مقالة الرئيس ” بوتين” صفحات موثقة تاريخيا تفضح اكاذيب الغرب / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الإثنين 22/6/2020 م …
بعد ان طفح الكيل وتناثر رذاذ الكذب الغربي والتصريحات الزائفة حول مجريات الحرب العالمية الثانية ومحاولة تزوير صفحات التاريخ و تناسي دور الجيش الاحمر الروسي بالحاق الهزيمة بجيوش النازيين ومحاولة القفز على الحقائق والتضحيات التي قدمتها موسكو بتلك الحرب اضطر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان يعود الى الوثائق دون ان يتدخل فكانت مقالته الاخيرة بعنوان ” 75 ” عاما من النصر العظيم مسؤولية مشتركة تجاه التاريخ والمستقبل” بمثابة صفعة على وجوه الذين لايخجلون من مواصلة نهج الكذب وتزوير الحقائق ومحاولة قلب الحقائق .
المقالة اعتمدت على وثائق تاريخية بالارقام وبالاسماء والتواريخ منذ معاهدة ” فرساي” التي اعقبت الحرب العالمية الاولى التي انتصرت فيها فرنسا وبريطانيا حيث جرى تقسيم جيكوسلوفاكيا بمشاركة قادة من بريطانيا وفرنسا فضلا عن لعب بولونيا دورا في التقسيم ووصف بوتين سياسة الغرب بسياسة الاسترضاء الغربية والتعامل المزدوج مع هتلر بلقاء”مؤامرة ميونخ” التي تجسدت
بتقسيم جيكوسلوفاكيا وقال بوتين ان الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين لم يلتق مباشرة مع هتلرالذي كان حسن السمعة بالنسبة للغرب.
الدول الغربية خاصة بريطانيا والولايات المتحدة ساهمت بشكل مباشر او غير مباشر وفق الوثائق التي استعرضها بوتين في استثمار مؤسساتهم المالية والصناعية في المصانع الالمانية والمعامل التي تصنع المعدات العسكرية قبل الحرب العالمية الثانية التي استغلتها المانيا بحجة التخلص من ” ارث معاهدة فرساي” وقاموا بدفع البلد الى حرب جديدة وان النظام العالمي لفرساي وحدود الدول الجديدة في الحرب العالمية الاولى مهد للحرب العالمية الثانية وفق تلك الوثائق .
المقالة كشفت ان الدول الغربية الاستعمارية منذ وجدت تعتمد سياسة الكذب والخداع والغدر والحيلة لانها دول بلا مبادئ او قيم وحتى اخلاق في التعامل مع الشعوب والدول الاخرى واستغلال ثرواتها وتجويعها دول لايمكن الوثوق بها لان مصداقيتها ” صفر على الشمال”.
دول تاريخها يغص بالروايات المختلقة والمراوغة والتنصل من المعاهدات وان بعضها لايمتلك تاريخا ناصعا او حضارة مثل بقية الدول الاخرى ” روسيا” نموذجا.
الولايات المتحددة الامريكية شاركت بانزال ” نورمندي” عندما كان الجيش الاحمر قد حرر جيكوسلوفاكيا ودخل مدينة “دريزدن الالمانية” ورفع العلم فوق مبنى الرايخ مقدما ضحايا وخسائر بشرية هائلة حيث قدرت خسائر روسيا في الحرب العالمية الثانية ” ب 28 ” مليون شخص بين عسكري ومدني الى جانب الدمار الذي لحق بكبرى المدن الروسية التي تعرضت للحصار الالماني لسنوات ومنها مدينة ” لينينغراد” او مدينة ” بطرسبورغ” وحتى موسكو العاصمة .
و” لمدينة دريزدن” الالمانية قصة معروفة تؤكد حقد وكراهية الغرب لروسيا وشعبها فقد قصفت اسراب من الطائرات الامريكية الحربية المدينة ودمرت متاحفها ومناطقها الاثارية لانها وقعت بيد الجيش الاحمر الروسي حتى بعد طرد القوات الالمانية منها مثلما كانت تحرض واشنطن المواطنين الالمان على الهروب من المناطق التي تقع تحت سيطرة موسكو بزعم ان الجيش الاحمر” سوف يذبح الاطفال والنساء” منهم باعتبار ان الجيوش الغربية الاخرى وخاصة ” الجيش الامريكي الذي يعتمد في قوامه على المرتزقه وفرق العصابات والاجرام ” رسل انسانية”.
وقد هرب اثر ذلك العديد من المواطنين الالمان الى المناطق التي كانت تقع تحت سيطرة القوات الامريكية والبريطانية والتي سميت انذاك بالمانيا الغربية مقابل المانيا الديمقراطية التي كان يتواجد فيها الجيش السوفيتي حتى سقوط جدار برلين بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتوحيد شطري المانيا.
الولايات المتحدة ذات التاريخ الاسود الملئ بالحروب والموت والدمار لايتجاوز عمرها سوى اكثر من 200 عام بقليل امضت نحو ثلت ذلك في التامر و الاعتداءات والحروب ضد الاخرين والغزو وتنظيم الانقلابات العسكرية لاطاحة الحكومات الوطنية وهي لاتمتلك ارثا حضاريا او تاريخيا وحتى ثقافيا تنافس به الاخرين لاسيما الدول العريقة ذات الماضي الذي يمتد الى الاف السنين لذا نجدها دولة تكره الحضارة وحاقدة على كل ارث ثقافي وتسعى الى تخريب التراث الانساني اينما حلت قواتها على ارض تلك الدول وهو ماحصل في دول عديدة تعرضت للغزو والاحتلال الامريكي حيث تم نهب متاحفها واثارها وحتى مواردها النفطية وثرواتها الاخرى .
روسيا بلد عريق في تاريخها وحضارتها الانسانية وتمتلك ثقافة وتراثا ادبيا وثقافيا اثرى اداب العالم وثقافته بعد ترجمة الكثير من تراثها الادبي الى لغات مختلفة بينما الولايات المتحدة تفتقر لكل ذلك.
اعطوني اديبا او شاعرا او روائيا او كاتب قصة امريكي بمستوى ” دستوفيسكي وتولستوي وبونين وبوشكين وليونيد اندرييف او مكسيم غوركي وغيرهم من الادباء الذين اثروا الادب العالمي بنتاجاتهم الانسانية والثقافية .
ان شعبا يتغنى بالارض اي بالروسية ” زملا ” وبالوطن لايهزم وفلاحه عاشق تلك الارض اعطى للامبراطور الفرنسي درسا بالوطنية لنسمع بعدها جملة نابليون الشهيرة التي اخذ يرددها اثناء “غزوه روسيا ” من هنا تبدا الهزيمة”.
لقد لحقت بنابليون الهزيمة عند مشارف موسكو مثلما تنبا حيث النصب التذكارية التي تحكي بطولات شعب روسيا وتخلد التضحيات و النصر على جيوش الامبراطور الفرنسي الغازية مثلما الحق هذا الشعب الهزيمة بجيوش هتلر الغازية وسوف ينهزم امام الامة الروسية اولئك الذين يواصلون حبك الروايات والقصص الرخيصة القريبة من قصص وروايات “الكاو بويز” للاساءة لهذا البلد العريق وشعبه وقيادته ؟؟.
التعليقات مغلقة.