أمين عام حزب البعث العربي التقدمي ” في الأردن ” في مقال له … يدعو إلى تجديد النضال ضد المشاريع الأمريكية في المنطقة عبر ترسيخ الوحدات الوطنية والعمل الجماعي العربي وممارسة المقاومة وتعميق ثقافتها ونشر الفكر القومي العروبي

 

الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( السبت ) 24/10/2015 م …

أكد أمين عام حزب البعث العربي التقدمي ( في الأردن ) في مقالة له اليوم ، بعنوان ( توحيد الجهود العربية لمقاومة المشاريع الأمريكية ) على انه لا بد من مواجهة المصالح والأطماع والمشاريع الأمريكية  العدوانية في المنطقة العربية ، حيث أقدمت أمريكا على غزو العراق وأسهمت في شن حرب عدوانية على ليبيا، وقادت الحرب العدوانية الكونية على القطر العربي السوري  المقاوم لمخططاتها ومشاريعها وسياساتها الداعمة للكيان الصهيوني على حساب الأمة العربية.

وأوضح دبور أن مقاومة المشاريع المريكية يكون عبر تجديد النضال وترسيخ الوحدة الوطنية في كل قطر من أقطار الوطن العربي والتصدي بحزم لكل طرح مذهبي أو طائفي أو عرقي أو فئوي ، كما ينبغي العمل على خلق اطر التنسيق والعمل الجماعي العربي، وإعتماد المقاومة ونشر ثقافتها لإحباط المشاريع الأمريكية الإستعمارية، وترسيخ الفكر القومي وصولاً إلى تحقيق المشروع النهضوي العربي والحفاظ على هوية الأمة والالتزام بمصالحها العليا.

لافتاً إلى أنه ونحن نعمل على ما سبق لا بد من النضال لأجل القضية الفلسطينية ، بخاصة وان المشاريع والسياسات الأمريكية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية لصالح العدو الصهيوني الغاصب ، الأمر الذي يستوجب دعم الشعب العربي الفلسطيني الذي يواجه الاحتلال باللحم الحي .

وفيما يلي النص الكامل للمقالة : 

توحيد الجهود العربية لمقاومة المشاريع الأمريكية

فؤاد دبور ـ امين عام حزب البعث العربي التقدمي

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتوقف الحرب الباردة جعلت أوهام القوة لدى الولايات المتحدة الأمريكية تظن بأنها سوف تقود وتسيطر على العالم اجمع وبأنها سوف تمسك بزمام الأمور وتوجه سياسات الدول الأخرى وفقا لمصالحها ورغباتها،وجعلت هذه الأوهام الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ ذلك التاريخ تعتقد بأنها ستسود العالم عبر مشاريعها وسياساتها القائمة على الرأسمالية وان المجتمع الأمريكي هو السيد وعلى المجتمعات الأخرى الإقرار بالتبعية لسياساتها وتنفيذ مشاريعها ومخططاتها حتى لو كان ذلك على حساب حقوقها، وما على المجتمعات والدول والشعوب، إلا ان تتحول إلى مجرد أدوات إجرام تابعة.

وقد جعلت هذه السياسات العديد من شعوب العالم تشعر بالظلم ، وقد ولد الشعور بالظلم الأحقاد والكراهية والمقاومة ، وهذا ما جرى فعلا عند شعوب ودول انتهجت سياسة رفض الاستسلام والرضوخ لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية وأخرى انتهجت طريق مقاومة هذه السياسات وبشكل خاص الشعب العربي في أقطار الوطن ، بخاصة ان الولايات المتحدة الأمريكية دعمت العدو الصهيوني الذي اغتصب ارض فلسطين العربية وأراض أخرى في سورية ولبنان وأمدته بكل أسباب القوة يهدد بها كل الأمة العربية ، وارتفعت وتيرة الكراهية والمقاومة لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية بسبب إقدامها على إقامة قواعد عسكرية في العديد من أقطار الوطن العربي لتأمين مصالحها العدوانية ؛ الاقتصادية والمالية والنفطية ، وتوفير الأمن والحماية للكيان الصهيوني.

ومن اجل ذلك أقدمت أمريكا على غزو العراق وأسهمت في شن حرب عدوانية على ليبيا، وقادت الحرب العدوانية الكونية على القطر العربي السوري لأنه يقاوم مخططاتها ومشاريعها وسياساتها الداعمة للكيان الصهيوني على حساب الأمة العربية، حيث عملت عبر أدوات في المنطقة ومن أنظمة عربية معروفة على إلحاق الضرر والدمار والقتل بسورية وشعبها عقابا لها من جهة وفي محاولة لإضعافها وتسهيل تمرير المشاريع والحلول التصفوية للقضية الفلسطينية من جهة أخرى ، فسورية، تقاوم وتدعم الذين يقاومون الاستعمار الصهيوني الاحلالي لفلسطين العربية ولأرضها في الجولان العربي وكذلك الأرض المحتلة في لبنان.

ومثلما واجهت سورية ؛ المشروع الأمريكي – الصهيوني الاستعماري، واجهت المقاومة معها ، مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يستهدف تجزئة أقطار الوطن العربي على  أسس عرقية ومذهبية وطائفية وفي ذلك خدمة لأطماعها ومصالحها العدوانية وخدمة للكيان الصهيوني الشريك الاستراتيجي لها في المنطقة.

ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر هذه المنطقة الغنية بالثروات النفطية والغاز، سوقا تعود عليها بالفائدة الكبرى ماليا وتجاريا واقتصاديا، سواء عبر الهيمنة على هذه الثروة أم عبر تصدير الصناعات العسكرية إلى بعض الدول بخاصة النفطية منها ، ما يعود عليها بأرباح تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات، ومن هنا نفهم دعم الإدارات الأمريكية للحروب التي تشن ضد أقطار عربية كـ سورية والعراق واليمن وغيرها، أو حتى لو كانت هذه الدول لا تحتاج إلى هذه الصناعات العسكرية المهم هو مصلحة شركات تصنيع وإنتاج المعدات العسكرية الأمريكية وبالطبع فإن الولايات المتحدة الأمريكية تضع شرطا أساسيا على ان لا يستخدم هذا السلاح ضد الكيان الصهيوني أو أية دولة تابعة لها.

فالولايات المتحدة الأمريكية  تعتبر البحر الأبيض المتوسط وكذلك البحر الأحمر ومياه الخليج العربي مناطق حيوية لمصالحها ونفوذها ، ومن اجل هذه الأطماع الإستعمارية عملت، وتعمل على إخراج روسيا الاتحادية من البحر المتوسط، ومن هنا نفهم أيضا دخول روسيا بشكل مباشر في الحرب على العصابات الإرهابية في سورية ، بناء على طلب القيادة السورية الشرعية.

ونظرا لمخاطر المشاريع والسياسات الأمريكية،على امتنا ومنطقتنا العربية ، لا بد من مواجهتها عبر تجديد النضال وترسيخ الوحدة الوطنية في كل قطر من أقطار الوطن العربي والتصدي بحزم لكل طرح مذهبي أو طائفي أو عرقي أو فئوي ، كما ينبغي العمل على خلق اطر التنسيق والعمل الجماعي العربي، وإعتماد المقاومة ونشر ثقافتها لإحباط المشاريع الأمريكية الإستعمارية، وترسيخ الفكر القومي وصولاً إلى تحقيق المشروع النهضوي العربي والحفاظ على هوية الأمة والالتزام بمصالحها العليا، ذلك أن ترسيخ وتعميق هذا الوعي سيسهم في مواجهة المخططات الأمريكية الإستعمارية .

ولا بد ونحن نواجه هذه المشاريع من التوقف مطولا أمام القضية المركزية للأمة العربية؛  قضية فلسطين بكل أبعادها، وفي المقدمة منها حق الشعب العربي الفلسطيني في العودة إلى أرضه ووطنه واستعادة كامل حقوقه الأخرى وإقامة دولته المستقلة، بخاصة وان هذه المشاريع والسياسات الأمريكية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية لصالح العدو الصهيوني الغاصب.

وعليه فلا بد أيضا من دعم شعبنا العربي الفلسطيني الذي يواجه العدوان الصهيوني باللحم الحي، والوطن هو الأغلى.

الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فـــؤاد دبـــور

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.