قراءتان لزياره الرئيس بشار اﻻسد لموسكو / حسين عليان

 

حسين عليان ( الأردن ) الخميس 22/10/2015 م …

تأتى الزياره السريه والعاجله للرئيس السورى بناء على دعوه من الرئيس بوتين لتثير عاصفه من التكهنات وماده دسمه اﻻعﻻم واقاويل وتحليلات اﻻعﻻمين والسياسين .

حول ابعادها ونتائجها وما سيترتب عليها من تداعيات سياسيه وعسكريه .

بالرغم مما صدر من تصريحات الزعيمين المقتضبه والتى تؤشر ضروره البحث عن حل سياسي طال الحديث عنه فى اﻻروقه المختلفه مع ان كل اطراف اﻻزمه تعتبر مؤتمر جنيف واحد يصلح كأساس للحل اﻻ ان لكل طرف رؤيته وتفسيراته لبنود ذلك اﻻتفاق وما تم التوافق عليه فى ذلك المؤتمر .

وبالعوده لزياره الرئيس اﻻسد تقرأها بعض اطراف المعارضه السوريه وبعض اﻻطراف اﻻقليميه انها تخلى روسي عن الرئيس اﻻسد معززين وجهه نظرهم بالطريقه وبالكيفيه التى تمت بها من حيث السريه والسرعه وعدم وجود وفد مرافق وذهبوا ﻻبعد من ذلك بالقول ان الروس باتوا مقتنعين بصعوبه الحسم العسكرى بالرغم من ان الجدول الزمنى الروسي الذى وضعوه لهزيمه اﻻرهاب يتحدث عن اربعه اشهر ولم يمضى منها سوى شهرا واحد وقد ظهر خﻻله تحوﻻ ملحوظا فى ميزان القوه على اﻻرض لصالح الجيش والدوله السوريه .

واضح طوال ما يربوا على اربعه سنوات من عمر الحرب على سوريه ان ما يقوله الروس فى الغرف المغلقه هو نفس ما يعلنوه وهم بخﻻف السياسه الغربيه واﻻمريكيه المتناقضه والمتقلبه والمبهمه.

لذلك هذه القراءه التى ترى هدف موسكو من الزياره كان ابﻻغ اﻻسد بأن الحل السياسي يتضمن رحيله اعتقد ان هذه القراءه التى يروج لها البعض ليست سوى تمنيات ﻻ مؤشرات لها فى الواقع .

اما القراءه اﻻخرى التى تستند الى تحليل الحقائق فأنها تؤكد مايلى

فالموقف الروسي لديه مسائل مبدئيه يود ان يفرضها فى العﻻقات والسياسه الدوليه تقوم على احترام سياده الدول وعدم التدخل فى خياراتها وان زمن اﻻمﻻءات و التصرف المنفرد و زمن اﻻحاديه القطبيه قد انتهى .

كما ان سوريه وروسيا لهما مصلحه مشتركه فى النصر الناجز على اﻻرهاب وتصفيه كل تنظيماته ولن يكون هناك اى حل سياسي قبل تحقيق ذلك .

كما وان محورا قد تشكل من موسكو حتى سوريه مرورا بطهران وبغداد وحتى شرق المتوسط

ويقف خلف هذا المحور الصين ودول البريكس وهم لن يسمحوا بخساره المعركه .

زياره اﻻسد هى رساله من موسكو لخصومه تقول فيها أنها تتمسك باﻻسد وبموقفها طوال الوقت ان السوريين وحدهم من يحق لهم تقرير مستقبل رئيسهم و بﻻدهم .

لكنها بالمقابل ستبقى منفتحه على اﻻمريكى والسعودى والتركى وغيرهم من اجل مكافحه اﻻرهاب وتقليل كلف وزمن الحرب .

وهى بنفس الوقت جاءت لسوريه لتنتصر وﻻ شيء غير النصر.

ان لقاءت غدا الجمعه فى عاصمه النمسا فينا سيتضح فيها اى القراءتين اصح

روسيا تمارس سياسيه تكتيكيه مرنه تضلل الكثير عن رؤيه حقيقه الموقف الروسي .

ان ارتفاع صراخ وتشدد الموقف السعودى والقطرى ومعهم التركى وابواق اعﻻمهم اﻻ دليل يأس وازمه حقيقيه وخشيه من تداعيات النصر السورى بقياده الرئيس بشار اﻻسد .

ان ما دفعه الشعب السورى من تضحيات وصمود طوال خمس سنوات من العدوان ﻻ يمكن وﻻ يحق ﻻحد التفريط فيها على طاوله التفاوض لمحور صهيوى عربى فشل فى ميادين القتال.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.