نفسه) إذا لم تدفع إسرائيل عائدات الضرائب.

 

على جانب العدو.. ماذا يجري في ظل مركزية القضية عند الدول العربية

 

–        احتل العدو في الخمسينات أم الرشراش (إيلات) وتوسَّع العدو عام 1967

 

–        نمّى قدراته العسكرية والنووية

 

–        عزز اقتصاده وأقام العلاقات مع الحلفاء في كل العالم، وحصل على تأييد الأمم المتحدة في كل اعتداءاته علينا

 

–        ضاعف عدد المستوطنات، وبنى معظمها بإسمنت زوّده به رجال السطة (تذكرون مستوطنة أبو غنيم وأبو علاء قريع)، واليوم تزودهم لافارج بإسمنت تنقله لهم سيارات شركة إسرائيلية في عكا في عكا.

 

–        أصدر عددا كبيرا من القوانين لتثبيت نفسه وضمان ديمومته.. منها قانون 1650 للتهجير

 

–        أسر آلآف المناهضين له

 

–        سيطر على وصادر آلاف الدونمات لتحويلها إلى طرق تصل مستوطناته ببعضها.

 

–        اقتحم المقدسات وسيطر على الحرم الإبراهيي في الخليل وحفر تحت المسجد الأقصى حتى كاد يهدمه. 

 

–        قطع الزيتون في آلاف الدونمات من أراضي الضفة والحمضيات في أراضي غزة..

 

–        فرض يهودية الدولة على الجميع

 

–        هجر عشرات الآلاف من المواطنين في القدس باقي المناطق

 

–        قام بعشرات المذابح في فلسطين ولبنان ووصل لقتل قياداتنا في تونس

 

–        شارك في تدمير العراق مع الغزاة الأمريكيين

 

–        سعى إلى تحريض دول أعالي النيل على مصر بالتحكم بالمياه

 

–        وكثير غير ذلك..

 

شعارات سايكس بيكو

 

القوى الإقليمية المنتمية لسايكس بيكو.. وهي من نتاج سايكس بيكو، رفعت شعارات أولوية سايكس بيكو.. أي أولوية تفتيت وتمزيق بلادنا….

 

مثلا.. شعار ياسر عرفات “ما حك  جلدك مثل ظفرك”.. وقتلوه قبل أن يحك جلده..

 

شعار “لبنان أولا”.. ثم شعار “الأردن أولا”.. 

 

سعيد عقل.. ألّهَهُ دعاة لبنان أولا.. حين مات.. أخيرا

 

شاعر “الأردن الأول”، عرار.. يقول:

 

“يا أردنيات لو أوديت مغتربا.. فانسجنها بأبي أنتُنَّ أكفاني”

 

ويقصد بتلك الغُربة وجوده في دمشق!! 

 

ويقول مرة اخرى..

 

“قالوا تدمشق قولوا ما يزال على… عِلّاتِهِ إربديَّ اللون حوراني”

 

لا حظوا كلمة حوراني.. وسهول حوران معظمها في سورية.. ولا يريد أن ينسب إليها

 

 (عارضْتُ شخصيا هذا البيت قائلا:

 

“قالوا تدمشق قولوا عاد معتنقا…… جذوره.. جُلّقيَّ اللون حوراني”)

 

ويقول نفس الشاعر أيضا:

 

“تعالى الله والأردن.. لا بغدادُ  والرطبة”

 

في بيت الشعر هذا.. اتخذ الشاعر موقفا إقليميا اكثر وضوحا، ويحمل نوعا من العدائية المبطنة، فهو لا يقول إن “بغداد والرطبة” لا تعنيانه، بل يؤكد انه لا يريد للعلو ان يصيب بغداد والرطبة، بل الله والأردن فقط..

 

ويقول نفس الشاعر في قصيدة أخرى: 

 

لو كنت من مازن لم يَسْتبحْ إِبلي “  (عرص) من الشام أو ( عكروتُ ) لبناني

 

كما يقول” الحمد لله ليست مصر لي وطنا”

 

إنها قمة الإقليمية التي ليس لها أساس تبنى عليه غيرسايكس بيكو.. ومعاداتنا جميعا..

 

ولا أعتقد أن أحدا ينسى المذيعة المصرية حياة الدرديرى التي طلبت من الجيش المصري مساعدة اسرائيل خلال عدوانها وضرب غزة بالقوة.

 

وحتى المفكرين الذين يُسَمَّون كبارا مثل سعيد عقل (اللبناني الذي يرفض غير لبنانيته).. طالب بإبادة الفلسطينيين، في مقابلة تلفزيونية على الهواء وطلب من  «البطل» (مناحيم) بيغن «أن ينظف لبنان من الفلسطينيين»، ودعا اللبنانيين للقتال إلى جانب الجيش الإسرائيلي، معتبراً هذا الأخير «جيش الخلاص».

 

وتناقل ناشطو الوسائل الاجتماعية مقولته الأشهر، والأقرب إلى فتوى: «على كل لبناني أن يقتل فلسطينياً». كما ساند مرتكبي مجازر «صبرا وشاتيلا»..

 

ودعا إلى التخلص من اللغة العربية باعتبارها «كرخانة»، وإلى إحياء «اللغة اللبنانية» بأحرف لاتينية، بل أصدر بالفعل ديواناً شعرياً هو «يارا» بتلك «اللغة».

 

ورغم كل ذلك أقيمت له جنازة تشبه جنازة الأبطال..!

 

في حوار على صفحات الفيسبوك، انتقدت شعار “الأردن أولا”، فجاءني التعليق التالي، من شخص جذوره من بلدة في الضفة الغربية، لكنه يعيش في عمان، وصفحته بعنوان “الأردني أولا”:

 

“انا اردني وطني هو الاردن احمل جواز سفر اردني . جنسيتي اردنيه . معترف بها دولياً . لا يمكن أن اكون مصرياً ولا لبنانياً وسورية ولا فلسطينياً الا بالعواطف. غير ذالك ضرب من الخيال ليس له واقع فعلي معترف به. حتى لو تجرأت أن اتدخل معنوياً بأي بلد عربي سيكون ذاك من باب المؤامره. انتمائي الاول للاردن . ليس لي انتماءات اخرى. اعتبر من يحمل الجنسيه الاردنيه وله انتماء لغير الاردن . ناكر لجميل وفضل الاردن عليه .لذلك اقول من لا يعجبه الاردن اشرف له من باب الثوريه والصدق مع ذاته التنازل عن الجنسيه الاردنيه . لن نسمح لاي كان أن يجعل مسرح لكل المغامرين تحت شتى الشعارات . أن كانت قوميه او دينيه ( فليسقط شعار ارض الحشد والرباط ) لانها لا تؤدي هذه الشعارات الا بأستيراد كل زعران وهمل وقوادين العالم تحت هكذا مسميات”

 

تركْتُ الأخطاء اللغوية كما هي حتى لا أتدخل في النص.

 

الحياة المطلبية وعلاقتها بالوضع السياسي

 

في الأردن، في سورية، في لبنان، في مصر، يحاول كثير من المعارضين والإعلاميين، الادعاء أن المسائل الملحة هي مسائل مطلبية، لا سياسية..

 

وتلك الأكذوبة الأولى توحي للمستمع المواطن، أن المسائل داخلية ومرتبطة بالسياسات الداخلية فقط.. وأن أمريكا وإسرائيل وكل الأنظمة في الجزيرة العربية، بريئة من كل شيء..

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.