سلوك اردوغان وسلوك صدام / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الخميس 11/6/2020 م …
هناك اوجه شبه بين سلوك الحالم بالسلطنة ” اردوغان” وصدام الذي كان يحلم ايضا ان يصبح ” بسمارك” المنطقة لنر ماذا حل بالعراق جراء” كونات” صدام وما سيحل ب” تركيا” جراء ” كونات اردوغان” خاصة وان الاخير لم يعد يستوعب دروس التاريخ ونسى مصطلح الرجل المريض” الذي كان يطلق في حينها على “الدولة العثمانية” وهو يسعى الى احياء امجاد بالية تتسم بتايخ اسود وبمجازر لعل مجزرة الارمن نموذجا .
منذ محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا و التي مضى عليها سنوات ونحن نسمع يوميا وبصورة شبه مستمرة ” القاءالقبض على عسكريين اتراك” لهم دور وفق اردوغان في المحاولة الانقلابية من خلال صلاتهم ب” الداعية التركي” غولن ” المقيم في الولايات المتحدة والذي تتهمه تركيا بانه وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة.
ورغم طلبات انقرة المتكررة بتسليم ” غولن” لكن الولايات المتحدة لم تعر اي اهمية للمطالبات التركية.
لقد استغل اردوغان المحاولة الانقلابية الفاشلة لتصفية جميع معارضيه حتى الذين لاصلة لهم بالمحاولة الانقلابية الفاشلة ولا علاقة لهم ب ” غولن” كما استغل صدام ما اسماه في حينها ” المؤامرة” للتخلص من معارضي سياسته في الحزب والدولة واعدم العشرات من قادة البعث لينفرد بالحكم كما ينفرد اردوغان الان بحكم تركيا .
صدام كما اردوغان كل منهما مغرم ب” الكونات” التي لا اعرف اسمها بالتركي” دعنا نطلق عليها “يوردم” من “يردم” تطابقا مع اللهجة التركية الشائعة ولسنا هنا بصدد ايراد مغامرا ت صدام العسكرية منذ الثمانينات وحتى عام الغزو والاحتلال حيث يعاني العراق من اوضاع كارثية الان.
اردوغان هذه المرة اخذ يحلم بتكرار ما حصل مع روسيا عام 2018 في شمال سورية ولم يكتف بالالاف من العسكريين والارهابيين والمعدات العسكرية الهائلة من ناقلات جند ومدرعات التي توحي للمشاهد انه يعد العدة لاجتياح سورية بعد ان اقام منظومات ” دفاع جوي” في مناطق بادلب السورية لكنه يشكوا في ذات الوقت ” من ارهابيين متطرفين” وكان هناك ارهابيا ” طيب القلب ” على الخفيف واخر ” معتدل على شاكلة اردوغان؟؟
هناك مثل عراقي يقول ” يابو بشت بيش ابلشت”.
اردوغان حتى هذ اللحظة يعتقد مع قرارة نفسه ان بامكانه ان يواصل الضحك او اللعب وممارسة الخداع على روسيا التي دعيت الى سورية رسميا وان دخولها واقامة قاعدة عسكرية” حميميم” وتطويرها في المستقبل مجرد نزهة على شواطئ البحر المتوسط وهو يسمع ويلاحظ ان اكثر ما ازعج الولايات المتحدة التي تمتلك مئات القواعد العسكرية على اراضي ومياه دول عديدة بالمنطقة هو الوجود الروسي في سورية .
فقد اكد مسؤول امريكي رفيع على ضرورة ” اخراج روسيا” من منطقة الشرق الاوسط باعتبار ان المنطقة حكرا على ” العم سام ” وجلاوزته وقد ردت موسكو على المسؤول الامريكي بل سفهت احلامه المريضة وسخرت من طروحاته.
روسيا ليست غافلة عن ما يدور في ذهن اردوغان من افكار مريضة” شبيهة بافكار ” الرجل المريض” بصرف النظر عن مصالحها الاقتصادية ولتركيا هي الاخرى مصالح فيها وان صبرها على الاعيب اردوغان سوف لن يطول بعد ان كشفت كل اوراقه وسوف ينفد صبر موسكو التي ابرمت اتفاقيات مع انقرة دون ان تنفذها لامحالة لاسيما وقد ارسلت رسائل عملية وليست شفوية الى تركيا ولعل تزويد سورية بمقاتلات ميغ 29 المتطورة والتي تستخدمها دمشق حاليا في ضرب اوكار الارهابيين في مناطق ادلب وغيرها واحدة من تلك الرسائل.
ان اردوغان اصبح منبوذا حتى من دول اعضاء في حلف شمال الاطلسي ” ناتو” الذي تقوده الولايات المتحدة جراء طموحاته اللا مشروعة في المنطقة وزج قواته ومجموعات سورية عميلة للاستخبارات التركية وجماعات ارهابية في ليبيا دعما لحكومة الوفاق التي منحته صلاحيات التنقيب عن النفط قرب سواحل ليبيا خلافا لكل الاعراف.
مثلما يطمح في ثروة ليبيا من النفط ولازال يعيش على ” العنجهيات ” فتراه يحاول ادخال بلاده في حروب يلتقي فيها مع طموحات الرئيس ترامب بالاستحواذ على النفط في ليبيا وسورية بالرغم من ادعائه ان قواته الموجودة بصورة غير شرعية لاتستهدف الجغرافيا السورية بل خشية من الارهابيين والكل يعرف ان تركيا كانت وتزال الممر الرئيس للارهابيين الى سورية والعراق وغيرها وانها تقف وراء الحرب التي تشهدها المنطقة.
هناك قصة تذكرني بسلوك تركيا ومحاولة تحدي روسيا في سورية وحتى في ليبيا ” قيل ان هناك قطا وجرذي يعيشان في دار واحدة فترى الجرذ يتحدى القط امام ساكني الدار يمر من امامه يتحرك ويستفز والقط ينظر اليه صامتا وفي مرة استقيظ اهل الدار على اصوات غريبة ليجدوا ان الجرذي تحول جسمه الى اشلاء وقطع صغيره موزعة في زوايا الدار.
قال صاحب الدار قولة مشهودة لقد ضاق القط ذرعا بحركات الجرذ .
نعم لقد ضاق الدب القطبي الروسي بحركات الجرذ التركي والايام القامة سوف تكشف ليس الدب القطبي وحده الذي ضاق ذرعا بالاعيب اردوغان بل الاسد ايضا و حتى ايران جارة تركيا حليفة سورية وبقية حلفاء دمشق الذين يعرف صولاتهم اردوغان وان ” سراقب ومعركة تحريرها البطولية” لازالت ماثلة لاعيان اردوغان وخلوصي وغيرهم .
تركيا هذا البلد الجميل لم يعد اردوغان حريصا عليه كما يبدوا وهو ما اضطر عدد من قادة حزبة التخلي عنه واخذ يقرب ابنائه والمقربين للمساهمة في سرقات وبيع النفط المنهوب من سوريا والعراق والذي يمر عبر الاراضي التركية في طريقه الى اسرائيل وهو الذي لم يتوقف عن المتاجرة .بالقضية الفلسطنية.
التعليقات مغلقة.