” خرجا ” … عروس محافطة إربد / أسعد العزوني

أسعد العزوني ( الأردن ) – الإثنين 22/6/2020 م …

لا أكتب عن مدينة عالمية ،ولا أتحدث عن خيال تراءى لي عن بعد،بل أكتب فخورا  عن قرية أردنية تاريخية،نالت من المجد التليد ماضيا وحاضرا ومستقبلا إنشاء الله،وهي وبرغم كونها قرية محدودة المساحة والسكان،إلا أنها كبيرة بعطاء أرضها وطيب  أصل وأخلاق أهلها،المتمسكين بعروبتهم  ،ولم لا وهم أصحاب تاريخ مجيد وينتمون لدرة الشمال الذي يعد أيضا قطعة من جنان الخلد،رغم ما ينقصه من إهتمام حكومي ،لإجراء نهضة شاملة فيه ،كونه سلة مباركة من سلال غذائنا في هذا البلد،كما أنه بوابة الفتح الإسلامي المجيد للأردن وفلسطين.




قرأت عن خرجا في مقال للبروفيسور أحمد ملاعبة ،فتفتحت قريحتي لمعرفة المزيد عن هذه  القرية التاريخية،وعرفت لاحقا ومن خلال صور نشرها بروفيسور ملاعبة عن مواسم اللوز في خرجا،وشاءت الصدف ان أتواصل مع علم عروبي في خرجا هو د.أحمد شريف الزعبي ،المنخرط حاليا بكتابة تاريخ تأسيس الأردن والموسوعة الشعبية  الأردنية،فزاد من شوقي لزيارة هذه القرية والكتابة عنها من أرض الواقع لمزيد من المصداقية.

يوم الأربعاء توجهنا أنا والبروفيسور  أحمد ملاعبة  ونجله الشاب الجامعي عبادة إلى خرجا في مهمة عمل ،وكان حديثنا في معظمه أثناء الطريق عن خرجا وناسها وتاريخها ومزروعاتها ،ولكن الواقع غير المتخيل،إذ رأيت فعلا قطعة  من الجنة وأنا أدخل خرجا وألقي نظرة على  كرومها وبساتينها .

إستضافنا د.احمد شريف الزعبي في بيته العامر ،ووجدنا رجلا من الزمن الجميل الذي كان يعج بالقيم وبمكارم الخلاق،وكان إستقباله لنا يعبر عن معدنه الأصيل وطيب أخلاقه ورفعتها،فترحابه بنا كان سيلا لا ينقطع ،وإبتسامته تعبر عن بهجته بإستضافتنا ونحن مجموعة تقارب العشرة أشخاص،وبطبيعة الحال فإن فرحتنا نحن الضيوف به أيضا كانت كبيرة.

تناولنا طعام الغداء المكون من المكمورة والمحاشي،وكان د.الزعبي ولفرط كرمه يساعده عضيده المحامي/الشاعر أكرم يضعان لنا الطعام في الصحون ،إظهارا للكرم الأصيل والنفس الطيبة ،مع مواصلة الترحاب بنا،وغادرنا البيت العامر محملين بالهدايا من إنتاج الأرض كالفقوس والبصل واللوز والكتب التي أعدها د.الزعبي عن الفن الشعبي والتراث في الأردن ،وديوان شعر للشاعر أكرم الزعبي.

إصطحبنا د.أحمد شريف الزعب إلى مزرعته القريبة وقطف لنا اللوز بيديه الكريمتين إفراطا في المحبة والكرم ،كما قطف لي ضمة نعناع ذي رائحة نفاذة،وكان بين الفينة والأخرى يقطف الفقوس ويناولنا إياه.

كان يومنا الذي قضيناه في خرجا مميزا ،فعلاوة على لقائنا الطيب مع د.احمد شريف الزعبي وإكتشاف رجل مثله ما يزال يمثل الزمن الجميل الذي مضى،وهو التربوي العتيق وخبير التراث ،والمفكر العربي المحب لوطنه وامته ،كما اننا إستمتعنا باجواء خرجا أم اللوز والتين والزيتون والكرم،ورغم فرحي الغامر بتلك الجولة إلا أن سؤالا ليس برئيا كان يطرق ذاكرتي وهو:هل تعلم الحكومة أين تقع خرجا وما هي ميزاتها وميزات شمالنا الأغرشمال المجد والعز والبطولات والنصر والكرامة…والفقر؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.