هستيريا العقوبات و مسخرة الحظر الامريكي ” الاحادي ” / كاظم نوري

المختصر المفيد حول العقوبات الأمريكية على إيران | سياسة واقتصاد ...

كاظم نوري ( العراق ) – الخميس 11/6/2020 م …




لن يمر يوم الا ونسمع فيه ان ادارة المصاب ب “هستيريا ولوثة” العقوبات والحظر الرئيس الامريكي دونالد ترامب قرر فرض قيود او حظر على الدول الاخرى التي ترفض الاستجابة لاوامر” سيئة العالم الحر” الولايات المتحدة الامريكية وكان اخر قرار  وسوف لن يكون الاخير في مهزلة العقوبات فرض قيودعلى اكثر من ” 100 سفينة  وشركتين ايرانيتين على صلة بانتاج قطاع النفط في ايران.

وسبق ذلك ان اصدرت وزارة العدل في واشنطن قانون عقوبات اقتصادية على سورية اطلقت عليه ”  اسم ” قانون قيصر لاندري لماذا اختيار قيصر بدلا من جورج واشنطن ” لانه  قانون امريكي ياتي  خلافا لكل القيم والاخلاق الانسانية السائدة بين الدول.

 ولم يبق في ايران وسورية  وحتى فنزويلا مرفق من مرافق الحياة الا وتعرض للعقوبات التي اصبحت لاقيمة لها بعد الاجراء الايراني الجريئ بارسال 5 ناقلات نفط ومشتقاته في رحلة تحدي فرغت حمولتها في فنزويلا التي تتعرض هي الاخرى لعقوبات وحصار امريكي جائر امام انظار قوات البحرية الامريكية في منطقة البحر الكاريبي ما يعد صفعة توجهها طهران لكلاب واشنطن المسعورة وتسفيها للاجراءات الاحادية .

لقد فات الرئيس ترامب مرفق حيوي وهام علينا تذكيره به الا وهو مرفق ” المياه الثقيلة والاسنة” طالما ان تفكيره يتركز على ذلك فمجاري المياه الاسنة  والقاذورات ومكبات النفايات ربما نسي ترامب ان يهتم بها ويتحفنا بفرض عقوبات عليها .

يا للتفاهة والذهنية البغيضة والمريضة التي يتحرك في اطارها رئيس يمثل دولة عظمى مثل الولايات المتحدة ويتهم خصومه الديمقراطيين بانهم اذا وصلوا الى السلطة سوف يدمرون الولايات المتحدة وهو اول  من وضع بلاده على خط التدمير  الحقيقي واخذ حتى  حلفائه ينظرون له ولبلاده بريبة متناهية بعد ان تكشفت حقيقة مفادها ان لا هم للولايات المتحدة الامريكية سوى الهيمنة و ” المال” وان نهجها ومسيرتها التسلطية سياسيا واقتصاديا وحتى عسكريا  تعتمد على التامر والعدوان و الابتزاز والمنافسة غير الشريفة .

  خذوا مثلا المانيا الدولة التي ترتبط باتفاقيات وتحالفات مع الولايات  المتحدة لقد ضاقت ذرعا بالاملاءات الامريكية خاصة ما يتعلق بالسيل الشمالي2 حيث الغاز الروسي وكم من المرات تحث واشنطن برلين على وقف التعاون الاقتصادي في  مجالات الغاز مع روسيا لكن المانيا لم تصغ للاوامر الامريكية التي تطرحها واشنطن في اطار ” عقوبات احادية  الجانب ضد روسيا “كتلك  التي صدعت رؤوسنا بها ضد سورية وايران وفنزويلا وحتى كوريا الديمقراطية وهي عقوبات غير قانونية وليست شرعية لانها لم تصدر عن الامم المتحدة او مجلس الامن الدولي ولا عن اي اجماع دولي .

 لكن واشنطن خلافا للمواثيق والقوانين الدولية تحاول ان تنصب نفسها ” راعية لشؤون العالم”  متناسية  وجود منظمة الامم المتحدة.

لم تجف بعد دماء  جورج فلويد ضحية التمييز العنصري في الولايات المتحدة  والتي استهدفت قتل مواطن امريكي من قبل الشرطة ليتم الاعلان عن موضة جديدة من العقوبات على الصين هذه المرة بحجة اضطهاد طائفة الايغور المسلمة .

تخيلوا المشهد المثير  للاشمئزاز رئيس دولة تضطهد الاقليات الاخرى وتمارس العنصرية  بابشع صورها تدافع عن “اقلية اسلامية” تعيش في اقليم سنجان ذاتي الحكم في الصين متاخية مع بقية الطوائف التي  تمثل عماد نفوس الصين التي تتجاوز المليار نسمة.

موضة جديدة للعقوبات من رئيس في بلد يمارس التمييز العنصري وقتل  المواطنين السود بفرض عقوبات على الصين هذه المرة بحجة اضطهاد طائفة الايغور المسلمة.

 الكونغرس الامريكي  كما يقال صادق على ذلك وينتظر ان يعلن عنه رئيس اكبر دولة تمارس العنصرية في العالم وتخلصت من ملايين الهنود الحمر سكان البلاد الاصليين وتواصل العنصرية ضد الشعب الامريكي.

ان ما يثير السخرية هو ان ترامب  يفرض عقوبات على الصين  ويدعوها لحضور لقاء روسي امريكي حول الاسلحة النووية عجيب امر هذا الرئيس المصاب بلوثة عقلية وجاء الرد الصيني صريحا وواضحا  على لسان المتحدث  باسم وزارة الخارجية ان الصين لن تشارك في اللقاء الروسي امريكي” المرتقب والمتعلق بالصواريخ النووية المتوسطة والقصيرة في اوربا لانها ليست معنية بالاتفاق المبرم بين موسكو وواشنطن.

بعد الخطوة الايرانية الاخيرة نحو فنزويلا لم يعد هناك قيمة لاية عقوبات او  حظر اقتصادي امريكي ولم يعد يكترث احد ب” الهلوسات الامريكية” الا اذا  استثنينا بعض الانظمة والحكومات  الهزيلة السائرة في فلك السياسة الامريكية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.