حملة غربية اعلامية منسقة ومشبوهة ل “شيطنة” روسيا / كاظم نوري

الحرب الاعلامية - جيش روسيا الإلكتروني... عودة الحرب الباردة ...

كاظم نوري ( العراق ) – الإثنين 22/6/2020 م …




من المفترض ان يكون انهيار الاتحاد السوفيتي عام  1991 بداية انفراج في العلاقات الدولية  وانتهاء التحالفات العسكرية بعد غياب ” حلف معاهدة وارسو” واختفاء الحرب الباردة لكن الذي حصل هو العكس تماما  فقد عمدت الولايات المتحدة  الامريكية الى توسيع حلف “ناتو العدواني ”  وتوجهت شرقا لمحاصرة روسيا عبر ضم دول كانت منضوية تحت لواء الاتحاد السوفيتي من بينها دول البلطيق الثلاث ” لتوانيا واستونيا ولاتفيا” لقربها من العمق الروسي فضلا عن بولونيا والجيك وغيرها.

 كما التفتت الى دول  لا وزنا عسكريا لها مثل ” الجبل الاسود” لضمها الى ” ناتو” بعد تمزيق يوغسلافيا السابقة وتحويلها الى دويلات في حملة عسكرية عدوانية قادتها دول ” ناتو”  في ظل غياب القرار الدولي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ومحاولة واشنطن الانفراد بالعالم .

ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي حتى الان  لم تتوقف اكاذيب الغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة لمحاصرة روسيا ” و” شيطنتها”  فقد اقامت واشنطن درعا صاروخيا على اراضي عدد من الدول القريبة من روسيا بحجة حماية القارة الاوربية من الصواريخ الايرانية وهي كذبة لم تنطل على دول العالم و روسيا بعد ان تسلم القيادة الرئيس فلاديمير بوتين الخبيرفي شؤون دول الغرب الاستعماري والاعيبها  وكان يعمل بصمت من اجل تعزيز قدرات روسيا العسكرية  التقنية لمواجهة التحديات الغربية لبلاده  لتخرج موسكو على العالم بهذه القوة الوطنية الجبارة  التي اذهلت العالم سياسيا وعسكريا وتمكنت من كسر محاولات فرض طوق عليها لابعادها عن المنطقة الشرق الاوسط واذا بها تتصدر الواجهة في اقامة العلاقات مع دول عديدة فيها خاصة الدول الخليجية  وتحركت ايضا  في اطار الامم المتحدة  ومجلس الامن الدولي لتتصدى لمشاريع القرارات المناهضة للشعوب والحركات  والدول التي ترفض الهيمنة الغربية  باستخدام ”  الفيتو” ” الذي كان غائبا قبل ذلك بحجة دعوات الغرب بالحفاظ على وحدة دول المجلس.

 

 

 

 

 

وكانت الدول الغربية  تمرر ما ترغب من قرارات تخدم  مصالحها ومخططاتها  في مجلس الامن الدولي وقد ضاع جراء ذلك العراق وليبيا لكن الامر لم يتكرر عندما  استهدفت الدول الغربية الاستعمارية  سورية بذات الاكاذيب والذرائع  وفشلت في استصدار قرار دولي ضدها  جراء الموقف الروسي المعارض مثلما وقفت الى جانب ايران ايضا بالمحافل الدولية ولم يعد القرار الدولي حكرا على واشنطن وعواصم الغرب بفضل روسيا والصين .

وطيلة السنوات التي اعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي لم تتوقف الماكنة العسكرية للناتو عن اختلاق القصص والروايات ضد روسيا بعد ان حاولت الدول الاستعمارية ذاتها  شيطنة ايران وكوريا الديمقراطية ففشلت لاسيما وان هناك ماكنة اعلامية هائلة كانت من مخلفات الحرب الباردة موجهة ضد الاتحاد لسوفيتي خلال فترة الحرب الباردة تم تفعيلها  وتنشيطها من قبل ” سي اي ايه ” ضد روسيا الاتحادية التي حلت محل الاتحاد السوفيتي.

 وقد اتخذت هذه الماكنة مقرا لها في براغ عاصمة التشيك واختارت ” مبنى البرلمان التشيكي وسط العاصمة ليضم عشرات الاذاعات واجهزة الاعلام  والتشويش الاخرى الموجهة ضدروسيا وحلفائها تشرف عليها الاستخبارات الامريكية” “.

ولم تكتف بذلك بل عمدت الى  اقامة مختبرات ” سرية “على اراضي جمهورية جورجيا المحاذية لروسيا متخصصة ب” الاسلحة الجرثومية والبيولوجية والسمية ” مثل مختبر ” لوغار” الذي طالبت موسكو واشنطن مرات عديدة بخضوعه الى التفتيش من قبل خبراء الامم المتحدة الا ان الولايات المتحدة لم ترد على طلبات  موسكو  المتكررة حتى ظهور و انتشار فايروس كورونا” الذي ارعب  العالم  وتسبب بكارثة بشرية  ضد الانسانية دون الكشف عن الجهة او الدولة التي صنعته” وساهمت في انتشاره المخيف.

 

اما الاتهامات الكاذبة وفبركة القصص ضد روسيا  فلن تتوقف ويجري تحريض الدول الاخرى مثل اوكرانيا والتشيك وبولونيا على روسيا بحجج مختلفة منها اتهام دبلوماسيين روس بنقل مواد سامة زورا والمطالبة بطردهم وهو ما حصل مع رواية تشيكية كاذبة ردت عليها موسكو ثم التفتوا الى  بولندا التي اثارت موضوع التماثيل لقادة عسكريين سوفيت حرروها من الاحتلال النازي الى جانب العقوبات والحصار الاقتصادي الذي تمارسه بعض الدول وفي المقدمة الولايات المتحدة ضد روسيا.

 وكان اخر عملية استفزاز من اوكرانيا  وسوف لن تكون الاخيرة في ظل الحرب الناعمة ضد روسيا  واشغالها في مشاكل جانبية  هي محاولة التنقيب عن الغاز في مناطق قريبة من جزيرة القرم فكان الرد الروسي واضحا وصارما.

انها  اقذر حرب و  وبابشع  صورها  تشنها الدول الغربية الاستعمارية لكن  موسكو اليوم هي  ليس  موسكو “غورباتشوف او يلتسين”  فقد اصبح  لديها من القدرات والامكانات العسكرية والاقتصادية ان تردع المغامرين مهما كانت قدراتهم العسكرية سواء اولئك ما وراء المحيطات او حلفائهم في القارة الاوربية او خدمهم من  رؤساء الحكومات والدول التي انسلخت عن الاتحاد السوفيتي و التحقت منبطحة بمركب المعادين لروسيا وشعبها العظيم .

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.