جيل فلسطيني طاعن…… في الشجاعة / د. زياد أبوالهيجاء
د. زياد أبوالهيجاء ( فلسطين ) الجمعة 23/10/2015 م …
الذين عايشوا مسيرة اوسلو، اختزنوا في الذاكرات وفي القلوب،مرارات جعلتهم يستسيغون الاقل مرارة، بل ويتذوقون حلاوة تغيرات ايجابية ، احدثتها اوسلو ، فغضوا الطرف وتحملوا ، اكراما لانجازات لايدرك معانيها وقيمتها جيل مابعداوسلو… الجيل الذي ولد في مساحات ترتفع فوقها اعلام فلسطين ، فلم ير في ذلك اكثر من امر طبيعي يحتاج الى تعزيزات واقعية ، بينما كانت الاجيال التي عاشت قسوة الاحتلال اليومي المباشر، او ذل المنفى ، تردد بشيء من الفرح: اين كنا…واين صرنا؟
لدينا علم وجواز سفر ومؤسسات وشرطة ….عراقيل الاحتلال تبدو قابلة للاحتمال ، ازاء هذه المكاسب ، التي لم تكن قبل اوسلوسوى احلام وتمنيات.
اما الجيل الذي فتح عيونه على الحياة بعد اوسلو ، فمن الطبيعي انه يرى في كل تلك التجليات، امورا عادية ، وهو يرى جيداحواجز الاحتلال ، وانتهاكاته وفظائعه، وفي القدس التي رغم وقوعهاتحت السيطرة الاسرائيلية مباشرة ، فانها لم تحرم من بعض مظاهر السلطة الوطنية : الاعلام والفصائل والكوفية والاناشيد ، لكن بشاعة الاحتلال فيها ، ومايراه الفتية المقدسيون كل يوم جمعة، من مظاهر عسكرية بالغة العنف والخشونة، الى انتهاكات للمسجد الاقصى تستفز المشاعر الوطنية والدينية.
وعليه فان هذا الجيل الثائر ، الذي يتقدم اليوم صفوف الشعب الفلسطيني ، بشرعية الشجاعة والتضحية ، وصل الى قناعة تامة باستحالة التعايش مع الاحتلال.
ومايلفت النظر في عمليات الطعن التي انتهت اغلبها باعدام منفذيها او جرحهم وتعذيبهم بعدالاعتقال ، مايلفت النظر ان من نفذوها كانوا يعرفون المصير الذي ينتظرهم ، اي ان عملياتهم نوع جديد من العمليات الاستشهادية، وباستعراض ماتيسر من معلومات عن المنفذين ،نرى:
١-انهم لايبغون دخول الجنة ، بل الانتقام من محتليهم والتار لوطنهم ، وانهم ليسوا من الاسلاميين المتشددين ، وان تدينهم هو من تدين عادي غير سياسي, وفي فلسطين ساد دائما اسلام وسطي متسامح , لايعرف التعصب والكراهية.
٢- انهم لاينتمون فعلا للفصائل الفلسطينية ، او على الاقل انهم لم ينفذوا تعليمات من اي فصيل.
٣- انهم من عائلات ميسورة الحال نسبيا.
٤- انهم من الناشطين على مواقع التواصل.
ومثل المنفذين ، معظم فتية المواجهات اليومية في غزة والضفة الغربية.
كل المميزات سالفة الذكر، تشير الى انناامام جيل جديد ، مصر على انتزاع الحرية والاستقلال الوطني ، غير مكترث بالمناورات السياسية وانه جيل اوشك فعلا على قيادة كل الشعب الفلسطيني نحو المستقبل.
فهل نرى في المرحلة القادمة ، انتقال راية فلسطين، من يد جيل طاعن في التجربة والالم والسن…الى جيل طاعن في الشجاعة والامل ؟
التعليقات مغلقة.